28 ديسمبر 2010 20:45
يستقبل مجسم كبير لدلة وفناجين قهوة عربية؛ زوار وضيوف جزيرة السمالية، حيث يشمخ عند مدخلها الرئيس قبالة منصة الشاطئ مرحّباً بقدومهم إلى الجزيرة التي تستضيف حالياً فعاليات «ملتقى السمالية الربيعي- 15».
وسعى «نادي تراث الإمارات» من خلال مجسم الدلة إلى تكريس عادات حميدة تتصل بالموروث الشعبي وتشير إلى أخلاقيات ومفاهيم الأجداد النبيلة، المتصلة في جزء منها بالكرم وحسن الضيافة. فعمل على إحياء تلك التقاليد وتعزيز شيمة الكرم العربي الذي يعد إناء الدلة الجميل، أداته وأحد مفاتيحه ودلالة أصالته لدى أبناء الدولة.
تقول شيخة الجابري- باحثة واستشارية التراث «ليس أدل على مكانة الدلة ورمزها المتصل بالكرم وحسن الضيافة من تصدرها في مجالس البيوت الإماراتية، إذ لا تخلو المجالس الرجالية والنسائية، ولا المضافات الرسمية، ولا صالات الاستقبال في المؤسسات، من دلال القهوة العربية التي يفوح منها الهيل».
واكتسبت الدلة مكانتها في إمارات الدولة منذ زمن بعيد -واستمرت مكانتها إلى يومنا- كونها أداة رئيسة لتحقيق الكرم، فمن جوفها تنساب القهوة الشقراء لتسقي الضيوف وترحب بهم. لذا يزين مجسمها ساحة القرية التراثية بأبوظبي، كما يزين مدخل جزيرة السمالية، من خلال صناعة محلية لحرفيي السوق الشعبي في القرية التابعة لنادي التراث.
يقول أبو محمد- حدّاد في سوق القرية التراثية: «انعكست رعاية نادي التراث بتفاصيل حياة الأجداد من خلال الاهتمام بإعادة إحيائها، فأخذ السوق الشعبي على عاتقه تنشيط مهنة صناعة الدلال سواء النحاسية بلونها الذهبي المشع أو الفضية بلونها اللامع، وتفنن الحرفيون في قسم الحدادة بإنجاز أشكال وأحجام متنوعة من الدلال كل منها تبز الأخرى جمالاً، بما فيها المجسمات العملاقة للدلة».
إلى ذلك يعود تاريخ ظهور الدلة بمختلف أشكالها، إلى آلاف السنين، فبحسب إصدارات نادي تراث الإمارات «كان أول ظهور لها في الجزيرة العربية قبل 500 عام من الميلاد، كما تطورت الفناجين مع مرور الزمن من أوان فخارية متسعة إلى أواني زجاجية صغيرة».
فيما استخدمت البادية العربية الدلال والفناجين بشكلها الحالي منذ مئات السنين واعتمدتها كأدوات لسقاية القهوة العربية، وشكّلت رمزاً من رموز اجتماعية تؤكد العراقة والضيافة.
المصدر: السمالية