2 أكتوبر 2011 01:32
تستعد الفنانة كريمة الشوملي حاليا لإقامة معرض فردي قبل نهاية العام، حيث تنشط بالعمل الدؤوب في مرسمها الخاص وفي جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، مضيفة عملا فنيا إلى جوار عمل.
وفي الوقت الذي لم تفصح فيه الشوملي عن تفاصيل معرضها، إلا أن عملين جاهزين للمشاركة في المعرض يحيلان إلى ملامح منه، ومن دون الدخول في التفاصيل، تبدو البيئة المحلية، وطبيعة الإنسان والأقنعة المختلفة شكلا التي يرتديها للمناسبات، هي من هذه الملامح البارزة، حيث الألوان والتطريز، وحيث الحروفية الجديدة وتكويناتها، هي ما يجلب الانتباه.
وكانت الشوملي قد حصلت مؤخرا على منحة “إقامة فنان” من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي التي استمرت على مدى شهري يونيو ويوليو الماضيين في بريطانيا، بالمشاركة مع الفنان خالد المزينة واثنين من الفنانين الأجانب، حيث شاركوا من خلال هذه المنحة، في مهرجان “شباك.. نافذة على الثقافة العربية المعاصرة 2011” الذي أقيم في العاصمة البريطانية لندن، وإنجاز عمل فني يتعلق بالمجتمع، من خلال جمع قصص وحكايات من الناس الذين يرتادون “المولات”، وتحويل هذه الحكايات إلى قطع فنية، تتجمع لتتحول إلى عمل فني كبير هو الذي أطلق عليه اسم “المائدة”.
قصص «المول» وحكاياته
“المائدة” هنا فكرة مفتوحة على الاحتمالات منذ بدايتها، حيث اقترحت مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي مشروعا للحوارات مع جمهور “المولات”، والسبب الذي يدفع كلا منهم لارتياد “المول”، وتقول كريمة في هذا الصدد “اتخذنا من أحد المراكز التجارية في لندن مقرا لنا لنستمع إلى حكايات المرتادين، والعاملين في المطاعم والمحلات، ومنذ البداية كان حضوري بالحجاب لافتا للنظر، لكنه لم يكن مانعا من التجاوب معي من قبل فئات كثيرة. وقد أمضينا شهرين في جمع القصص، واستمعنا إلى الكثير من قصص النادلين والزبائن العابرين، وتعرفنا على علاقات تقوم بين العاملين والعاملات، وتحدثوا لنا عن متاعبهم وساعات عملهم الطويل، وحكت لنا عاملة عن رغبتها في الحمل لكنها تخشى الطرد، والكثير من الحكايات”.
وتوضح الشوملي أن الإقبال في البداية كان ضعيفا وتقول “لذلك قمت بالإعلان عن إمكانية أن أخطط أسماء الزبائن بالخط العربي، وصار هناك إقبال وتكرار للزيارات للحصول على لوحة صغيرة بالخط، وتطور الأمر إلى تحويل الخط إلى الوشم على الذراع، وهو ما وفر لنا مادة جيدة للعمل الذي كان علينا إنجازه، وهو ما يمكن ملاحظته لدى التدقيق في تفاصيل هذا العمل الصغيرة، خصوصا المرسومة بخطوط رفيعة جدا على الأطباق أو الأدوات المستعملة على المائدة. وكانت هناك لوحات صغيرة لرجل كان يأتي كل يوم ببدلة مختلفة، زرقاء وبيضاء ليحصل على الوشم. وثمة لوحة تجسد حالة من حالات الانغماس في الرقص بين عاشقين، وسوى ذلك الكثير”.
تفاصيل وتقنيات العمل
وتشير الشوملي إلى أن عملها المشغول بالأكريليك والكرتون والأقمشة أساسا، ينطوي على أبعاد ودلالات رمزية كثيرة ومعمقة، على الصعيد الاجتماعي خصوصا، وتقول “يجمع العمل تفاصيل اللقاء حول المائدة، وفي التفاصيل تبرز الأيدي وهي تمتد لتشارك بالوليمة، وتتبادل الأطباق في ما بينها. وتظهر في التفاصيل أيضا قطع وأجزاء الطاولة، والمناديل التي تستخدم في الوليمة، وغير ذلك من التفاصيل التي تتطلب تدقيقا في أجزاء العمل. فهو مجموعة قطع فنية في عمل موحد”.
وحول ظروف إنتاج العمل تقول كريمة “كنا نعمل على مستويين، المستوى الأول العمل على الاسكتشات للزوار، والمستوى الثاني على مستوى تركيب قطع الطاولة والكراسي (اثني عشر كرسيا)، ومن ثم كانت هناك تحضيرات كثيرة لرسم قصص الناس الذين نختارهم عشوائيا، وهناك أيضا عملية الرسم في استوديو خاص بي. بينما كان خالد المزينة يقوم بعمل التصاميم. كما أن جزءا من وقتنا كان مخصصا للجولات على الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة التي كنا نشارك بها أو نحضرها”.
وبخصوص إمكانية تصنيف العمل في دائرة محددة، تقول الشوملي “هو عمل ينتمي إلى الفن المعاصر الذي يشمل أشكالا كثيرة وأساليب عدة، ولا أريد التضييق في تصنيفه، فهو متروك للمشاهد ليطلق حكمه، وللعلم فقد تفاعل معه جمهور الزوار في المول والكثيرون أرادوا شراءه أو شراء قطع منه، بوصفها قطعا فنية من جانب، وقطعا يمكن اعتبارها سلعة ومنتجا ماديا من جانب آخر، فهي قابلة للاستخدام منزليا أيضا”.
المصدر: دبي