عبدالله القواسمة (أبوظبي)
تتخطى علاقة النجم فواز عوانة مع نادي بني ياس حدود العلاقة النمطية المتعارف عليها، فهي علاقة بلغت حد الانصهار مع الصرح والمكان الذي يملك في كل ركن منه ذكرى جميلة مع شقيقه المرحوم ذياب عوانة، إذ لا يتخيل النجم البالغ من العمر 29 عاماً تكرار تجربة الابتعاد عن النادي، والذي عاد إليه مطلع الموسم الحالي، بعد موسمين قضاهما في صفوف النصر.
ويقول عوانة: «رغم أنني ابتعدت عن بني ياس لمدة عامين، إلا أن قلبي ظل معلقاً به، ويكفي أنني كنت حريصاً على متابعة مباريات الفريق خلال هذين العامين، ولا أستطيع أن أصف مشاعر الحزن الكبيرة التي عانيتها، بعدما حضرت في استاد الشامخة مباراته أمام الإمارات الموسم قبل الماضي، والتي آلت نتيجتها إلى التعادل 4-4 ومضت به نحو الهبوط إلى مصاف دوري الأولى، لقد كان أقسى مشهد أطالعه في مسيرتي الرياضية على الإطلاق».
وعن تطلعاته على الصعيد الشخصي، أكد عوانة أن تركيزه ينصب حالياً على اللعب مع بني ياس، والمساهمة في الفوز بلقب محلي، سواء في الموسم الحالي أو المقبل، ذلك لأن إمكانيات الفريق الفنية مشجعة، كما أنه قادر على منافسة أي فريق على أرض الملعب، مما يرشحه للمقارعة على لقب محلي يعيد من خلاله أمجاده، ويؤكد عودته القوية إلى الأضواء.
وشرح عوانة الأسباب التي دفعته إلى العودة لبني ياس قائلاً: «عدت إلى بني ياس بعدما تلاقت العديد من الرغبات، فأنا على الصعيد الشخصي كنت أتمنى العودة، والحال ينسحب على عائلتي، فوالدي ووالدتي كانا يتمنيان عودتي إلى السماوي، نظراً لقربه من المنزل، ورغم أنني غادرت النادي بسبب التباين في وجهات النظر مع الإدارة، إلا أن مكانته في قلبي ظلت كما هي، فهو أشبه ببيتي».
وأوضح عوانة: «أملك في بني ياس العديد من الذكريات الجميلة، وتتقدمها ذكرياتي مع شقيقي ذياب، رحمه الله، والذي تقاسمت معه حب السماوي، فأنا لحظة دخولي أروقة النادي أرى صورته المعلقة على مدخل الملعب أمامي، وهي التي دائماً ما تعود بي إلى لحظات جميلة عشتها معه، سواء خلال المباريات، أو المعسكرات التدريبية».
وأرجع عوانة الظهور الجيد لبني ياس في الموسم الحالي إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها المدير الفني كرونسلاف جوريتش قائلاً: «يتمتع المدير الفني بخبرات كبيرة لا يستهان بها انعكست على الحضور الفني للاعبين، كما نجح المدرب قبل كل ذلك في إيجاد روح الفريق الواحد الذي يتطلع دائماً إلى الفوز، فحتى المباريات التي لم يستطع فيها الفريق الظفر بنقاطها الثلاث كان الجميع يلحظ أن المستوى الفني الذي يقدمه لا يستهان به البتة».
وقارن عوانة بين حضور بني ياس التنافسي قبل خروجه من صفوفه، وبين ما يقدمه الآن قائلاً: «كان بني ياس يعتبر من الفرق الطموحة التي تملك كوكبة من اللاعبين المواطنين الأفذاذ، الذين غادروا النادي، كعامر عبدالرحمن ومسعود سليمان ومحمد جابر وبندر الأحبابي، في حين أن النادي لم يكن موفقاً في التعاقد مع اللاعبين الأجانب، فلو كان اللاعبون الأجانب الحاليون مع الفريق قبل عدة أعوام لكان لبني ياس شأن كبير في بطولة الدوري، في المقابل لو كان اللاعبون المواطنون الذين غادروا النادي موجودين مع الفريق الحالي لكان له شأن كبير أيضاً».
ورفض عوانة الإشارة إلى أن دكة بدلاء بني ياس تعاني عدم القدرة على تلبية تطلعات الفريق قائلاً: «لا تعاني الدكة من الضعف، فهنالك العديد من الوجوه الشابة التي تتمتع بمستوى فني يوازي اللاعبين الأساسيين، لكن هنالك بعض المراكز التي لا يتوافر فيها اللاعب البديل فعلى سبيل المثال، اضطر المدير الفني إلى الدفع بسالم علي بدلاً من أحمد دادا المصاب في مركز الظهير الأيمن خلال القسم الأول من بطولة الدوري، رغم أن سالم يلعب في وسط الميدان. أعتقد أن هنالك العديد من اللاعبين الشبان القادرين على ملء الفراغات التي تحدثها الغيابات الاضطرارية، لكنهم بحاجة إلى وقت كافٍ قبل الوصول إلى مرحلة النضج الفني».
كان نادي بني ياس على استذكار اللاعب الراحل ذياب عوانة من خلال صورة كبيرة توجد على مدخل اللاعبين الذي يؤدي إلى أرض استاد الشامخة، وهي الصورة التي تثير في نفوس اللاعبين مشاعر الاعتزاز بهذا النجم الذي رحل عنا قبل سبعة أعوام، بعد مسيرة رياضية حافلة بالحضور الفني المميز.