29 ديسمبر 2010 23:52
دعا الرئيس السوداني عمر حسن البشير الحركات المسلحة في إقليم دارفور إلى وقف القتال في الإقليم. وهدد بسحب الوفد الحكومي المفاوض إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال المفاوضات مع الحركات المسلحة التي تجري في الدوحة حتى اليوم الخميس. ووجه البشير الشكر للوساطة المشتركة ولدولة قطر التي رعت جولات التفاوض طوال الفترة الماضية، لكنه اعتبر في كلمة لقبائل دارفور خلال زيارته لمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور أن السلام لن يأتي إلا من داخل دارفور. واضاف البشير أنه سيقاتل من يحمل السلاح ويجلس مع من يريد التنمية.
في سياق متصل وصل مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس البشير مساء أمس إلى الدوحة في زيارة تستغرق عدة أيام يجري خلالها لقاءات مع القيادة القطرية.
وكانت السلطات السودانية اعلنت أن المهلة القصوى للتوصل إلى اتفاق مع حركات التمرد في دارفور تنتهي في 13 ديسمبر، لانه انطلاقا من شهر يناير سيتم التركيز على الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان. وكانت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة الأكثر تسلحا بين المجموعات المتمردة في دارفور، بدأتا قبل عشرة أيام محادثات في الدوحة بغية التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وكان من المقرر أن توقع حركة التحرير والعدالة أحد الفصائل الصغيرة في دارفور وذات التأثير الضعيف على الارض، في أواسط ديسمبر اتفاق سلام مع الخرطوم إلا انه تم إرجاء التوقيع على هذا الاتفاق. وكانت معارك دامية اندلعت في 10 ديسمبر في دارفور اجبرت 23 ألف شخص على النزوح. وقال وسيط الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور جبريل باسوليه ان “هذه المعارك مدانة وتظهر أهمية وقف اطلاق النار اذا زادت أعمال العنف فان الجو العام للمفاوضات سينهار”. واكد باسوليه أنه سيسعى لإقناع الأفرقاء بالاستمرار في عملية السلام حتى في حال عدم التوصل لاتفاق في الايام المقبلة.
وقال “انا ممن يريدون التوصل لحل سريع وسعيد، الا أن وساطة شخص ما يحمل ساعة توقيت في يده ليست وساطة جيدة”.
إلى ذلك أطلقت مجموعة تضم الأمم المتحدة وجامعة هارفارد وشركة جوجل ومنظمة ساهم في تأسيسها الممثل جورج كلوني مشروعا يستخدم الأقمار الاصطناعية لمراقبة ما وصفته بانتهاكات حقوق الإنسان في السودان قبل الاستفتاء على مصير الجنوب المقرر في 9 يناير المقبل.
ويوفر “مشروع القمر الصناعي الحارس” -وفق القائمين عليه- “نظام إنذار مبكر” لانتهاكات حقوق الإنسان والمخالفات الأمنية قبل الاستفتاء الذي يتوقع فيه أن يصوت الجنوبيون على الانفصال.وبموجب المشروع ستصور الاقمار الاصطناعية تجارية فوق شمال وجنوب السودان أي قرى تحرق أو تقصف، والتنقلات الجماعية للأشخاص أو أي أدلة أخرى على العنف.وسيقوم برنامج الأمم المتحدة (يونوسات) بجمع وتحليل الصور، في حين ستقوم مبادرة هارفارد للشؤون الإنسانية بالبحث ومزيد من التحليل، والتأكد من التقارير الميدانية التي سيقدمها “مشروع كفاية” لمناهضة ما تسمى الإبادة الجماعية.
من جانبها صممت جوجل وشركة تريلون المتخصصة في تطوير الإنترنت منصة إنترنت لإطلاع الجمهور على المعلومات بهدف الضغط على المسؤولين السودانيين والجماعات الأخرى.وتلقى مشروع القمر الصناعي تمويلا على مدار ستة أشهر من منظمة تسمى”لن يحدث تحت أنظارنا” والتي ساهم في تأسيسها الممثل كلوني وأصدقاؤه في هوليوود الممثلون دون شيدل ومات ديمون وبراد بيت وديفيد بريسمان والمنتج جيري وينتروب.
وقال كلوني في بيان له “نريد أن نجعل مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب الأخرى المحتملين يعرفون أننا نراقب، العالم يراقب”.
المصدر: الخرطوم