27 يناير 2012
سامي عبدالرؤوف (دبي)- يناهز عدد مرضى “التصلب اللُّويحي المتعدد” في الإمارات، 1000 شخص، وتعتبر الإناث الأكثر تعرضاً للإصابة بهذا المرض من الذكور بنسبة تقارب الثلاثة أضعاف، بحسب الدكتورة سوزان نوري من جمعية الإمارات للأمراض العصبية.
وأعلنت الجمعية أمس الخميس في مؤتمر صحفي عقدته بفندق شنغريلا بدبي، عن تشكيل أول فريق مهامّ إماراتي لدعم المصابين بمرض التصلب اللُّويحي المتعدد.
وعقدت الجمعية، اتفاقية مع الشركة الدوائية السويسرية «نوفارتس» لإطلاق حملة وطنية إماراتية على مدار عام 2012 للتوعية بالمرض، بحضور الشيخ محمد بن خليفة بن سلطان بن شخبوط آل نهيان رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى التصلب اللويحي، والدكتور علي بن شكر رئيس جمعية الإمارات الطبية.
ولفتت الدكتور بدور الشحي عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى التصلب اللويحي، إلى أن الجمعية تحاول تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين بالمرض، ومساعدتهم من خلال علاقات الجمعية مع العديد من الجمعيات الخيرية على تسديد كلفة العلاج التي قد تتراوح بين 6000 و10000 درهم للمريض الواحد شهرياً.
وقالت الدكتورة سوزان نوري، “إن هذا المرض من الأمراض المضنية، جسدياً ونفسياً معاً، ونحن واثقون من أن توافر التوعية والمعرفة اللازمتين بالمرض وخياراته العلاجية سيسهم في تمكين المصابين به من إدارته بالشكل الأمثل”. وأشارت إلى أنه نوع من الاضطرابات، ويظهر عادة في العمر ما بين 20 و40 عاماً، وغالبا ما تتمثل أعراضه بعدم وضوح الرؤية أو ضعف، أو حتى العمى في عين واحدة، أو ضعف العضلات في الأطراف وصعوبة التنسيق والتوازن، واضطرابات البلع، والتعب، ومشاكل المثانة والامعاءـ إضافة إلى الخمول وعدم التركيز أحياناً.، كما يمكن أن ينتج عنه في بعض الأحيان الشلل الجزئي أو الكامل. وأوضحت نوري، انه تقع على عاتق فريق المهامّ الوطني مسؤولية إطلاق حملة وطنية موسّعة ومطوّلة بهدف تعزيز التوعية بالمرض بين المصابين به وأهاليهم والأوساط الطبية وكافة المهتمين والمعنيين.
من جهته قال الدكتور علي بن شكر، رئيس جمعية الإمارات الطبية إن الدولة تطبق معايير دولية رفيعة في مجال الرعاية الصحية، والأوساط الطبية الإماراتية حريصة على مواصلة هذا النهج.
ويمثل تشكيل فريق المهامّ الوطني الإماراتي الأول من نوعه لتعزيز التوعية والمعرفة بالمرض وأفضل سبل إدارته خطوة مهمة لضمان استمرار توافر أفضل معايير الرعاية الصحية لكافة القاطنين بالدولة، سيما فيما يتصل بهذا المرض المزمن.
وفي السياق نفسه، قال وليد كتوعة رئيس شركة نوفارتس في منطقة الشرق الأوسط، “نحن ملتزمون باتخاذ كافة تدابير مواجهة مرض التصلب اللُّويحي المتعدد في الإمارات، ونأمل أن تسهم شراكتنا مع جمعية الإمارات للأمراض العصبية في إطلاق أول حملة وطنية من نوعها”.
وتهدف الحملة، إلى استقطاب الدعم وتعزيز التوعية بالمرض بين العامة وضمن الأوساط الطبية، والمساهمة في توفير أفضل رعاية ممكنة للمصابين به على النحو الذي يمكنهم من ممارسة حياتهم اليومية بشكل أفضل”.
وأشار إلى أن دور الأدوية المتاحة حالياً يتمثل في إبطاء تفاقم المرض والتحكم بأعراضه بشكل أفضل.
يُذكر أن التصلب اللُّويحي المتعدد من الأمراض مجهولة الأسباب التي تصيب الدماغ والحبل الشوكي، ويتلف المرض المادة المعروفة بالميلانين المغطِّية والحامية للخلايا العصبية، ما يتسبَّب في اضطراب انتقال أوامر الدماغ إلى أجزاء الجسم المختلفة ومن ثم ظهور أعراض المرض التي تشمل اضطراب البصر، وضعف العضلات، وعدم تناسق الحركات والتوازن، والتنميل أو الخَدَر، والإحساس بما يشبه الوخز، كما يطال المرض المزمن أيضاً التفكير والتذكُّر.