الأحد 20 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 33 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: العلاج بالحجامة سُنة لكن الأولوية للمداواة بالطب الحديث

العلماء: العلاج بالحجامة سُنة لكن الأولوية للمداواة بالطب الحديث
26 سبتمبر 2013 20:46
أحمد مراد (القاهرة) - الحجامة هي ممارسة طبية قديمة، عرفتها العديد من المجتمعات البشرية منذ فجر التاريخ، وعرفها العرب القدماء تأثراً بالمجتمعات المحيطة بهم، وعندما جاء الإسلام أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ممارسة الحجامة، ومن ثَم مثَّلت الحجامة جزءاً أساسيّاً من الممارسات الطبية التقليدية للمجتمعات الإسلامية، وللعديد من المجتمعات العالمية، إلا أنه بعد أن استشرى الطب الحديث في بلاد العالم أجمع، وصار هو الأصل في العلاج وما عداه خرافة ودجل، وبعد أن انتشرت شركات الأدوية وتغولت، تراجعت تلك النظم والممارسات الطبية التقليدية إلى الظل، وظلت بقايا ممارسة الحجامة هنا وهناك في بعض البلدان كممارسة تقليدية غير رسمية. أصحاب الخبرة وشدد محمد رفعت معالج بالحجامة على أن العلاج بالحجامة لا يترتب عليه أي خطورة أو آثار سلبية على صحة المريض، وطالما أن من يقوم بها ممن لهم دراية ومعرفة وخبرة في هذا الشأن فليست هناك أي خطورة، كما أن كمية الدم التي تُسحب من جسد المريض بواسطة الحجامة بسيطة لا تزيد عن نصف الكأس الصغير، مشيراً إلى أن الحجامة عبارة عن كأس مصنوعة من الزجاج، به خرطوم ومحبس، ويوضع الكأس على موضع الألم بجسم المريض، ثم يقوم المعالج بشفط الهواء من خلال الخرطوم، وبعد حوالي خمس دقائق يحدث تجمع دموي مكان الكأس بالجسم، ثم نرفع الكأس من جسم المريض ونستخدم مشرطاً على منطقة التجمع الدموي فيظهر الدم، ثم توضع الكأس مرة أخرى فيتم شفط هذا الدم داخل الكأس. ويقول: ومن الخطأ القول بأن الدم الذي يخرج من جسد المريض فاسد، فهذا الدم لو كان فاسداً لقضى على صاحبه، ولكن علمياً هو دم محمل بالأخلاط والسموم، والحقيقة أننا نعالج بالحجامة أمراضاً كثيرة مثل النقرس، والسـكر، والرماتيزم، والأملاح الزائدة بالجسم، وأيضاً أمراض العيون مثل الشبكية والمياه الزرقاء والبيضاء والصداع، خاصة الصداع المزمن، وكذلك آلام الظهر والفقرات والعمود الفقري وأمراض الكلى والقلب. أرض الواقع ويشير الدكتور مؤمن محمد شفيق أستاذ الجراحة بجامعة عين شمس لا ننكر أنها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت موجودة في زمانه، وهي موجودة على أرض الواقع اليوم، ويقوم بها أشــخاص لهم خبرة في هذا المجال، وهناك من المرضى من يقولون بأنهم شفوا بسبب الحجامة، وهناك من يقولون إن الحجامة لم تفعــل معهم شيئاً. ويقول: إذا كنا نقر بأن الحجامة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي في حقيقة الأمر كانت خاصة بالزمن الماضي لعدم وجود وسائل طبية، أما اليوم فإن الطب تقدم كثيراً، وهناك الكثير من الأجهزة والأدوات الحديثة التي يستخدمها الأطباء، ولذلك نحن بحاجة إلى إجراء دراسات وأبحاث حول الحجامة من قبل أهل الطب وهم أهل العلم في هذا المجال، للتعرف إلى حقيقتها، وهل يمكن استخدامها في وقتنا الراهن أم أنها كانت مناسبة للعصور الماضية فقط. ويضيف: غالبية من يمارسون العلاج بالحجامة ليسوا من أهل الطب، فلم أسمع عن أطباء قاموا بعمل الحجامة للمرضى، ولا شك أن هناك خطورة من ممارسة هذا العمل لغير الأطباء، فهو يستخدم مشرط ويتعامل مع مناطق حساسة، وغالبا ما تكون هناك التهابات بسبب هذا الأمر، لذلك نحن لا ننصح المرضى بها لأننا لا نعرف من يقومون بها. السنة النبوية وبرؤية شرعية يقول الدكتور طه حبيش الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر: قد تكون الحجامة مما أقرّه أنبياء بعثوا للإغريق واليونانيين والصينيين وغيرهم قبل الإسلام، ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالحجامة وأقرّها، بل إنه قد تداوى بهذا النوع من العلاج فاحتجم لألم في رأسه وهي الشقيقة «الصداع النصفي» وألم في ساقه، واحتجم من السم الذي وضعه له اليهود، وقد وردت في السنة النبوية المطهرة روايات كثيرة تفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد احتجم مرات متعددة أثر أوجاع ألمت به، وتفيد الروايات من طرقها المتعددة، خاصة الصحيح منها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم كلما احتاج إلى الحجامة، لا يمنعه من ذلك أن يكون في سفر أو في حضر، ولا يمنعه من ذلك ليل أو نهار. وأضاف: إن الروايات أكدت أن الذي يلجأ إلى الاحتجام إنما هو الذي يعاني الوجع دون غيره، ومن حيث لجوء المريض إليها تنقسم الحجامة إلى قسمين، الأولى الحجامة من حيث هي، والثانية الحجامة من حيث طلب المريض للتداوي بها، واستجابة الطبيب له، والحجامة من حيث هي وسيلة طبية في زمانها، وفى كل زمان يرى أهل الصنعة فيه أنه ما زالت تؤدى دورها بطريقة مثلى في شفاء الأوجاع، والحجامة إذا كانت تؤدى دورها على ميزان أهل الخبرة والصنعة في شفاء الأمراض، فإن المريض له أن يلجأ إليها إذا لم يعرف الطب وسيلة علاجية تعينه على التخلص من الأمراض، فإن كانت هناك وسيلة أخرى قد كشف الله عنها في أزمنة متقدمة تعالج هذه الأوجاع التي كانت تعالجها الحجامة فالأخذ بها أولى. فن الحجامة أوضح الدكتور يوسف قاسم، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه على الرغم من ضعف الإقبال على ممارسة الحجامة في أيامنا، فإن العديد من المعاهد والمراكز الطبية العالمية تقوم حتى اليوم بتدريس فن الحجامة كعلاج شعبي، وهذا العلاج موجود منذ ثلاثة آلاف عام، وقد أكده النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «إن أمثَلَ ما تداويتم به الحجامة»، مما يدل على فوائد الحجامة الطبية، لأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، بل بما علَّمه الله تعالى، وهو أعلم بمصلحة عِباده وأخبر بهم من أنفسهم. وأضاف: الحجامة سنة ثابتة عن نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى الذي حجمه. ولو كان حراماً لم يعطه»، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الحجامة، وأخبر أن فيها شفاء، ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار»، وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شفاء أمتي في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكيّ بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكيّ»، وروى أبو داود في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعاً في رأسه إلا قال له «احتجم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض