الأربعاء 30 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 37 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البروستاتا.. قاهرة الرجال

البروستاتا.. قاهرة الرجال
28 ديسمبر 2010 20:38
يطلق علي البروستاتا «قاهرة الرجال»، ربما لأن الأمراض المرتبطة بهذه الغدة في مقدمة الهواجس التي تهاجم الرجال مع تقدمهم في السن، وتعتبر من أكثر الأمراض إثارة للجدل الذي يزكيه اختلاف الدوائر الطبية البحثية حول التشخيص والعلاج. وحتى عام 2008 كان العلماء لا يعرفون على وجه اليقين الخفايا الكامنة وراء تضخم البروستاتا، وإن أرجعوا ذلك إلى هرمون الذكورة المسمى «تستوستيرون» في دراسة نشرتها دورية أمراض الذكورة باكتشاف مسار وريدي خاص يصل من خلاله هرمون التستوستيرون النشط إلى غدة البروستاتا بكثافة وتركيز غاية في الارتفاع «قد يصل إلى 130 ضعفا لمستوى الهرمون في الدم»، وأنه في حالة إصابة الصمامات الوريدية في هذا المسار بالخلل، وهو أمر تزداد احتمالاته مع تقدم العمر، فإن هذه التركيزات العالية تؤثر تأثيرا مباشرا على النسيج الخاص بالبروستاتا وتؤدي بالتالي إلى زيادة معدلات التكاثر الخاصة بها بصورة تفوق المعدل الطبيعي، وهو ما يسبب في النهاية زيادة حجم الغدة وضغطها على القناة البولية وقاعدة المثانة. ويعرف أيضاً أن العلماء لم يتعرفوا حتى الآن على كل وظائف البروستاتا. ماعدا ما هو معروف عنها بإفرازها سائلا حليبيا قاعدي التفاعل «قلوي» يعمل على تخفيف لزوجة السائل المنوي ليسهل حركة الحيوانات المنوية أثناء العملية الجنسية يساعد هذا السائل على تغذية الأمشاج المنوية للرجل وإمدادها بالطاقة اللازمة للوصول إلى مكان تواجد البويضة في رحم المرأة، ويخفف في الوقت ذاته من الوسط الحمضي للمرأة الذي يعيق حياة الأمشاج المنوية للرجل. لهذا السبب نسبت هذه الغدة للجهاز التناسلي ولم تنسب للجهاز البولي. هذا بالإضافة إلى وظيفتها في غلق القناة البولية أثناء القذف، مما يمنع مرور البول أثناء الجماع مع السائل المنوي، عن طريق انقباض أليافها العضلية. .. فما هي طبيعة وحقيقة أمراض البروستاتا؟ ولماذا تتزايد مخاوف الرجال مع تقدمهم في العمر؟ وما هي الآفاق العلاجية الفعالة، وما تحمله من آمال عريضة للمرضى؟. ..يوضح الدكتور تامر فلفلة، استشاري المسالك البولية والتناسلية بمستشفى السلامة في أبوظبي، ويقول:«البروستاتا غدة تحيط بقاعدة المثانة، وتمر من خلالها القناة البولية، ويقدر حجمها الطبيعي بما يعادل ثمرة كبيرة من الجوز تقريباً، وتنقسم «تشريحيا» إلى خمسة فصوص، أمامي وخلفي وأوسط واثنين جانبيين. والتهابات أو احتقان أو تضخم البروستاتا شائع الحدوث، ولا توجد نسبة دقيقة لشيوع إصابة الرجال بهذه الأمراض، لكن هناك نسبة عالمية تقول أن نصف الرجال يعانوا من أعراض التهاب البروستاتا في وقت ما من حياتهم، وأغلبهم من تعدوا سن الأربعين، لكن هذا لا يعني أن الشباب في مأمن تماماً من هذا المرض وخاصة ما يكون بسبب العدوى البكتيرية». فرط التَّنَسُّج ويضيف الدكتور فلفلة:«على الرغم من الاستخدام الشائع للفظ التضخم أو فرط النمو لوصف زيادة حجم البروستاتا المرتبط بتقدم العمر، إلا أن الوصف العلمي الصحيح للحالة هو»فَرْطُ التَّنَسُّج»، والفرق بين مغزى اللفظتين كبير، على الرغم من أن كليهما يؤدي معنى زيادة حجم الغدة، إذ تعني الحالة الأولى زيادة حجم النسيج وتضخمه، بينما تفيد الثانية تكاثر الخلايا النسيجية وزيادة عددها». وعلينا أن نفرق بين أربع حالات للمرض: الأول: وهو«الالتهابات البكتيرية» الحادة، والمزمنة وعادة مت تكون أعراضها متقطعة بحيث تظهر وتختفي بعد مدة. أما الثانية، هو ما يعرف باحتقان البروستاتا، وعادة ما يصيب البالغين والشباب أوحتى المتزوجين الذين يعانون من عدم انتظام علاقتهم الزوجية لظروف معينة، أو لنقص الثقافة الجنسية. أما الحالة الثالثة، فهو الالتهاب غير البكتيري، لدى شريحة تعاني من مشاكل عصبية عضلية بمنطقة الحوض، وتزداد عادة بين الذين يجلسون لفترات طويلة من الوقت مثل سائقي الشاحنات المسافات الطويلة، والذين يجلسون على المكاتب وأجهزة الكمبيوتر لفترات طويلة دون حركة، مما يسبب ضغط وتقلصات أعصاب الحوض.أما النوع الأخير، فهو ورم البروستاتا الذي يأخذ شكلين، إما ورم حميد، ويوجد لدى كبار السن ممن تعدوا سن الخمسين تقريباً، والورم الخبيث الذي يعرف بسرطان البروستاتا». الأعراض عن أعراض التهابات البروستاتا، يوضح الدكتور فلفلة: «هناك جملة من الأعراض التي تصاحب التهابات أو احتقان أو أورام البروستاتا، لكن لا يعني وجود أي عرض أن يشخص المريض نفسه، ويقع تحت وطأة القلق والخوف والألم والوساوس والإحباط، إنما علينا أن يتعامل الناس مع أمراض البروستاتا على أنها أمر فسيولوجي وطبيعي، كتغير لون الشعر إلى اللون الأبيض في سن معين، ويترك ذلك لتشخيص الطبيب المختص، فكل حالة يتم تناولها على حده، وربما تكون الأعراض لمرض آخر لا يعرفه المريض، لكن هناك أعراض شائعة يمكن إيجازها في: الإحساس بآلام أو عدم ارتياح في منطقه ما بين الخصيتين والشرج.:«منطقة العجان»، مع وجود آلام متقطعه بالخصيتين أو أحدهما، وأحياناً آلام عند فتحة البول والإحساس بحرقان في قناة مجرى البول في غير أوقات التبول.آلام في منطقه تحت الخصر- منطقة العانة- أسفل البطن من الأمام. وصعوبة وتقطع التبول، أو الإحساس بعدم إفراغ المثانة تماماً، وعادة ما يشعر المريض بالرغبة مجدداً للتبول بعد الانتهاء من التبول بقليل. مع وجود آلام وحرقان عند القذف أو بعده بقليل، وأحياناً يشكو المريض من نزول سائل لزج بعد البول «ودي» خاصة عندما يعاني من الإمساك المزمن أو القولون العصبي». العلاج يشير الدكتور فلفلة إلى آفاق علاج البروستاتا بقوله «إن الأمر الأهم هنا أن يتم التشخيص الدقيق للحالة، فالحالات البسيطة من الاحتقان هي الأكثر شيوعاً، وأعراضها ليست خطيرة، ولا تؤثر على القدرة الجنسية، وليست لها مضاعفات مستقبلية إن تم علاجها، أما الحالات المتوسطة -احتقان متكرر أو التهاب مزمن، فالأعراض تكون مستمره لأكثر من ثلاثة أشهر تقريباً، وتكون متوسطة في حدتها، وتشخص بتحليل البول، وعمل مزرعة لسائل البروستاتا ووصف العلاج بالمضادات الحيوية حسب نتيجة المزرعة، أما في الحالات المزمنة أو الشديدة فيمكن عمل موجات فوق صوتية على الحوض، وكذلك عمل تحليل حمض البوليك في الدم وهناك فحوصات كثيرة في هذا المجال مثل رسم عضلات وأعصاب للحوض ومنظار لقناة مجرى البول، وكل ذلك يعتمد على الطبيب المعالج وتعامل كل حاله من هذه الحالات على حدة، فالأسباب معقده نوعا ما، وفى الغالب هناك أكثر من سبب متداخل، ولا مجال للاجتهادات. سرطان البروستاتا عن سرطان البروستاتا، يوضح الدكتور فلفلة «لا نود تخويف الناس، أو إيهامهم بما ليس فيهم، فالتشخيص الدقيق مطلوب ومهم، وما خلق الله من داء إلا وخلق له الدواء. فالبروستاتا تعتبر ثاني الأورام الخبيثة شيوعا بين الرجال بعد أورام الجلد، فإن كثيرا من المصابين به قد لا يعلمون بإصابتهم، خاصة في الدول النامية نتيجة عدم الاهتمام بإجراء الفحوص الدورية، وعدم ظهور الأعراض في كثير من الحالات. كما أن كثيرا من الأشخاص المصابين قد يقضون نحبهم نتيجة أمراض أخرى مرتبطة بعوامل التقدم في العمر كأمراض القلب والشرايين وليس بسبب السرطان، وبالرغم من عدم تحديد المسببات الحقيقية للمرض، فإن العلماء يتهمون كثيرا من العوامل في نشوب سرطان البروستاتا، ومنها العوامل الجينية، إذ تتضاعف فرصة الإصابة مرتين في حالة إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى بالمرض، وخمسة أضعاف في حالة إصابة فردين. والتدخل الجراحي أو العلاجات الأخرى أمر يحسمه الطبيب المعالج حسب الحالة، وعمر وصحة المريض. وقد حقق الطب قفزات كبيرة للغاية على صعيد التقنيات الجراحية والعلاجية، بما يكشف عن آفاق وآمال كبيرة للغاية للعلاج».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض