السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تستثمر في موارد أميركا اللاتينية النفطية الواعدة

الصين تستثمر في موارد أميركا اللاتينية النفطية الواعدة
24 ديسمبر 2010 21:43
حين تطلعت كبريات شركات النفط الصينية خارج الصين منذ 14 عاماً الى مناطق استثمار، توجهت الى موارد لم يسبق استغلالها آنذاك في السودان. وكان ذلك الاستثمار الذي جرى عام 1996 بمثابة منطلق لسلسلة من الاتفاقيات في أفريقيا وراحت شركات نفط حكومية صينية تتوغل في دول لم يسبق لشركات غربية استغلال أراضيها. أما اليوم، فتنشغل كبريات شركات النفط الصينية بالاستثمار في اتجاه مختلف .. أميركا اللاتينية. أنفقت شركات نفط صينية أكثر من 15 مليار دولار في اتفاقيات تنقيب عن النفط واستخراجه في أميركا اللاتينية هذا العام، وينتظر تزايد هذا التوجه في المستقبل القريب بحسب مسؤولين تنفيذيين في عدد من كبرى شركات النفط في أميركا اللاتينية. وما يؤكد هذا التوجه على سبيل المثال، هو الاتفاق الذي عقدته مؤخراً الشركة الصينية للبتروكيماويات لشراء عمليات شركة أوكسيدينتال بتروليم في الأرجنتين مقابل 2,45 مليار دولار. وجاءت هذه الاتفاقية في أعقاب اتفاقية الشركة الوطنية الصينية للبترول مع شركة برايدس على شراء 60 في المئة من حصة بي بي في شركة بان أميركان اينرجي الأرجنتينية مقابل 7 مليارات دولار. وكانت الشركة الوطنية الصينية للبترول “كنوك” قد استثمرت في وقت سابق من هذا العام 3,1 مليار دولار في شراء حصة قدرها 50 في المئة في بريداس (شركة طاقة خاصة) واصفة هذه الصفقة بأنها “باكورة اختراق أميركا اللاتينية”. ويرجع بعض هذا التوجه الى ثقة شركات النفط الصينية في قدرتها على منافسة الشركات الغربية في مجال عمليات الاندماج والاستحواذ. والدليل على ذلك أن عدداً من اتفاقيات النفط الخارجية السابقة التي عقدتها الصين مع السودان تمت مفاوضاتها بين الحكومة الصينية والحكومة السودانية، وهو أسلوب لم تعد الشركات العالمية المعاصرة تستخدمه. ويقول جافير طومسون رئيس قسم جنوب شرق آسيا في مؤسسة وود ماكينزي للاستشارات “منذ خمس أو عشر سنوات كانت شركات النفط الصينية تشتري حصصاً وحقوق امتياز من خلال التفاوض المباشر مع عدد محدود من الدول، أما الآن فهناك مقاربة أخرى”. ويضيف طومسون: “تعمل الشركات الصينية على أرض الواقع مثلها مثل جميع الشركات الأخرى التي درجت على عمل ذلك منذ فترة”. واستفادت كل من الأرجنتين والبرازيل من هذا التوجه. ففي هذا العام حين عرضت للبيع حصة في حقل نفط لبربجرينو قبالة سواحل البرازيل تقدمت اثنتان على الأقل من شركات النفط الصينية بعطاءاتهما. وفازت مجموعة الكيماويات المملوكة للحكومة الصينية ساينوكيم بالعطاء مقابل 3,1 مليار دولار رغم أنه لم يمر سوى أقل من 10 سنوات على خبرتها في مجال عمليات الحفر البحرية. واعتبرت صناعة النفط الأرجنتينية هذه الاتفاقية دليلاً مهماً على الثقة في وقت انتقد العديد من شركات النفط الغربية نظام الأرجنتين الضريبي الثقيل ولوائحها القانونية غير المرنة. ويرى خبراء أن هذه الاتفاقية يمكن أن تشجع مزيداً من الاستثمارات. في مقدور كبريات شركات النفط الصينية أن تتحمل الإقدام على مشاريع طويلة الأجل أو عالية المخاطرة أكثر من نظرائها الغربيين وذلك بفضل ما تحصل عليه من دعم حكومي في الصين وقروض ميسرة من مختلف المؤسسات المالية الحكومية. ويقول أحد مديري الشركة الوطنية الصينية للبترول (كنوك) إن للأرجنتين نظاماً مالياً صعباً، إلا أن ذلك حسب رأيه يحدث في أستراليا. وتعول كنوك على توقعات تشير الى أن سياسات ضرائب الطاقة في الأرجنتين ستتغير قريباً. والأمر الذي زاد اهتمام الصين هو ما صرحت به واي بي إف شركة النفط الحكومية الأرجنتينية السابقة والتي كانت خاضعة لسيطرة شركة ريبسول الإسبانية من اكتشاف حقل ضخم يقدر ما يحتويه من غاز بنحو 4500 مليار قدم مكعب في إقليم نيوكين ما يساوي ثلث احتياطيات الأرجنتين الحالية من الغاز. ولدى الأرجنتين كثير من احتياطيات النفط والغاز البحرية، غير أن استثمارات التنقيب عنها خضعت لقيود ضوابط الأسعار. إذ أن حصة بي بي في شركة بان أميركان اينرجي الأرجنتينية رغم مكاسبها تعتبر ثانوية بالنسبة لعمليات الشركة البريطانية بسبب تلك القيود. وقال لابان يو محلل النفط والغاز في ماكواري في هونج كونج: “يبدو أن الصين هي الدولة الوحيدة التي ستستثمر في الأرجنتين على الرغم من سياسات الأسعار هناك”. نقلاً عن «فايننشيال تايمز» ترجمة عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©