الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأحمر.. لون تسلل من السلطة إلى الموضة

الأحمر.. لون تسلل من السلطة إلى الموضة
14 فبراير 2020 00:03

أزهار البياتي (الشارقة)

يرتبط اللون الأحمر بدفء المشاعر وحرارة العواطف، كما أنه من لون جريء يعكس سمات القوة والسطوة والحضور، وكان على مدار التاريخ رمزا للحب والحرب عند مختلف الحضارات الإنسانية، وإضافة إلى دلالاته النفسية ومؤثراته البصرية، فإنه أيضا لون التطرف والغضب والخطر، كما يوظف لشحذ الطاقات وبث الحيوية والحماسة، وعند الحضارات القديمة كالصين يعتبر الأحمر تميمة الحظ السعيد، وفي الهند تزف العرائس بالساري الأحمر، وعند قدماء المصريين كان مؤشرا على النصر والقوة، أما عند العرب فكان مثيرا للحرب.
وتوجد تفسيرات عدة لتأثير هذا اللون، وقد سلط علماء نفس الضوء على علاقته الوطيدة بيوم «فالانتين»، وسبب اتخاذه رمزا للحب، معللين ذلك بتردد موجات الأحمر وتأثيرها المحفّز للجهاز العصبي، وقدرتها على إثارة الأحاسيس الرومانسية، إلى جانب ارتباطه بالجاذبية، كما كان اللون المفضّل لإظهار السطوة عند الملوك والملكات في الإمبراطوريات القديمة، وهو أيضا لون الوقار والجاه والثراء، وكان في القدم حكرا على الطبقة المخملية، وغير متاح للعامة نظرا لدلالاته على الوجاهة وعلو المكانة الاجتماعية، ليصبح فيما بعد حليفا للنساء الطموحات، ملبيا رغباتهن في الظهور.
وتربع الأحمر على عرش الأزياء في معظم اتجاهات الموضة العالمية، نظرا إلى سحره الذي يجعله عنصرا جاذبا في كل وقت ومكان، فهو تعويذة المرأة القوية والواثقة من ذاتها، وهو الدرع الذي ترتديه تلك التي تهوى حب الظهور أمام الآخرين، ما جعله لونا راسخا في نطاق الأناقة، ومفضّلا عند معظم النساء، متوجا كأكثر لون ذي خصوصية وحضور وجرأة.
ولعل وجود الثوب الأحمر عند كبار المصممين وأهم دور الأزياء العالمية موسما بعد آخر، مؤشرا على أهمية هذا اللون وما يتمتع به من جاذبية وإثارة، فلا تكاد تخلو منصة من منصات أسابيع الموضة العالمية من حضور بارز للفستان الأحمر، حتى أن مصممين عالميين جعلوا من اللون الأحمر أيقونة تميّز أساليبهم، ويبرز من بينهم المصمم الإيطالي المخضرم فالنتينو الذي كثيرا ما تميّزت أعماله الإبداعية بالأناقة والفخامة منذ بدايات ظهوره في مطلع الستينيات، متخذا من اللون الأحمر بصمة وميزة تفرقه عن الآخرين، ومعتبرا إياه جالبا للحظ، فقد عرف السر وراء الخضاب الأحمر وما يثيره من أحاسيس وانفعالات في كلا الجنسين، فجعل فساتينه الحمراء تطغى على عروضه عاما بعد آخر، بدءا من عرضه الأول في العام 1959 وإلى الآن، ليلقّب بـ«إمبراطور الأحمر»، وعن ارتباطه المتين بهذا اللون، يقول: «الأحمر عشقي منذ أيام الطفولة، وعلاقتي القوية به بدأت بعد زيارتي الأولى لدار الأوبرا في برشلونة، حيث أبهرتني سطوته، فتحّول عندي إلى مصدر إلهام، خاصة بعد أن اكتشفت طاقته الكامنة وأثره القوي على العين والقلب».
يلعب الأحمر دور البطولة على السجادة الحمراء وفي مختلف المهرجانات السينمائية والفنيّة وأهمها، حيث تفضّل نجمات كثيرات الظهور بالفستان الأحمر، فهو يغلف القوام بالفخامة والترف، لتتألق به نجمات مثل الممثلات آن هاثوي، وجنيفر أنيستون، وغوينيث بالترو، وسكارلييت جوهنسون، وجوليا روبيرتس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©