دافع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان أمس عن تصريحات وصف فيها السلطة الوطنية الفلسطينية بأنها “غير شرعية” وغير راغبة في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعدما أدانتها الحكومة الفلسطينية بشدة وتبرأ منها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال ليبرمان خلال مخاطبته المؤتمر السنوي لسفراء إسرائيل المعتمدين لدى دول العالم في القدس المحتلة مساء أمس الأول “إن السلطة الفلسطينية كيان غير شرعي وغير مستقر خسر الانتخابات ويرفض إجراء انتخابات جديدة خشية فوز حركة حماس، وهي لا تتمتع بأي صلاحية قانونية”. وأضاف “حتى لو اقترحت إسرائيل الانسحاب إلى حدود عام 1948، فسيجد الفلسطينيون تبريراً لعدم التوقيع على اتفاق سلام معها”. وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان أصدرته في رام الله الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو بإدانة تصريحات ليبرمان العنصرية. ودعت الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى إدانة “هذه المواقف المعادية للسلام التي تعترف علنا بأن الحكومة الإسرائيلية أفشلت عملية المفاوضات والسلام عن سبق إصرار وترصد”. كما طالبت جميع دول العالم بمقاطعة ليبرمان لأنه مستوطن يهودي.
وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لإذاعة فلسطين “إن تصريحات ليبرمان تأتي “ضمن حملة إسرائيلية للتحريض على السلطة ومخطط إسرائيلي يتضح بعده على الأرض من خلال الاستيطان”. وأضاف أن مواقف ليبرمان توضح كل مرة سياسة الحكومة الإسرائيلية الحقيقية التي تعتبر السلطة غير شرعية ورئيسها محمود عباس غير شريك في عملية السلام ويمثل مشكلة. وتابع” إن الحكومة الحالية في إسرائيل تريد إلغاء كل ما تم من مفاوضات حول قضايا الوضع النهائي وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر وتريد تعميق الانقسام والفرقة بين الشعب الفلسطيني بهدف مواصلة الاستيطان وتهويد القدس وفرض الحقائق على الأرض”.
وقال المتحدث الرسمي باسم حركة “فتح” فهمي الزعارير في تصريح صحفي “إن شرعية النظام السياسي الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية تستمد من القانون الفلسطيني ولا تعير اهتماما لموقف الاحتلال الإسرائيلي”. وأضاف “السلطة الوطنية تمتلك الشرعية اللازمة، وفق القانون الفلسطيني ونحن جاهزون لانتخابات عامة غدا”.
وأعلن مكتب نتنياهو في بيان رسمي أن تصريحات ليبرمان تعكس آراءه وتقديراته الشخصية وأن الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية يعبر عنه نتنياهو. ورداً على ذلك، قال ليبرمان للإذاعة الإسرائيلية “ ماذا أفعل؟ لدي وجهة نظر عالمية مغايرة لوجهة نظر رئيس الوزراء وهذا هو السبب في أننا لا ننتمي للحزب نفسه”. وأضاف “لست ناطقاً بلسان رئيس الوزراء ومن حقي التعبير عن رأيي وطرح أفكار مختلفة”.