الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيف الدهماني يحوّل سعف النخل إلى مستلزمات منزلية عصرية

سيف الدهماني يحوّل سعف النخل إلى مستلزمات منزلية عصرية
24 ديسمبر 2010 20:51
شاركت مجموعة من مواطني الدولة في فعاليات دورة “مهرجان الظفرة”، الذي يقام حالياً في مدينة زايد بالمنطقة الغربية، عبر “السوق التراثي” فعرضوا منتجاتهم من الحرف التقليدية الشهيرة في المنطقة وأهمها الفخاريات والنحاسيات والخشبيات والسدو والخوصيات “سعف النخل”. وتألق في هذه الأخيرة سيف الدهماني، الذي عرض في محله مجموعة مبتكرة كلياً من “الخوصيات” تنتجها مزرعته ومؤسسته، وشارك بها انطلاقاً من سعيه لإحياء تراث بلده ونشره أمام زوار المهرجان لتعريفهم به. لا تعتبر مشاركة سيف الدهماني (50 سنة) في السوق التراثي لمهرجان الظفرة الأولى بالنسبة له، بل إنها مشاركته للسنة الثانية على التوالي، حيث يقصده جمهور وزوار طلباً لمنتجاته اليدوية من السعفيات والخوصيات التي عودهم على إنتاجها وعرضها. تقاعد مبكر يعرض الدهماني منتجاته باعتزاز، مشيراً إلى أنه ينتجها ويبيعها منذ عدة أعوام، إلى ذلك، يقول “أشارك في المهرجانات التراثية منذ أكثر من 5 أعوام، أي بعد تقاعدي المبكر من عملي كموظف حكومي. ولأنني أعنى بالتراث بمختلف بيئاته البرية والساحلية والزراعية والعمرانية؛ اتجهت إلى إنتاج مستلزمات سعف النخل، وابتكرت أدوات جديدة كلياً، فضلاً عن الأدوات المعروفة والمنتشرة في المنطقة من أدوات المطبخ والمجلس. ومعظم منتجاتي من إنتاج مزرعة النخيل التي أملكها، لكنني أشتري أيضاً السعف من عدة مزارع ولا يهمني البعد الجغرافي، فأنا من مدينة “مسافي” لكنني أقصد مزارع النخيل في شرق وغرب الدولة لأحصل على ما يلزمني من السعف بمختلف أنواعه”. ويضيف “بعد تقاعدي، وجدت أن أهم عمل يمكن أن أمارسه هو العمل الملتصق بتراب وطني وجذوري، والذي يعكس هويتي الوطنية واعتزازي بها. لذا استقدمت مجموعة من العمال المهرة في مجال “السعفيات والخوصيات” ونميت مواهبهم المهنية وعززت كفاءاتهم بنفسي، وانطلقت بالعمل والإنتاج والعرض والبيع، وكذلك المشاركة في معظم مهرجانات ومعارض التراث في الدولة”. قديم ومبتكر يجد الدهماني في “الخوصيات والسعفيات” ملمحاً مهماً من ملامح الصناعات اليدوية والحرف التقليدية السائدة في المنطقة، حيث الاستخدام الفني المبدع لخامات البيئة المحلية التي تتعدد وتتنوع في هذا السياق، يقول الدهماني “السرود والجفير والمشب والمهفة والجراب والضميدة والميزان والمخرفة والحصير. والتي تستخدم لمدّ السفرة أو كأغطية للطعام وأوانٍ ومراوح يدوية، حيث أن للسعفيات أغراض متعددة كانت تستخدم في الماضي، أما اليوم فأصبحت تراثاً يهتم به الأجيال لإحياء الماضي العريق، وقل استخدامها لكنها بقيت جزء من التراث والهوية الذي تعتز به الأجيال، وأصبحت توضع في البيوت للزينة وكديكور تراثي”. وعن المنتجات المبتكرة التي استحدثها كخط إنتاج جديد لتحاكي تراث المنطقة، يقول “بدأنا إنتاج وتصنيع كراس ومقاعد الجلوس “الميلس”. وكذلك سرير الأطفال “المنز”. ومجموعة من الجرار “الحب والخرص”. وأيضاً البئر “الطوي” ومجموعة أخرى من المستلزمات حديثة الطابع”. أنواع متعددة يشير الدهماني إلى وجود عدة أنواع من الخوص، يعددها بقوله “أهم أنواع الخوص هو “لبة الخوص” حيث تتميز اللبة بنصاعة بياضها وصغر حجمها وسهولة تشكيلها وتستخدم لنوعية معينة من الإنتاج والأدوات. والنوع الثاني هو من بقية أوراق النخيل العـادية والأكـثر خشـونة وطولاً إنما يتم غـمرها بالماء لتطريتها كي يسـهل تشـكيلها وجدلها. وهناك نوع من سعف النخل الجاف من النوع الفاخر، وثمة نوع يتم تلوينه ولا يقتصر على اللون الأبيض أو الحليبي أو الرملي، بل تتم صباغته بألوان عديدة منها الأحمر، الأخضر، الزهري، الأزرق، الأصفر، البنفسجي حيث تتوافر أصباغ الخوص في محال العطارة بالأسواق الشعبية”. ويضيف “تعتبر أدوات العمل الرئيسة في السعفيات بسيطة ويمكن تأمينها بسهولة، وهي اليدان والعظام والحجارة المدببة والسكاكين والمقصات، والمخايط والمخارز التي تقوم مقام الإبرة بالدرجة الثانية. وأوعية وعاء تغمر فيها أوراق النخيل، تلك الأوراق المشذبة والمرتبة وتكون من النوع المركب فاستعمالاتها عديدة حسب موقعها من النخلة، فالذي من قلبها تصنع منه السلال والجفير والسفرة والميزات، والنوع الذي يليه أخضر اللون يستعمل لصناعة الحصير والحمالات الكبيرة والمصافي والمكانس وغيره، ومن الجريد تصنع الأسرّة والأقفاص والكراسي، فضلاً عن منتجات سعفية تتطلب استخدام أنواع من الحبال”. خطوات العمل تتميز صناعة الخوصيات بجمالها ودقتها، لذا فإن جمع أوراق سعف النخل يتطلب مهارة وحرفية وإبداع، وكذلك اتباع خطوات معينة، يقول الدهماني “بعض أوراق النخل تتحول إلى اللون الأبيض نتيجة تعرضها للشمس، فيقوم العمال بجمع الأوراق المشذبة وتصنع باليد بطريقة تجديلة عريضة (تضيق أو تتسع باختلاف الإنتاج) ثم تشبك أوراق الخوص مع بعضها على شكل جدائل. ونكون في الأصل قد قمنا بتقسيم السعفة إلى عدة أقسام حسب عمل المنتج. وقبل القيام بجدل السعف يتم نقعه بالماء لفترة بسيطة حتى يكتسب الليونة وتسهل عملية تشكيله. وبعد الانتهاء من جدل السعف نهذب الشريط السعفي من الشوائب مجدداً. ثم نقوم بخياطة المنتج حسب نوعيته مع تبليله بالماء بين الحين والآخر أثناء العمل فيه حتى يسهل تشكيله بالطريقة التي نريديها والتي تضمن جودته”. ويلفت الدهماني إلى أنه نادراً ما يصبغ الأوراق بألوان أخرى، لأنه يفضل الإبقاء على اللون الحقيقي للنخل، ويؤكد أن هذه الصناعة التقليدية يجب أن تتم بإشراف ابتداء من مارس هذه المهنة لأنها تتطلب المهارة والدقة، فضلاً عن كونها تراثاً محلياً ورمزاً وطنياً. باقة من بطاقة ? سيف راشد الدهماني من مدينة مسافي. ? لديه 10 أبناء و3 أحفاد. ? يتابع أبناؤه علومهم الدراسية وبعضهم في الدراسات الجامعية والعليا. ? يعمل في مزرعته 10 عمال مؤهلين في مجال السعفيات. ? شارك في مجموعة مهرجانات تراثية منذ الدورة الأولى لانطلاقاتها وهي: الظفرة بمدينة زايد، ليوا للرطب، القرية العالمية بدبي، أيام الشارقة التراثية، قرى التراث في الإمارات الشمالية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©