أكد ناصر اليماحي رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة أن مطالبة بعض الأندية بالاستعانة بحكام أجانب في دورينا أصبح بمثابة الأسطوانة المشروخة والتي نسمعها باستمرار في الدور الثاني من كل موسم بسبب احتدام أجواء المنافسة ودخول المسابقة في مراحلها الحاسمة سواء بالنسبة للفرق المنافسة على اللقب أو المهددة بالهبوط.
وأضاف: من حق الأندية المطالبة بالحكام الأفضل لإدارة مبارياتها، لكن ليس من حقها أن تعيدنا خطوة إلى الوراء بالاستعانة بحكام أجانب لن يكونوا أكثر اقتداراً من حكامنا ولن يلغوا الأخطاء نهائياً في إدارة المباريات.
وأشار إلى أن هذا المطلب مرفوض تماماً لأنه لا يساعد حكامنا على الارتقاء بمستواهم، مشيراً إلى أن الاستفادة الحقيقية تكون في الورش التي يحاضر فيها الخبراء وليس من خلال إدارة حكام أجانب للمباريات في ملاعبنا، وهم لن يفيدوا الساحة بشيء.
وأوضح أن تجربة اللاعبين الأجانب في دورينا كشفت عن اختفاء اللاعب المواطن في بعض المراكز المهمة مثل الهجوم وذلك بسبب كثرة تعاقدات الأندية مع أجانب في هذا المركز، الأمر الذي انعكس سلباً على مستوى الأبيض وقلص من فرصة المهاجم المواطن لكي يبرز، وبالتالي يجب ألا تتكرر تجربة اللاعبين الأجانب على الحكام أيضاً.
وقال: حكامنا يحظون بسمعة مرموقة عربياً وقارياً ويلقون تقديراً كبيراً على المستوى الخارجي بفضل مستواهم المتطور ونجاحهم في أصعب الاختبارات مما يفرض علينا التعاون معهم ومساعدتهم على تقديم المستوى المنتظر منهم وإنجاح مسابقاتنا المحلية.
وأكد رئيس لجنة الحكام أن اللجنة حريصة على تطوير مستوى الحكام وإطلاع قضاة الملاعب على تجارب أجنبية من خلال تنظيم ورش عمل يحاضر فيها خبراء عالميون، مثل الورشة التي حاضر فيها مدير لجنة التحكيم بالاتحاد الدولي خوسيه ماريا والتي استمرت على مدار عدة أيام وأتاحت لحكامنا الاطلاع على توصيات الفيفا والتعليمات الجديدة وأجابت على استفساراتهم .
وعن كيفية تعامل اللجنة مع المرحلة الحاسمة للدوري والاستعدادات لإنهاء المسابقة في ظروف إيجابية، قال اليماحي: التعويل في الجولات المتبقية من عمر الدوري سينصب على الحكام الدوليين وحكام الدرجة الأولى بهدف الاستفادة من خبراتهم في التعامل مع المباريات الحساسة والقوية بدقة عالية والمساهمة في إنهاء الموسم بأفضل صورة، مؤكداً أن اللجنة حريصة على عدم تكرار إدارة الحكام لنفس مباريات فريق بعينه خاصة في ظل بروز مجموعة من حكام الدرجة الأولى الواعدين والذين كشفت تقاريرهم تطوراً كبيراً في المستوى وتناقص الأخطاء مقارنة بالموسم الماضي مما يجعلهم دعماً حقيقياً لدوري المحترفين.
وطالب اليماحي مختلف الأطراف من أندية ولاعبين ومسؤولين بالتعاون مع الحكام من خلال تركيز كل طرف في مهامه داخل الملعب حتى يكون التنافس في أجواء رياضية تساعد قضاة الملاعب على أداء دورهم بنجاح كما وجه في الوقت نفسه الحكام إلى اليقظة وبذل مجهود أكبر في المباريات المقبلة حتى يكون الحكم عنصراً قوياً وفاعلاً في إنجاح الموسم.
ومن جانبه أكد يوسف عبد الله الأمين العام لاتحاد الكرة أن مستوى حكامنا في تطور مستمر وأن حضورهم خارجياً في أكبر التظاهرات العالمية مثل كأس العالم يعد أكبر دليل على ما يقدمونه من أداء حيث لم يغب التحكيم الإماراتي عن المونديال منذ 94 سواء لحكام الساحة أو الراية.
وأضاف أن مستوى حكامنا أفضل من الفرق والمنتخبات على صعيد النجاحات التي تنسب إلى الكرة الإماراتية وبالتالي يجب مواصلة دعم قضاة الملاعب ومؤازرتهم حتى يرتقوا بأدائهم أكثر ويحققوا المزيد من النجاحات داخلياً وخارجياً.
وقال: دورينا من بين نخبة الدوريات القوية في القارة الآسيوية التي تعول فقط على الحكام المواطنين مثل اليابان وأستراليا وهو ما يعتبر مكسباً كبيراً لا يمكن التخلي عنه بسبب أخطاء بسيطة وغير مؤثرة يمكن أن تحدث في أغلب الدوريات العالمية.
ومضى: أتحدى أن تكون أخطاء حكامنا فادحة أو غير موجودة في أغلب الدوريات العالمية الأخرى، وأتساءل لماذا تعتقد بعض الأندية أن الحكام الأجانب التي ترغب في جلبهم إلى دورينا أقل أخطاء من حكامنا؟.
وأوضح الأمين العام للاتحاد أن لجنة الحكام تجتهد في سبيل الارتقاء بالمستوى وتوفير كل عوامل النجاح للحكام وذلك من خلال فرض مبدأ الثواب والعقاب حيث تصدر عقوبات بحق بعض الحكام بصورة سرية وغير معلنة.
وطالب يوسف عبد الله الجميع بالتعاون مع الحكام لإنجاح المباريات، مؤكداً حرص اتحاد الكرة على مراقبة أداء حكامنا ومطالبتهم بأفضل المستويات في كل جولة.