أعرب لاجئون سوريون فروا من القمع في بلادهم إلى لبنان عن خشيتهم من العودة خشية الاضطهاد، لكنهم قالوا في الوقت نفسه “إنهم غير آمنين ايضاً في أماكنهم نظراً لاختراق السلطات السورية لبنان ووجود من وصفوه بـ”الجواسيس”.
وقال المعارض سهيد العقاري (30 عاما) الذي يقيم في مدرسة مهجورة تقدم لها الطعام والغذاء جمعية خيرية محلية “لا يمكنني العودة إلا بعد سقوط النظام.. عاد اثنان من أبناء عمي إلى سوريا لكن بعد خمسة أو ستة أيام ألقي القبض عليهما، ونعتقد أنهما في سجن بدمشق”.
وأضاف مشيراً الى أن زوجته وأطفاله ما زالوا موجودين في سوريا “إن معتقداته السياسية جعلته لاجئا خوفا من السلطات وإنه يخشى الشبيحة الذين يحاربون إلى جانب الجيش السوري ويبحثون عن المعارضين”.
وسجل أكثر من 3800 لاجئ سوري أسماءهم لدى مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في شمال لبنان المتاخم لمحافظة حمص السورية التي تتركز بها الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد.
وأوضح الان غفري وهو منسق ميداني للمفوضية “الأعداد في زيادة.. في سبتمبر كان لدينا أكثر من ألف يدخلون لبنان بعد الأنباء التي تلقيناها عن تصاعد العنف في سوريا، وأغلب السوريين الذين نلتقي بهم في لبنان يقولون إنهم لن يعودوا وإنهم يفرون من العنف”.
وإذ تتهم السلطات السورية “جماعات إرهابية مسلحة” بالتورط في الاحتجاجات. قال اللاجئون “إن كل ما قابلوه هو وحشية الحكومة”، وأوضحوا أن عددهم يقترب من الستة آلاف وإنهم ليسوا جميعا مسجلين لدى مفوضية اللاجئين.
ويعيش الكثير من اللاجئين مع أسر لبنانية. وقالت المفوضية إن رؤساء البلديات طلبوا من الأسر استضافة السوريين ويجري إيواء بعضهم في منازل تحت الإنشاء.
وفي مواقع بناء في أنحاء وادي خالد وهي منطقة جبلية في شمال لبنان يمكن مشاهدة اللاجئين وهم يجلسون فوق سجاجيد متربة لتناول الطعام في منازل تحت الإنشاء ما زالت بلا جدران. بينما يمكن ملاحظة زيادة عدد حراس الحدود السوريين وإطلاقهم النار على اللاجئين الذين يعبرون بشكل غير مشروع.
من جهته، قال لاجئ آخر من حمص يدعى محمد كزلي وينام داخل المدرسة “إنه يخشى أن يخطفه جواسيس يعملون لصالح الحكومة السورية في لبنان ويعيدونه إلى سوريا بالقوة”، وأضاف “أعلم أن هناك أناساً يعملون لصالح النظام هنا.. علينا ان نمنع خطفنا.. إذا كنا نريد التوجه إلى المتجر.. نتوجه في صورة جماعات ونعود فوراً”.
وقال مصطفى حليم وهو لاجئ عمره 41 عاماً يقيم في المدرسة المهجورة مع زوجته وأبنائه “إنه تم دس عقار منوم في طعام اثنين من اللاجئين السوريين يعيشان في غرفة مجاورة وخطفا في منتصف الليل”. واضاف “جاء جواسيس هنا وأخذوهما”، مشيراً إلى فصل يقع في نهاية الممر تم تحويله إلى غرفة نوم.
ولم يتسن التحقق من هذه الأقوال بشكل منفصل لكن سكانا آخرين بالمنطقة تحدثوا عن الأمر ذاته.