اختار المخرج السوري حاتم علي مدينة دبي لتصوير مسلسل “رجال مطلوبون”، وهو نسخة معربة مأخوذة عن دراما مكسيكية تم تطويعه ليناسب المجتمع العربي. وتدور الأحداث حول نساء يلتقين دائماً في أحد صالونات التجميل، ولكل واحدة منهن قصتها مع رجل، تبحث عنه أو تهرب منه.
وبلغت عدد حلقات المسلسل في نسخته الأصلية 260 حلقة، غير أنه تم الاكتفاء بتسعين حلقة في النسخة العربية التي تنتجها MBC، والمسلسل هو أول الإنتاجات المنفذة هذا العام لشركة “صورة” المملوكة للمخرج حاتم علي الذي سيتولى إخراج العمل إلى جانب “سامر برقاوي” و”سامي الجنادي” اللذين قطعا شوطاً طويلاً في تصوير مشاهد من العمل.
و”رجال مطلوبون” أول مسلسل سوري طويل يتجاوز عدد حلقاته الـ 42 حلقة، حيث إن أطول مسلسل في تاريخ الدراما السورية من حيث عدد الحلقات هو مسلسل “الداية” المؤلف من 42 حلقة، ويعتقد متابعون أنه سيكون رداً على المسلسلات التركية الطويلة.
سبع لهجات
وينتمي ممثلو “رجال مطلوبون” إلى سبع دول عربية مختلفة، وبالتالي سيكون هناك سبع لهجات مختلفة، والهدف من التنوع كما يقول منتج العمل “هو الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين، من خلال إعطاء العمل طابعه العربي”.
وعن سبب تنفيذ هذا العمل، يقول حاتم علي: “هذا النوع من الأعمال التلفزيونية يعتمد على التفاصيل الصغيرة والمشكلات الإنسانية العامة، ولهذا لم يكن ممكناً الاختصار أكثر”، مضيفاً أن “المسلسل يستند إلى نسخة مكسيكية تم استنساخها في أكثر من بلد في العالم، والوطن العربي بنسخته هذه يعتبر من أواخر هذه البلدان”.
وعن مدى قدرة “رجال مطلوبون” في جذب المشاهد العربي مثلما فعلت المسلسلات التركية المدبلجة باللغة العربية، التي فرضت نفسها على المشاهد العربي ولأشهر طويلة، علق علي بقوله: “مسألة المشاهدة لها علاقة بطبيعة العمل نفسه، فالجمهور العربي تابع مسلسلات تركية تجاوز عدد حلقاتها المئة.. ولم يمل، وقد نشاهد مسلسلاً من سبع حلقات ولا نتابعه كاملاً، وقصة هذا العمل كفيلة بأن تجذب الكثيرين للمتابعة”.. ويؤكد: “من الصعب في هذه المرحلة أن نطلب من كتاب عرب أن يقوموا بتأليف مسلسل من تسعين حلقة، خصوصاً أن أحد أهم نقاط الضعف في الدراما العربية هي القصة وكتابتها، حيث تواجه صعوبة بالمحافظة على قوة العمل بثلاثين حلقة، وغالباً ما يلجأ الكتاب إلى مط وتطويل القصة لتدوم لحلقات أكثر”. وبرأيه، فإن الحل في هذه المرحلة هو الاعتماد على المادة المتوافرة، التي وجدت بمسلسلات أميركا اللاتينية، وتعتبر ناجحة من حيث القصة. وتابع: “المشاهد يحب ملاحقة مصائر شخصيات المسلسلات، من خلال مشكلاتها الحياتية والمعيشية البسيطة، وهذا العمل مملوء بهذه التفاصيل، وفي الوقت نفسه هو عمل يخلو مضمونه من الادعاءات”.
نموذج يحتذى
وفيما يتعلق بتعدد المخرجين والكتاب لإتمام العمل، أوضح حاتم: “العمل ضمن فريق لإخراج مسلسلٍ مطروح عالمياً، مستهجن ومستغرب وغير مفهوم عربياً، لكن أعمالاً مثل (رجال مطلوبون) تتميز بكثرة عدد حلقاتها، يخرجها عادة عدد من المخرجين، يتجاوز الاثنين أيضاً لأسباب تقنية، ولأجل توحيد الشكل الفني بين المخرجين أشكل أنا المرجعية لكلا المخرجين، انطلاقاً من مهمتي كمشرف على الإخراج، والحصول على تجانس ووحدة فنية لا بد أن تحكم العمل”.
وعن رأيه فيما أُثير عن كون المسلسل بداية اجتياح للمسلسلات المكسيكية، بيّن: “المسلسل ليس بديلاً عن المسلسلات العربية، ولكنه نموذج يحتذى به، وتمثيل قصة مكسيكية هو نتيجة من التأثير والتأثر في العالم، ما يشبه القوالب الجاهزة التي نأخذها من برامج المسابقات مثل (من سيربح المليون)، أو غيره من برامج تم شراؤها لتنفيذ نسخ عربية منها”..
ويستطرد: “العملية هنا ليست بديلاً عن القصص العربية، لكنها قصة عالمية، أُنتجت نسخ كثيرة منها على مستوى العالم، وهو مسلسل ناجح بمختلف نسخه، حيث تقبله الناس وتابعوه بشغف، ومن هنا كانت الرغبة بإنتاج نسخة عربية من هذه القصة على يد الكاتبتين جيهان الجندي ولبنى حداد، للتأكد من عملية تحويله إلى عمل يتناسب مع البيئة العربية”.
كسر احتكار رمضان
ويشارك في هذا العمل عدد كبير من الفنانين السوريين والعرب وعلى رأسهم جومانة مراد، نادين نجيم، جلال شموط، العنود حسين، سوسن أبو عفار، تولين البكري، كندة علوش، صفاء سلطان، أنطوانيت نجيب، أنوار الشمري، سامح الصريطي، فيصل العمري.. ومن المتوقع أن يكون المسلسل جاهزاً للعرض مع بداية السنة المقبلة، حيث أكد المخرج حاتم علي أنه لن يعرض في شهر رمضان “خاصة أن أحد أهداف عرض هذا المسلسل هو كسر عملية احتكار شهر رمضان للأعمال الدرامية القوية، والعمل أعد ليقدم نمطاً مختلفاً من المشاهدة تحتاجه القنوات العربية، تمتد إلى خمسة أو ستة أشهر”.