2 أكتوبر 2011 00:42
بعد ثلاث سنوات على الأزمة المالية التي دفعت بالولايات المتحدة إلى ركود عميق، يعتقد 90% من الأميركيين أن اقتصاد بلادهم لا يزال في حال سيئة، في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما بجولة تشمل ولايتي فلوريدا ونورث كارولينا، بهدف الترويج لخطته الرامية إلى تنمية سوق العمل باعتبارها من القضايا المهمة في حملته للفوز بفترة رئاسة ثانية العام المقبل.
وفي استطلاع جديد للرأي، أجرته شبكة “سي إن إن” بالتعاون مع مؤسسة “أو آر سي”، أعرب 90% من الأميركيين عن اعتقادهم بأن الأوضاع الاقتصادية لا تزال سيئة، وهي أعلى نسبة منذ تولي أوباما السلطة. والنظرة المتشائمة المستمرة، تشير إلى أن الأميركيين يشعرون بالصعوبات الجمة، فنسبة البطالة عند 9,1%، والنمو الاقتصادي لا يكاد يتعافى، وسوق الإسكان لا تزال كسيحة.
وعندما سئل المشاركون في الاستطلاع عن الإدارة الأميركية المسؤولة عن الأوضاع، أجاب 52% منهم إن اللوم يقع على الإدارة الجمهورية السابقة برئاسة جورج بوش، بينما رأى 32% منهم أن السبب هو أوباما والديمقراطيون.
وفي مواجهة تدني شعبيته وانتقادات الجمهوريين وحملة إعادة انتخابه، تحدى أوباما الكونجرس الأميركي قبل نحو أسبوعين لوضع مصلحة البلاد فوق مصلحة السياسة، من أجل تمرير خطة ضخمة للوظائف. وقال أوباما، في مقابلة مع إحدى محطات التلفزيون المحلية في ولاية فلوريدا الأميركية، إن الولايات المتحدة تحتاج إلى زيادة قدرتها التنافسية في مجالي التكنولوجيا والتعليم من أجل مواجهة المنافسة الاقتصادية المتزايدة من جانب قوى صاعدة جديدة ومن أجل الحفاظ على الوظائف داخل أميركا.
وأضاف أوباما أن الولايات المتحدة “بلد عظيم لكنه أصبح ضعيفاً قليلاً ولم يعد يتمتع بنفس مستوى التنافسية التي كنا نحتاج إليها خلال العقود القليلة الماضية.. علينا العودة إلى المسار الصحيح مرة أخرى”.
في الوقت نفسه، أكد أوباما أن بلاده لن تفقد مكانتها لصالح أي طرف آخر على سطح الأرض “فمازالت لدينا أفضل الجامعات ومازال لدينا أفضل العلماء ولدينا أفضل العمال على مستوى العالم”.
واستهدف أوباما بتصريحاتها الأخيرة قطاع الناخبين المترددين بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أكبر ولايتين أميركيتين لعبتا دوراً حاسماً في فوزه بالرئاسة عام 2008.
كما أجرى أوباما مقابلة مع إحدى المحطات التلفزيونية في ولاية نورث كارولينا أيضاً، والتي ستستضيف مؤتمر إعلان مرشح الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما لانتخابات الرئاسة في 2012. ويسعى أوباما إلى حشد دعم الكونجرس لخطته لإنعاش سوق العمل بقيمة 447 مليار دولار يتم إنفاق الجزء الأكبر منها على مشروعات البنية الأساسية وتقديم إعفاءات ضريبية للعمال وأصحاب العمل.
إلى ذلك، أعلنت وزارة التجارة الأميركية أمس الأول تراجع دخل الأميركيين خلال أغسطس الماضي لأول مرة منذ نحو عامين وهو ما يمثل مؤشرا سلبيا إضافيا للاقتصاد الأميركي.
في المقابل أشارت بيانات الوزارة إلى ارتفاع رغبة الأميركيين في الإنفاق. وقالت الوزارة إن متوسط دخل الفرد في أميركا انخفض الشهر الماضي بنسبة 1% بعد ارتفاعات مطردة خلال الشهور السابقة. وكانت آخر مرة انخفض فيها الدخل الفردي للأميركيين في أكتوبر 2009.
وقالت الوزارة إن متوسط الإنفاق الاستهلاكي للأميركيين ارتفع الشهر الماضي بنسبة 0,2%، وهي زيادة طفيفة في ظل استمرار ضعف سوق العمل الأميركية حيث يدور معدل البطالة حول مستوى 9%.
عودة التظاهرات إلى «وول ستريت»
نيويورك (ا ف ب) - تظاهر حوالي ألفي شخص في نيويورك أمس الأول احتجاجاً على تداعيات الأزمة الاقتصادية، وانطلقوا في مسيرة من ساحة في «وول ستريت»، احتلوها مؤخراً، إلى المقر العام لشرطة نيويورك. وهذه التظاهرة، الصاخبة ولكن السلمية، هي الأكبر التي تشهدها نيويورك منذ احتل محتجون قبل بضعة أيام ساحة «ليبرتي بلازا»، تعبيراً عن رفضهم «للمناخ الاقتصادي والسياسي الراهن». ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «جميع المصرفيين نازيون» و»الإنسان قبل الدولار» و»شرطة نيويورك تحمي أصحاب المليارات ووول ستريت»، وهتفوا «لقد باعونا»، في حين تولت أعداد كبيرة من الشرطة مواكبة المسيرة. وفي 24 سبتمبر الماضي، اعتقلت قوات الأمن الأميركية حوالي 80 متظاهراً خيموا لمدة أسبوع جنوب مانهاتن.
المصدر: نيويورك