24 ديسمبر 2010 20:55
يعد ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الواسعة الانتشار في العالم، وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع نسبة المصابين بفرط ضغط الدم في الدول النامية ومنها مجموعة الدول العربية، وقد وجد أن نسبة المهددين بالإصابة بارتفاع ضغط الدم بازدياد، وذلك مع زيادة الوزن والسمنة بين الذكور والإناث، وخير سبيل للوقاية من هذا المرض أو سواه من الأمراض العصرية الشائعة، هو بتطبيق نظام غذائي صحي واختيار طرق طهي صحية تبعد شبح الأمراض عبر الغذاء وليس الطبيب والدواء ما أمكن.
يشرح الدكتور علي رضا عبد التواب، زميل الأبحاث بالأكاديمية الطبية البريطانية، في كتابه (العلاج الغذائي لمرضى القلب وضغط الدم) بأسلوب سهل وبسيط، عوارض ضغط الدم وأسبابه وكذلك مضاعفاته وطرق العلاج والوقاية منه، إضافة إلى التوعية الصحية لكافة الأسر والمستويات الاجتماعية في سبيل الوقاية من أضرار هذا الضيف الثقيل والرفيق المخيف، مع الالتزام بنظام غذائي هام وبرنامج رياضي مناسب للوقاية من هذا المرض والتغلب عليه.
كما يفيد الدكتور محمد صفدي (طعامنا اليومي داء ودواء) أن هنالك أسساً للغذاء الصحي تدعى الأسس أو القواعد الذهبية لأهميتها، وهي التقليل من السكر والقهوة والشاي والمشروبات الكحولية، والتقليل أو الامتناع عن الأكل السريع والوجبات السريعة، والتقليل من الدهون المشبعة، مثل دهن الحيوان والمرجرين، والتقليل من اللحوم الحمراء المطبوخة واستبدالها بلحم الطير والأسماك، والتقليل من المقالي واستبدالها بالمسلوق، والتقليل من المشاوي على الفحم واستبدالها بالشوي داخل فرن، والتقليل من الكربوهيدرات البسيطة بما فيها الخبز الأبيض والبسكويت والكعك وما شابه، والامتناع عن المضافات الغذائية مثل الأصباغ، مواد الطعم والرائحة والمواد الحافظة، والإكثار من تناول الحبوب مثل الفاصوليا والعدس، والبذور والجوز والحبوب الكاملة، والإكثار من تناول الخضراوات الطازجة أو المطبوخة قليلاً، ويفضل أن تكون خضراوات عضوية، أي بدون استعمال مبيدات كيميائية أثناء زراعتها، واستبدال الخبز الأبيض بخبز القمح الكامل، والتقليل من الموالح والأطعمة المدخنة، وتناول عدة وجبات من الفواكه يومياً، وشرب كميات كافية من الماء.
النظام الغذائي لإيقاف ارتفاع ضغط الدم
أظهرت دراسة الأساليب الغذائية في إيقاف ارتفاع ضغط الدم أن تخفيض استهلاك الصوديوم البالغ 8.4 إلى 6 جرامات من الملح ومن ثم إلى 4 جم من الملح يومياً أدى إلى تخفيض مستويات ضغط الدم بشكل ملحوظ.
إن التوصيات تتضمن نظاماً غذائياً يتكون من الخضراوات والفواكه والحليب القليل الدسم والحبوب الغنية بالألياف وقطع بسيطة من اللحم الطري ونسبة قليلة من الأملاح.
عادات وأساليب طهي مفيدة
? تجنب الأغذية الغنية بالدهون الحيوانية مثل اللبن كامل الدسم وجميع منتجاته من السمن والزبدة والقشدة والكريمة والجبن واللحوم الحيوانية والدهون.
? تجنب المأكولات السريعة الإعداد مثل البطاطس المقلية.
? الإكثار من تناول الأسماك.
? الامتناع عن استخدام وتناول الزيوت النباتية المهدرجة وكذلك زيت النخيل وجوز الهند لاحتوائها على أنواع الدهون الضارة.
? التقليل قدر الإمكان من المأكولات المطبوخة بالزيت أو السمن (المقليات والمحمرات).
? استخدام الشوي أو السلق أو الفرن في طبخ الطعام.
? الامتناع كلياً عن تناول الكبد والمخ واللحم.
? الإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة بجميع أنواعها سواء الطازجة أو المطبوخة.
علاج ارتفاع ضغط الدم
? من خواص ملح الطعام أنه يزيد السوائل في الجسم ويبقى داخل الدورة الدموية مختلطاً بالدم مسبباً ارتفاع ضغط الدم، إلى أن تفرزه الكلى وتطرده، فعلى المصابين بضغط الدم المرتفع أن يتجنبوا استعمال الأغذية المالحة لأنها تسبب العطش والإكثار من شرب الماء خارجاً.
? للعسل مفعول مضاد للملح ومن فوائده أنه يجذب الماء ويقلل من كميته في الدم وبذلك ينخفض ضغط الدم.
? لمقاومة ارتفاع الضغط يجب توافر ثلاثي الثوم والبصل والكرفس في الغذاء اليومي، فالكرفس يساعد الجسم في التخلص من كميات الماء والملح الزائد والثوم يقلل من توتر الشرايين ويساعد على خفض الدم الذي يمر بها.
? إن قشر الليمون يحتوي على مادة (الفلافونيدات) والتي أظهرت فاعليتها في تقوية جدران شعيرات الأوعية الدموية وهذه المادة لها أثر فعال في حالات الاضطرابات المتنوعة ومنها أمراض الأوعية الدموية.
? أكدت دراسة أميركية أن تناول الموز يحمي من الإصابة بارتفاع ضغط الدم وذلك لأنه غني بالبوتاسيوم.
? شرب كمية مفرطة من (عرق السوس) يسبب انخفاض البوتاسيوم، ويمكن أن يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، وبدء وشدة الأعراض تعتمد على الجرعة ومدتها وكذلك الحساسية الفردية.
? أثبتت دراسة بريطانية جديدة أن تناول ثمار البرتقال والليمون وغيرها من الفواكه والخضراوات الغنية بفيتامين (جيم) يقلل ضغط الدم الشرياني في الأشخاص المصابين بحالة متوسطة من ارتفاعه بحوالي 9%، فقد وجد الباحثون أن 500 ميلجرام من فيتامين (جيم) يوميا، تعمل بصورة مضادة لارتفاع ضغط الدم وذلك بحماية مستويات (حمض النتريك) في الجسم، وهو المادة الكيميائية التي تساعد على ارتخاء الأوعية الدموية.
أهمية خفض الوزن
يعتبر تخلص المرء من قليل من الكيلوجرامات من وزنه الزائد عاملاً مساعداً على التقليل من حدوث ارتفاعات ضغط الدم، فإذا كان بحاجة إلى خسارة من وزنه الزائد، من المهم أن يفعل ذلك ببطء، فلا يفقد أكثر من ربع إلى كيلو جرام واحد في الأسبوع، حيث يبدأ مع الهدف المتمثل في فقدان 10% من الوزن الحالي الخاص به، وهذه هي أنسب وأسلم طريقة لفقد الوزن، كما توفر أفضل فرصة للنجاح على المدى الطويل.
تقليل ملح الطعام
يتوافر الملح في الطعام في شكلين أساسيين، الملح الذي نضيفه أثناء الطهو أو على المائدة، والملح الموجود أصلاً في الطعام المعالج عادة، وإن أراد المرء تخفيض نسبة الملح من طعامه ، عليه الأخذ في الاعتبار الاقتراحات الآتية:
? لتخفيف استهلاك الملح بنسبة 30 بالمئة،
لا يضاف الملح أثناء الطهو أو على المائدة.
? لتخفيف استهلاك الملح بنسبة 60 بالمئة، لا يضاف الملح أثناء الطهو أو على المائدة
ولا تتناول أطعمة معالجة بإضافة الملح.
? تجريب بعض النكهات البديلة عن الملح.
? يمكن العثور على الملح في المخازن الكبرى في مجموعة متنوعة من الأشكال تشمل ملح المائدة وملح الصخر وملح البحر،
والواقع أن محتوى الصوديوم في كل واحد من هذه الأشكال هو نفسه تقريبا.
وبما أن الصوديوم هو العنصر المؤذي في الملح، فإن أي منفعة من الملح قد تكون ضئيلة جدا.
عوامل ترفع ضغط الدم: إضافة للملح ثمة عوامل متعددة تسهم في رفع الضغط قد لا يتنبه لها المرء.. فيما يلي أبرزها:
? زيادة الصوديوم في الغذاء
هناك اقتران واضح بين ارتفاع ضغط الدم بين أفراد المجتمع وزيادة كمية الملح المتناولة، وفي إحدى الدراسات حول ذلك تبين وجود علاقة إحصائية بين ارتفاع ضغط الدم وكمية الصوديوم المطروح في البول عند عشرة آلاف شخص في اثنين وخمسين مركزاً من مناطق متعددة من العالم، ووجد أن خفض تناول الصوديوم بحوالي (مئة ملليجرام مكافئ) يوميا يؤدي إلى خفض ضغط الدم بمقدار تسعة ملليجرامات زئبق، كما بينت الدراسات أيضا أن نسبة كبيرة من المصابين بارتفاع ضغط الدم يستجيبون إلى تخفيض كمية ملح الطعام في الغذاء.
دور الوراثة
تكثر الإصابة بعوارض ارتفاع الضغط لدى أفراد بعض العائلات مما يؤكد أهمية الدور الذي يلعبه العامل الوراثي.
? خطر البدانة
من المعروف أن كل عشرة كيلوجرامات زيادة في وزن الجسم تؤدي إلى ارتفاع ستة ملليجرامات زئبق في ضغط الدم.
? نقص الكالسيوم
بينت الدراسات وجود زيادة في الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند من يعانون نقص الكالسيوم.
? أهمية البوتاسيوم
وجد في الدراسات الوبائية أن المجتمعات التي تستهلك أطعمة نباتية غنية بالبوتاسيوم لا يعاني أفرادها كثيراً من ارتفاع ضغط الدم.
مقياس ضغط الدم
يتألف مقياس ضغط الدم من رقمين، حيث يشير الرقم الأعلى إلى الضغط الانقباضي ويقيس الضغط الناجم عن انقباض عضلة القلب، أما الرقم الأدنى فيشير إلى الضغط الانبساطي، ويؤخذ حين تكون عضلة القلب مسترخية، في حال كان أحد الرقمين أعلى من المعدل، ينصح باعتماد علاج لضغط الدم المرتفع، ويفضل عادة قياس ضغط الدم فيما الشخص يكون مرتاحا ومسترخيا، إذ إن التمارين قد ترفع ضغط الدم بنسبة 20 مليمتر زئبقي في كلا الرقمين مما يجعل النتيجة غير دقيقة.
الخطر الصامت
ومرض القلب
يعتقد أن الملح يزيد خطر التعرض لمرض القلب إذ يزيد ضغط الدم، ورغم أن جدلاً كبيراً قام لعدة سنين حول الأهمية النسبية للملح في ضغط الدم المرتفع، تشير آخر الأدلة إلى أن الملح هو في الواقع عامل أساسي، ويعتبر ضغط الدم المرتفع عاملاً مسبباً لمرض القلب وهو يصيب شخصا واحدا من كل عشرة، وعلى عكس الاعتقاد الشائع، نادراً ما يكشف ضغط الدم المرتفع عن عوارض ظاهرية، ولا يدرك بالتالي المصابون به أنهم يعانون من مشكلة، من هنا أهمية التحقق بشكل دوري من ضغط الدم.
كما أظهرت دراسة علمية جديدة أن الملح يؤثر كثيراً في ضغط الدم المرتفع ومرض القلب وأن للملح تأثيرا في صحتنا أكثر بكثير مما كان يعتقد سابقا، حيث أكدت الدراسة العلمية انه إذا خفض كل شخص مأخوذة من الملح بنسبة 30 بالمئة، تهبط الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بنسبة 16 بالمئة، وينخفض عدد المرضى الذين يحتاجون إلى علاج لضغط الدم المرتفع الى النصف تقريبا، وفي حال تخفيض استهلاك الملح بنسبة 60 بالمئة، تنخفض الوفيات الناجمة عن مرض القلب بنسبة 30 بالمئة، وينخفض بنسبة 80 بالمئة عدد الأشخاص الذين يحتاجون الى علاج لضغط الدم المرتفع.
المصدر: الشارقة