25 يناير 2011 20:40
مع حلول فصل الشتاء وميل الطقس إلى البرودة النسبية، تتزايد شكوى الناس من آلام المفاصل، أو الروماتيزم، أو غيرها من أعراض متشابهة، وكثيرون هم من يخلطون بين هذا وذاك، وتتضارب الاجتهادات والنصائح ونقل الخبرات بين الناس، سواء باتباع نظام علاجي سليم، أو بوصفات بديلة أو برامج غذائية وممارسات رياضية متنوعة، أو غير ذلك من اجتهادات.
تساؤلات عديدة حملناها للبروفيسور ياسر المدني، استشاري الأمراض الروماتيزمية بلندن، ليجيب عنها في هذا الحوار:
بداية يوضح الدكتور المدني أن التهاب المفصل آفة تصيب مفاصل الجسم، أما “الروماتيزم” فهو تعبير شائع بين الناس يعني إصابات الجهاز الحركي بما فيها التهاب المفاصل وإصابات الأنسجة الرخوة أو الطرية، وهو عبارة عن آلام وأوجاع وربما تصلب في العضلات ومناطق العظام والأربطة والمفاصل في أي مكان بالجسم، وقد تكون بسيطة أو شديدة. والتهابات المفصل لها أكثر من نوع وشكل، ومنها: الفصال العظمي، وهو الأكثر شيوعاً بين من تجاوزوا منتصف العمر، والتهاب المفصل الرثياني ـ ويكثر لدى السيدات وتصل نسبة اصابة النساء إلى الرجال في بعض الأمراض إلى 9 _1، كما ان للعوامل الوراثية دوراً في بعض الأنواع. وهناك أمراض يكون لإصابة الجسم بالميكروبات دور فيها.وهو أخطر أنواع الإصابة المفصلية ويمكن أن يسبب تدميرا شديدا لأنسجة المفصل مما ينتج تشوهات جسيمة، ويحدث عادة في منتصف العمر، والنقرس، والتهاب المفصل المشوه، والتهاب الفقار القسطي، ويصيب المفاصل العجزية، وهو مزمن و بطيء ويصيب الشباب الذكور بصورة رئيسية ممن هم دون سن العشرين ونادرا ما يحدث بعد الثلاثين. وهناك الأنواع الخمجية في حالات مرضية معينة، أما “الروماتويد”، فهو التهاب مفصلي متعدد الصور، منها ما يصيب مفاصل اليدين والمعصم أو القدمين أو مفاصل أخرى مثل مفاصل الركبتين ومفاصل منطقة الرقبة، وقد يصيب أيضاً الرئتين عند بعض المرضى. ويتم تشخيص الروماتويد يتم بالفحص السريري والإكلينيكي الدقيق في ضوء الأعراض التي يشكو منها المريض، ثم عمل فحص للدم للبحث عن الأجسام المضادة التي تسمى عامل الروماتويد، والذي يكون إيجابيا عند 75 % من الحالات، مع أشعة الرنين المغناطيسي حيث يتم العلاج مبكرا بما يحول دون تطور المرض، ولا يزال السبب الحقيقي لروماتيزم المفاصل مجهولاً، وان أرجع كثير من العلماء السبب إلى خلل في الجهاز المناعي، أو للإصابه بأحد أنواع الفيروسات “.
خشونة المفاصل
يشير الدكتور المدني إلى خشونة المفاصل باعتبارها من الأمراض الروماتيزمية الشائعة أيضاً، وهو عبارة عن اضطراب في الغضروف ويحدث عادة مع تقدم السن، خاصة عند البدناء، ويحدث عندما تتغير الخواص الطبيعية الحيوية للغضروف، وقد يكون وراثيا، أو أن يكون مرضاً ثانوياً ناتجاً عن التهاب مفصلي مزمن جرثومي أو غير جرثومي. وعادة ما يكون علاج خشونة المفاصل بالعقاقير المسكنة للآلام والمضادة لالتهابات المفاصل والهدف من العلاج هو التخلص من الوجع بالأدوية وتقوية العضلات، وينصح المريض بممارسة الرياضة ومعالجة البدانة. وقد يتم التدخل جراحيا في بعض الحالات المتقدمة من المرض”.
التهاب المفاصل
يوضح الدكتور المدني كيفية تطور التهاب المفاصل، ويقول:” هناك أكثر من 127 نوعاً من الالتهابات، فالتركيب الميكانيكي للجسم يحتم تلاقي كثير من العظام في مفصل، وغطيت نهايات العظام بأنسجة مرنة تسمى الغضاريف لتسهيل الحركة، ويغطي الغشاء الزلالي السطوح الداخلية من فجوة المفصل ويفرز الغشاء سائلا لتسهيل انزلاق المفصل ولدى حدوث التهاب المفصل تتلف الوظائف الاعتيادية للمفصل وتلتهب أنسجته وتتضخم وتتورم أو أنها قد تضمر وتجف وتفقد الغضاريف مرونتها وتحتقن وتخشن بل وتتصلب. كذلك تصاب الأربطة والعضلات المحيطة بالمفصل وتلتهب. وتعقب هذه الأعراض تبدلات تدميرية تتلف الغضروف وتؤدي لخلخلة العظام المجاورة وبالتالي تدمير المفصل. وعادة ما تكون التبدلات مترافقة بتورم وألم متزايد أثناء الحركة”.
الأعراض والعلاج
كما يوضح الدكتور المدني أهم أعراض الروماتيزم ، ويقول:” إن أعراض الروماتيزم تتفاوت إلى حد بعيد، فقد يشكو المريض من ضعف عام أو وهن وربما يشكو من طفح جلدي أو تقرحات في الفم أو تساقط الشعر وقد يعاني المريض أو المريضة من مشاكل يتبين بعد الفحص انها بسبب بعض أنواع الروماتيزم مثل الاجهاض المتكرر أو بعض حالات الجلطات المتكررة. وتبقى أكثر أعراض الروماتيزم هي آلام وتورم المفاصل أو آلام وضعف في العضلات. ومن ثم تأتي أهمية التشخيص الدقيق، أما علاج الروماتيزم فيختلف بحسب نوعه، ففي بعض الحالات تستخدم مضادات الالتهاب وبعض الحالات تتطلب استخدام أدوية لتثبيط المناعة وفي بعض الحالات تعطى الحقن الموضعية. وحول العلاج أود ان أشير إلى أهمية ان يكون العلاج تحت إشراف ومتابعة من قبل الطبيب المتخصص نظرا لخطورة الآثار الجانبية لبعض الأدوية اذا لم تستخدم بالطريقة الصحيحة. وعادة ينصح المريض بنظام غذائي معين، يعتمد على تناول اللحوم مرتين في الأسبوع كحد أقصى وبكميات محدودة. والإكثار من الخضراوات ومنتجات الصويا، وتناول نصف لتر يومياً من الحليب قليل الدسم. وطعام خالٍ من الدهون، والمياه الغازية، والمكسرات، والبقول، والشوكولاتة، والزبادي لاحتوائه على حمض اللاكتيك. وأيضاً الابتعاد عن السكّريات لأن كثرتها في الغذاء تؤدي إلى تكوين حمض اللاكتيك. وننصح بالصيام والرجيم وعدم نشاط الغدة الدرقية ونقص إفرازها على ارتفاع نسبة حمض البوليك في الدم. والابتعاد عن الضغوط النفسية والاكتئاب والتوتر والإرهاق الجسدي أو العقلي مع الاهتمام بالحركة الكافية والتعرض بكثرة إلى الهواء الطلق وأشعة الشمس للحصول على فيتامين دي. وخفض الوزن لتقليل الضغط على المفاصل.
المصدر: أبوظبي