آمنة الكتبي (دبي)
ينقل متحف المستقبل على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة الزوار إلى عام 2100 من خلال تجارب تفاعلية فريدة تطلعهم على ملامح المستقبل بطريقة مبتكرة، مع التركيز على موضوع مستقبل صحة البشر وتعزيز قدراتهم الجسدية، باستخدام تقنيات متطورة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة أعضاء وأنسجة حية، وغيرها من حلول توفرها الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي.
وتبدأ رحلة متحف المستقبل من خلال عرض تجربة المستجيب الأول الذكي، واستخدام التقنيات التكنولوجية المتقدمة للإسعافات الأولية الطارئة، وتستعرض التجربة شخصاً «طيارا» تعرض لحادث وتسبب في إتلاف أجزاء من أعضائه وتم إدخاله إلى كبسولة ذكية تقوم بمعالجته من خلال تعويضه بأعضاء بشرية جديدة عن طريق طابعة ثلاثية الأبعاد.
ويهدف المستجيب الأول الذكي إلى إسعاف المريض ومعالجته قبل وصوله إلى المستشفى من خلال الكبسولة الذكية التي تقوم بتشخيص المريض ومعرفة تاريخه الطبي ونوع فصيلة الدم، كما تقوم بإنتاج الأعضاء الاصطناعية التي تحاكي الأعضاء البشرية ويتم استخدامها كبديل للأعضاء ولمتابعة الحالة الصحية وتعزيزها.
و يعمل المستجيب الأول الذكي في هندسة الخلايا الجذعية ويتم خلالها برمجة الخلايا، بحيث تتحول إلى أنواع محددة من الخلايا أو الأنسجة أو الأعضاء ويتم استخدامها في تعويض وتجديد وتعزيز خلايا الجسم.
ومن ثم ينتقل الزائر إلى عيادة الخدمة الذاتية، وهي منصة متكاملة لتوفير خدمات صحية شخصية، وتستعرض أجهزة الاستشعار البيومترية، وهي أجهزة دقيقة تتم زراعتها داخل الجسم لتحليل المعلومات الطبية ومراقبة الحالة الصحية.
بالإضافة إلى أجهزة التعزيز الحسي، وتتم زراعتها داخل الجسم لتعزيز أنواع معينة من الأنسجة الحسية، بالإضافة إلى روبوتات النانو الترميمية، وهي جسيمات نانوية مبرمجة للكشف عن الخلايا المصابة ومعالجتها.
كما تم عرض تجربة ناقلات الأدوية وهي جسيمات نانوية تعمل على نقل الأدوية أو الحرارة أو الضوء إلى خلايا معينه داخل الجسم، بالإضافة إلى النانو سبونج، وهي جسيمات تنتقل عبر مجرى الدم وتعمل على امتصاص السموم والتخلص منها، كما تقدم روبوتات وهي جسيمات نانوية تحد من خلايا الدم وتطلق إنذاراً فور إصابة الجسم بالعدوى.
واستعرض متحف المستقبل محلل الجينوم، وهي مبادرة للرعاية الصحية الوقائية، ومختبر الأعضاء الأساسية، بالإضافة إلى تجربة العقل البشري المعزز وتحول من الجسد إلى العقل ومن الأجهزة المزروعة في الجسد إلى تكنولوجيا الأعصاب.
وقدم المتحف رؤية لكيفية تعزيز الجهاز العصبي من خلال زراعة تكنولوجيا معززة للقدرات العقلية، كما تم استعراض الجسد البشري ما بعد تطورات القدرات، حيث استكشف البشر فرصة الوجود خارج حدود الجسم البشري عن طريق نقل الوعي، ولتحقيق ذلك ابتكر البشر أدوات تستخدم في تصميم خارطة للعقل البشري ومحاكاتها بكافة تفاصيلها داخل جسم آخر قد يكون جسماً حيوياً أو روبوتاً أو جسماً رقمياً.
وشارك المتحف الزوار تجربة آلة نقل العقول، وهي محطة النقل الدائم والمؤقت، بالإضافة إلى النسخة الجديدة من الجسد البشري، وقدم النماذج المستضيفة للوعي البشري، كما استعرض متحف المستقبل اندماج مجموعة من الأفكار والمعتقدات والمعارف والتجارب من مليارات البشر في نموذج واحد يربط بين كافة البشر ويواصل نموه وتطوره.
وتجسد «يونيتي» تكامل المشاعر البشرية مع المنصات الاصطناعية، وهي الخطوة الأولى نحو الوصول للجيل الثالث من القدرات البشرية.
وركز المتحف على كيفية إمكانية تطور التكنولوجيا على نحو يعزّز من كفاءة الأجسام والعقول، ولاكتشاف الدور المحوري الذي يمكن أن تؤديه التكنولوجيا في مجال الإسعافات الأولية، وتحسين وتعزيز القدرات الجسدية، في رحلة إلى الزمن القادم في مشاهد ساحرة مليئة بالدهشة.
ويعد «متحف المستقبل» مبادرة فريدة والأولى من نوعها في المنطقة، أطلقتها الإمارات العربية المتحدة بهدف استكشاف مستقبل العلوم، والتكنولوجيا، والابتكار. وسيكون متحفاً دائماً لاختراعات المستقبل وحاضناً للتطوير واختبار الأفكار، ومنصة لابتكار الحلول التقنية لأهم التحديات الحالية والمستقبلية.