27 يناير 2012
كشفت دراسة على حالات عدة تعاني تراكم المشكلات الزوجية، عن شكوى أكثر من 78 % من الأزواج الذين شملتهم من حدة طباع الزوجة وعصبيتها أثناء الحوار الزوجي، وأجرى المستشار الأسري خليفة المحرزي رئيس المجلس الاستشاري الأسري في دبي تجربة عملية على ما يقارب أكثر من 80 حالة أسرية تعاني من تراكم المشكلات الزوجية على نفسية الزوجين.
قال عنها: من خلال هذه التجربة التي أسميها بالوصفة السحرية، كانت نتيجة تفاعل تلك الحالات إيجابية بنسبة 77% من الحالات، ونسبة التحسن في العلاقة 13 %، كما كانت نسبة استمرار التواصل بين الطرفين وإعادة استمرار الحديث بينهما في أقل من ساعة ما يتجاوز 44%، مقارنة بالوضع السابق، حيث ذكرت العينة أن نسبة التواصل بين الطرفين بعد أي حوار ساخن يحدث بينهما لا يتجاوز 19% خلال الساعة الأولى من الواقعة.
ابتسامة المرأة
لا بد من التأكيد على أن السعادة الزوجية والعلاقة الزوجية الناجحة ترتبط مفاتيحها بعدد من الأمور والصفات والسلوكيات لعل من بينها، كما يلفت لها المحرزي هي ابتسامة المرأة التي تعد مفتاح جذب الرجل الذي يعشق الوجه المشرق والنظرة المباشرة والابتسامة الهادئة أثناء الحوار، حيث يشتكي أكثر من 78% من الأزواج من حدية الزوجة وعصبيتها أثناء الحوار الزوجي، كما يؤكد ما نسبة 66% من الرجال أن الزوجة هي السبب الرئيس في إثارتهم عصبيا أثناء النقاش بسبب طريقتها في إدارة الحوار.
وقال: الابتسامة سلاح المرأة ووسيلة من وسائلها غير اللفظية للاتصال بالآخرين وإحدى لغات جسدها التي عرفت منذ القدم بمدى قوتها وفاعليتها.
ويتابع: أكد علماء النفس بأن 60 % من حالات التخاطب والتواصل بين الأزواج تتم بصورة غير شفهية أي عن طريق الإيماءات والإيحاءات والرموز لا عن طريق الكلام، لذا تعتبر الابتسامة ذات تأثير قوي، أقوى بعشر مرات من تأثير الكلمات.
الابتسامة الصادقة
وأوضح المحرزي أن المرأة لديها مواد كيميائية خاصة تفرزها أجهزة الجسم عندما تتعرض للخوف أو الحزن أو الكآبة أو القلق، كما أنها تتميز بالقدرة على اصطناع الابتسامات أكثر من الرجل بحوالي 7 أضعاف، فهناك الابتسامة البيضاء الصادقة، والصفـراء الزائفة، والسوداء اليائسة، والتي تصل إلى 18 نوعاً من الابتسامة، ومن بين هذه الأنواع المختلفة هناك نوع واحد فقط حقيقي ودافئ هو الابتسامة الصادقة.
ويتابع: هذه تعبر عن معانٍ كثيرة، منها الفرح والسرور والانشراح والاستقرار الداخلي الثقة بالنفس، المحبة والود، القبول والموافقة، التواضع.
وقد تعبر أيضاً عن الخجل والحرج والحياء، لذلك الزوجة لديها القدرة على التعبير عن مشاعرها عن طريق الابتسامة عوضاً عن الكلام.
ويضيف “هناك رزمة كبيرة من المشاعر والأحاسيس تعبر عنها الابتسامة، فالزوجة تبتسم عندما يكون مبتهجة أو يائسة أو حرجاً أو خجلاً أو لتغطية عدم الراحة أو لإرضاء شخص أقوى منها اجتماعياً، ولذلك فإن للابتسامة مُسميات حسب نوع المشاعر التي تعبر عنها من ابتسامة الابتهاج العريضة إلى الابتسامة الخجلى، إلى الابتسامة الغامضة، ومن الابتسامة الاجتماعية المهذبة إلى الابتسامة الزائفة. ولأن الابتسامة أنواع فإن الزوج يتلقى الرسالة الضمنية أكثر من غيره.
وقال: عندما يرى الزوج الابتسامة المقصودة والموجهة إليه من شريكته، ويستشعر العواطف والأحاسيس التي تنطوي عليها هذه الابتسامة، حيث تعتمد ابتسامات المرأة بأنواعها على عضلات الوجه، فجميعها تستخدم عضلات الوجه استخداما مختلفا ويستطيع الرجل توظيف خبرته الإدراكية التي يستمدها من التفاعل الاجتماعي في التمييز بين أنواع الابتسامات ومغزاها الشعوري.
وبين أنه من الأخطاء الجسيمة التي يقع فيها معظم الأزواج هو عدم فهم الابتسامات التي تطلقها الزوجة للتعبير عن المواقف والمشاعر، فكل ابتسامة تحمل رسالة لا يفهمها الرجل في الغالب، لأنه يتجاهل هذه اللغة، ويهمل الإيماءات، ويركز فقط في تحليل الكلمات التي قيلت له من دون أن يدرك مغزاها، كما أن بعض الابتسامات التي ترسمها المرأة على شفاتها تكون ما بين صادقة وزائفة، ولها مدة زمنية محددة.
ولفت إلى أن الابتسامة الصادقة لا تلبث أكثر من أربع ثوانٍ وقد تدوم نحو ثلثي الثانية، أما الابتسامة الزائفة فهي ابتسامة غير متناسقة، وكأن بعض الوجه يبتسم والبعض الآخر لا يبتسم، مضللة عن عمد، كما أنها تدوم أطول من النوع الحقيقي، وهي أبطأ بالنسبة إلى الانتشار عبر الوجه.
ويضيف عن أفضل الوسائل للتعرف إلى الابتسامة الزائفة “العينان اللتان تضيقان عندما تكون الابتسامة من القلب تبقيان غير متأثرتين، كما أن الشفة العليا مرتفعة بطريقة مبالغ فيها، بينما تبدو الشفة السفلى مربعة دونما أي حركة في الفك”.
الاستقرار النفسي
عادة ما ترتبط السعادة الزوجية بنجاح العلاقة الزوجية في وظائفها ومهماتها، والتي تتمثل 8 ركائز أساسية نطلق عليها مؤشرات السعادة المنزلية، وهي كما يلفت لها المحرزي “تأمين العيش المشترك، السكن والاستقرار النفسي، تلبية الرغبات النفسية والعاطفية والجنسية، إنجاب الأطفال وتربيتهم، تلبية متطلبات المنزل والمعيشة، تبادل الأدوار الاجتماعية بين عائلة الزوجين، القدرة على التعامل مع المشكلات والأزمات.
ويتابع” كما أن العلاقة الزوجية تتأثر بعدد من المشكلات الحياتية مثل الخيانة الزوجية، وعدم الإنجاب والضعف الجنسي عند الرجل أو البرود الجنسي عند المرأة، والانشغال الدائم عن المنزل، وعدم وجود اهتمامات مشتركة بينهما، ويمكن لكل ذلك أن يخلق زواجاً تعيساً مضطرباً.
قواعد أساسية
للمحافظة على العلاقات الزوجية من التسمم العاطفي أثناء الحوار يلفت المحرزي لبعض القواعد الأساسية ويضيف “لا تجعل الحوار عند حدوث مشكلات فقط ، بل أطرح المشكلة التي لو قد تحصل ثم ضع الحل لها. ?في هذه اللحظات من الأفضل الابتعاد عن جرح المشاع،ر والحدة عند النقاش، ولا يمنع ذلك عن حل المشكلة بل يمكن التعامل بأسلوب جميل في المخاطبة. من المستحسن عدم استرجاع المشكلات القديمة، فذلك يفسد أكثر مما يصلح، والتكلم بصوت هادئ ومعبر أثناء الحوار فهذا التصرف ينم عن الثقة بالذات والقدرات?، لا تجعل المشكلة تمر أكثر من يوم، مع تقديم هديه تعبر عن المشاعر والصدقية في الحياة السعيدة، وفي حالة الوقوع في خطأ أثناء الحوار مع شريك العمر، وقام بتنبهك إليه فاعترف بخطئك وأشكره على هذا الإرشاد”.
المصدر: دبي