27 ديسمبر 2010 23:28
أخلت قوات أمن الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة “حماس” أمس مواقعها على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، كما تم إخلاء منطقة الأنفاق ومحيط معبر رفح الحدودي جنوبي القطاع بعد تراجع قوات الأمن المصرية والإبلاغ عن وجود إنذارات إسرائيلية بقصف المنطقة الحدودية.
وذكر شهود عيان في رفح أن عمال الأنفاق أخلوا مواقعهم، خشية أن تقصفهم طائرات حربية إسرائيلية الا أن معبر رفح بقي مفتوحا في الاتجاهين رغم إعادة انتشار القوات المصرية هناك.
في غضون ذلك، حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد من عدوان جديد تترقب إسرائيل الفرصة والذرائع المناسبة لشنه على قطاع غزة لحرف الأنظار عن أزماتها وعزلتها الدولية، وقال في بيان أصدره في غزة بمناسبة الذكرى السنوية الثانية للعدوان الإسرائيلي على القطاع “إن قادة إسرائيل لم يستخلصوا الدروس السياسية المناسبة لعدوانهم قبل عامين على القطاع وما اقترفته آلة حربهم المدمرة من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وأكدت “حماس” في بيان مماثل أصدرته في غزة أنها لم تتنازل ولم تعترف بالاحتلال الاسرائيلي ولم ترضخ لشروطه، كما أكدت حركة “لجان المقاومة الشعبية” استعدادها لأي مواجهة مع الاحتلال، ودعت إلى “التمسك بالمقاومة كخيار استراتيجي لصد العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، لأنه وحده الكفيل بتحرير الأرض وإعادة الحقوق”.
وأعلنت أجنحة مسلحة لفصائل فلسطينية أن التصعيد الإعلامي والعسكري الإسرائيلي لا يزيدها إلا “قوة وتمسكا بالمقاومة وقتل وخطف الجنود وتحقيق آمال الشعب في الحرية واستعادة المقدسات وتحرير الأسرى”، وطالبت “كتائب الأنصار”، “كتائب الناصر صلاح الدين”، “قوات الصاعقة”، “كتائب الشهيد جهاد جبريل” و “كتائب الجهاد الشعبي الفلسطيني” خلال مؤتمر صحفي مشترك في غزة، “فصائل الممانعة والمقاومة” بأن تكون جاهزة تماماً لصد العدوان المحتمل وإلحاق الخسائر في صفوف الاحتلال.
من جانب آخر، صرح مسؤول اسرائيلي كبير بأن “حماس” تبذل جهوداً لتفادي أي تصعيد في قطاع غزة.
وقال مدير الشؤون العسكرية - السياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس للتلفزيون الإسرائيلي “إن حماس لا تريد مواجهة في هذه المرحلة، وإنها تفعل كل ما بوسعها كي لا يتدهور الوضع وتعتبر مع دعوتها في الوقت نفسه إلى تدمير اسرائيل، أن الوقت غير مناسب لمواجهة”. وأضاف أنها “مهتمة بالمحافظة على وقف اطلاق النار لتستعد بطريقة افضل لأي هجوم إسرائيلي”. وصرح نائب وزير الدفاع الإسرائيلي متان فلنائي بأن قطاع غزة يشكل “منبع مشاكل” لإسرائيل، وقال في تصريح صحفي في القدس المحتلة “إن حماس لا تفهم ما يتوجب عليها ولا شيء يتحسن هناك، وحماس تحاول احتلال القدس بدل أن تهتم بالسكان الخاضعين لسيطرتها”.
وأضاف أن النظام الأمني الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي يعملان جاهدين في ظروف ميدانية مكثفة من أجل مواجهة “التهديدات الأمنية القادمة عبر طول الحدود مع قطاع غزة”
وختم قائلاً “إننا لا ننتظر أن تحدث كارثة، ونحن نعلم ما يدور هنا وهذا بمثابة امتحان للدولة”.وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في تصريح مماثل أن عام 2010 هو “أكثر الأعوام هدوءا من الناحية الأمنية”. لكنه استدرك قائلاً “على الرغم من الهدوء، إلا أن التهديدات المحدقة بدولة اسرائيل لم تتقلص وهي حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب والتهديد الإيراني”.
وأحيا الفلسطينيون الذكرى الثانية للحرب بنشاطات بدأت بإطلاق صفارات الإنذار وتوقف حركة السيارات والمارة في كل شوارع غزة لمدة دقيقة حداداً على أرواح ضحايا الحرب، وتظاهر عشرات الأطفال وسط غزة، مطالبين بتقديم القادة الإسرائيليين المسؤولين عن الحرب إلى المحاكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ، كما تظاهر مئات الفلسطينيين ورفعوا لافتات تطالب بموقف دولي حازم إزاء استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وبرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة. وقال عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” محمد الهندي خلال المسيرة “إن قوة العدو الصهيوني تآكلت ولم يعد يقوم بحروب خاطفة يحقق فيها نصرا حاسما”. وأضاف “ظل شعبنا الفلسطيني صامدا طوال 22 يوما من الحرب ولم يحقق العدو أياً من أهدافه”، واعتصمت عشرات النساء قبالة مقر المجلس التشريعي الفلسطيني وهن يرفعن شعارات تندد بالحرب وتطالب بتمكين النساء الفلسطينيات من حقوقهن.
من جهة أُخرى، شرع مستوطنون يهود غي عمليات تجريف واسعة لأراضي بلدة مسحة شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وذكر شهود عيان أن جرافات المستوطنين بدأت تسوية 40 دونماً لورثة إبراهيم محمد عبد الله عامر في منطقة “باط أبو إرزيق” غرب البلدة لإقامة وحدات سكنية في حي استيطاني جديد هناك. وأكدت مصادر في المجلس المحلي في القرية أن أكثر من 500 دونم مهددة بالمصادرة ومستهدفة بعمليات التجريف والتوسع العمراني للمستوطنين. كما استولى عشرات المستوطنين من مستوطنة “مسا يائير” المقامة على أراضي بلدة يطا جنوبي الضفة الغربية، على نحو 1500 دونم من أراضي منطقة أم العرايس المجاورة.
وطالبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عائلة الفلسطيني موسى صبح في حي رأس العامود بالقدس المحتلة بإزالة خيام نصبتها للسكن فيها بعدما هدمت بلدية الاحتلال منزلها يوم السبت الماضي.
في غضون ذلك، صدمت سيارة شرطة إسرائيلية، الطفلة ريم أبو رميلة وسط حي وادي حلوة في ضاحية سلوان بالقدس المحتلة وأصابتها بجروح ما بين متوسطة الخطورة وطفيفة، وأصيب الشاب حماد أبو ماريا بجروح طفيفة جراء انقلاب سيارته في بلدة بيت أمر جنوبي الضفة الغربية بعدما طاردته الشرطة الإسرائيلية. ودهم جنود الاحتلال قرية تقوع جنوبي الضفة ومخيمي الفارعة وجنين للاجئين شمالي الضفة، واعتقلوا منها الفتيان محمد وأسامة وراضي كوازبة والشبان وحيد كوازبة، إبراهيم ومحمود صوافطة ومحمد عوض.
المصدر: غزة