مصطفى عبد العظيم (دبي)
يبلغ حجم سوق صيانة وإصلاح الطائرات في دولة الإمارات نحو 12.8 مليار درهم (3.5 مليار دولار)، بما يشكل نحو 29% من إجمالي سوق الشرق الأوسط البالغة قيمتها 44.4 مليار درهم (12.1 مليار دولار)، وفقاً لمؤسسة أوليفر وايمان الأميركية.
وتوقعت المؤسسة، في تقرير تم استعراضه في معرضي التجهيزات الداخلية للطائرات في الشرق الأوسط والشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات، نمو الإنفاق على صيانة وإصلاح الطائرات في المنطقة 8% حتى عام 2028، متجاوزة بذلك معدل النمو العالمي خلال هذه الفترة المقدر بنحو 4.5%، ليصل الإنفاق العالمي إلى 114.7 مليار دولار، مقارنة مع 77.4 مليار دولار خلال عام 2018.
وأرجع مشاركون في المعرضين اللذين انطلقت فعالياتهما أمس بدبي، تسارع وتيرة النمو المتوقع في الإنفاق على صيانة وإصلاح الطائرات في المنطقة إلى التوسع الكبير في أساطيل شركات الطيران والذي تقوده الناقلات الإماراتية التي يزيد إجمالي أساطيلها على 500 طائرة.
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مطارات دبي رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، إن قطاع الطيران في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، شهد نمواً على مدى السنوات الماضية، نتيجة للموقع الجغرافي المتميز والبيئة الصديقة للأعمال والاستثمارات في البنية التحتية وأساطيل الطائرات الحديثة.
وأضاف سموه، في كلمته التي جاءت ضمن الكتاب السنوي لمعرضي التجهيزات الداخلية للطائرات وصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات، إن الاستثمارات في المنطقة مستمرة، مع استثمار شركات الطيران في الطائرات الجديدة ذات التكنولوجيا الحديثة، فضلاً عن زيادة عدد الطائرات أو ترقية الطائرات الحالية، إلى جانب زيادة توقعات المسافرين في الحصول على تجربة أكثر راحة على متن الطائرات، والتي تسهم في زيادة الطلب على أفكار مبتكرة وفرص جديدة لموردي التجهيزات الداخلية للطائرات.
ولفت سموه إلى أن النمو في حجم أساطيل الطائرات في الإمارات والمنطقة يقود إلى زيادة الطلب على الصيانة والإصلاح والعمرة، متوقعاً أن يرتفع الطلب على خدمات الصيانة في المنطقة بنسبة 9.1%، مدفوعاً بصيانة المحركات التي تشكل نحو 13 مليار دولار، ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 11.8% خلال 2022.
وأشار إلى أن معرضي الصيانة وإصلاح الطائرات والتجهيزات الداخلية للطائرات في الشرق الأوسط يمتلكان سمعة قوية، كمنصة تجمع الموردين والمشترين أمام منتجات جديدة وتقنيات حديثة، حيث يمثل المعرضان شهادة على الفرص التي يوفرها هذا السوق، خاصة مع استمرار نمو هذه الفعاليات سنوياً، في الوقت الذي يتطلع فيه العارضون نحو زيادة حضورهم في السوق.
من جانبه، قال إحسان منير، نائب الرئيس للتسويق والمبيعات التجارية لدى شركة بوينج، إن منطقة الشرق الأوسط تتمتع بموقع جغرافي لا مثيل له يتيح ربط الأسواق المتنامية في آسيا وأوروبا وأفريقيا، وهذا بدوره يعزز شهية المنطقة لاقتناء طائرات تجارية جديدة وخدمات خاصة لتشغيل وصيانة تلك الطائرات.
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستكون بحاجة لخدمات طيران بقيمة تصل إلى 745 مليار دولار خلال الأعوام العشرين المقبلة وصولاً لعام 2037، وذلك لمواكبة الحركة المتنامية للسفر الجوي والشحن في المنطقة، وفقاً لأحدث تقرير أصدرته «بوينج».
ووفقاً للتقرير سيكون سوق الخدمات مدفوعاً إلى حد كبير بالطلب على ما يقرب من 3 آلاف طائرة تجارية جديدة في الشرق الأوسط خلال العشرين سنة المقبلة، أي أكثر من ثلاثة أضعاف حجم الأسطول الحالي، ويتطلب هذا الأسطول المتنامي خدمات طيران تشمل دعم سلسلة التوريد (قطع الغيار والخدمات اللوجستية)، وخدمات الصيانة والهندسة والتعديل.
ويشير تقرير توقعات سوق الخدمات 2018- 2037 لمنطقة الشرق الأوسط إلى تنامي الحاجة للخدمات التي تزيد من إنتاجية الأساطيل وتقلل من تكاليف التشغيل، متوقعاً أن تستحوذ منطقة الشرق الأوسط على أكثر من 8% من الطلب العالمي على خدمات الطيران، بقيمة تصل إلى 745 مليار دولار، وبمعدل نمو سنوي يبلغ 4.6%.
ووفقاً لجوناثان بيرجر المدير الإداري لشركة ألتون أفياشن كونسلتنسي، وهي شركة استشارية للطيران، تبلغ قيمة سوق صيانة وإصلاح الطائرات العالمي الحالي نحو 79 مليار دولار، ومن المتوقع أن يشكل سوق الشرق الأوسط حوالي 8% من هذا المبلغ، مشيراً إلى أنه في حين من المتوقع أن ينمو السوق العالمي بنحو 4% سنوياً، فإن سوق الشرق الأوسط سوف ينمو بشكل أسرع، مع زيادة شركات النقل في الشرق الأوسط من إنفاقها على صيانة وإصلاح الطائرات خلال السنوات العشر القادمة.