21 ديسمبر 2010 20:34
نشأت موزة المزروعي في حضن أم اشتهرت بقدرتها على مساعدة الناس على الشفاء عن طريق “المساح” (المساج)، و”الخبانة” (الحجامة الجافة). وكانت الأم أيضا تعالج بالتشريط إلى جانب قدرتها على ضبط المقادير العشبية لعلاج بعض الحالات. وتعد موزة المزروعي أول إماراتية تحمل رخصة فني معالج بالحجامة من وزارة الصحة، تخولها ممارسة الحجامة ضمن إطار قانوني.
هذه الرخصة تخول لموزة المزروعي ممارسة الحجامة في عيادة خاصة يوجد بها طبيب مرخص وممرضة، للكشف عن الحالات قبل وبعد الحجامة. ويعمل ضمن العيادة للرجال يوسف المطلعي ويعد ثاني إماراتي يحمل الرخصة ذاتها. وتقع عيادتهما في إمارة الفجيرة.
تعقيم الأدوات
تعتبر الحجامة علاجا إسلاميا، وقد شاع اليوم في كثير من دول العالم، وتعد نسبة الشفاء بالحجامة من الأمراض عالية، وحول الأدوات المستخدمة في الحجامة، تقول المزروعي إن الأدوات التي تستخدم للحجامة صحية ومعقمة ويتم التخلص منها بسهولة عن طريقة تسليمها لشركات خاصة بإعدام الأدوات الطبية بطريقة آمنة في محرقة خاصة، ولا تكلف تلك الأدوات الكثير ويلجأ كثير من المحسنين إلى تقديم تلك الأدوات مجانا من باب طلب الأجر والثواب.
وتوضح المزروعي “تعتمد الحجامة على إخراج كريات الدم التي أصيبت بالشيخوخة والهرم من الجسم من طبقة قريبة من الجلد الخارجي، وبمجرد انتهاء الحجامة لا يخرج الدم، فأقوم بوضع مطهر طبيعي مثل العسل بعد المسح بمطهر طبي”، مؤكدة أن الكثيرات من النساء تماثلن للشفاء من أمراض نسائية خاصة من لديهن خلل في انتظام الدورة الشهرية واضطرابات الهرمونات حيث انتظمت الدورة بعد الحجامة.
تجرى الحجامة على مواضع متعددة حسب الحالات ولكن هناك أماكن ثابتة، وعنها تقول المزروعي “مواضع الحجامة المعروفة هي قمة الرأس أو الوسط والأخدعان وهما موضعان على جانبي العنق، وعلى الكاهل وهو أعلى الظهر في نقطة ما بين الكتفين وعلى ظاهر القدمين، ويتوقف الحاجم عن وضع الكاسات على مواضع الحجامة بعد أن يتوقف الدم عن الخروج”.
شروط الحجامة
حول الأمور المستحبة قبل خضوع المريض للحجامة، تقول المزروعي “يستحب ألا يتناول المحتجم الطعام قبل ثلاث ساعات من الحجامة، ويفضل أيضا عدم تناول الألبان واللحوم في ذات اليوم، ولم يثبت وجود أية موانع للحجامة مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم إن في الحجامة شفاء”.
وتوضح أنها قرأت لأحد الأطباء وهو الدكتور عوني مبسلط، الذي يحمل بكالوريوس الطب البشري وهو متخصص في الطب التكميلي والحجامة، أنه وقف على أعاجيب الحجامة وتلمسها شخصيا من المرضى وبواسطة اختبارات طبية مخبرية. وتقول المزروعي إن الدكتور مبسلط تحدث عن مرض الشقيقة الذي تصل فيه نسبة الشفاء إلى مائة بالمائة في بعض الحالات، كما نجحت الحجامة في تخليص الكثيرين من ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، وحتى التخفيف من آثار مرض السكري وبعض أمراض الدماغ، لافتة إلى أن الحجامة تغذي وتروي المنطقة بالدماء الجديدة الغنية بالأكسجين والغذاء، وتستدعي الكريات البيضاء للمنطقة لتحارب التهيج العضلي والعصبي وتخفف من الآلام.
وتقول المزروعي إن هناك الكثير من الأبحاث والدراسات التي قام بها الألمان حول الحجامة، وعملوا على اختراع جهاز لإجراء الحجامة ولكن الأصل في الشفاء هو التشريط بحسب الطريقة العربية حيث أنه يعمل على تحفيز الجهاز المناعي والعصبي لأن هناك زيادة في عدد الكريات الحمر نتيجة الإنتاج المستمر لها، ولابد من إعادة التوازن إلى الدم، ولذلك تعتبر الحجامة وسيلة آمنة وفعالة للقيام بذلك. وتضيف “أثبتت دراسات أن دم الحجامة يختلف عن الدم الوريدي، حيث يكون عدد الكريات البيض أقل لأن خلايا الدم البيضاء هي المسؤولة عن مقاومة الجراثيم والفيروسات، وهذا يعني أن الخلايا المناعية تبقى في الجسد وتخرج الكريات الحمراء الزائدة، أي الدم غير المرغوب فيه”.
تنقية الدم
تعالج الحجامة كثيرا من الأمراض، وفق المزروعي، ومنها تخليص الدم من السموم الناتجة عن الاضطرابات المختلفة للأعضاء، ولذلك تقوم الحجامة بعلاج أمراض الدم والأمراض الالتهابية، وتجدد نشاط الجسم وتحرض مراكز الطاقة فيه، كما تعالج أمراض الجهاز الهضمي، وأمراض الأوعية الدموية والكبد وبعض الأمراض العصبية، وهي تعمل على تحسين تدفق الدم عبر الدماغ، كما أنها تعد علاجا لأمراض الروماتيزم والربو والشقيقة والالتهابات.
وحول طريقة ممارستها للحجامة، تقول المزروعي “الحجامة تكون بوضع كأس فارغة على منطقة الظهر لأن تلك المنطقة هي الأقل حركة في الجسد ما يؤدي إلى تجمع كريات الدم الهرمة، وبعد ذلك يتم تفريغ هذه الكأس من الهواء فينجذب الجلد بسبب حدوث انخفاض في الضغط، ويحدث نشاط في هذه المنطقة ما يجذب إليها الدم فيحدث احتقان موضعي للدم، وبعد ذلك يزال الكأس ويتم إحداث جروح صغيرة جدا سطحية في مكان تجمع الدم، ما يؤدي إلى خروجه من تلك الجروح، وبالتالي إعادة النشاط للدم وتخليصه من الرواسب والفضلات وهذا يؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية بشكل عام”.
وسافرت المزروعي إلى دول عدة لدراسة الحجامة، واطلعت في مصر على رسالة الطبيبة صهباء بندق، التي قدمت رسالة الماجستير في الحجامة تؤكد ببراهين علمية على أنها علاج، ونوقشت رسالتها في كلية الطب بجامعة الأزهر فرع البنات، وتعتبر أول رسالة عن العلاج بالحجامة باستخدام الكؤوس مع الإدماء، وتأثيرها على مستقبلات الإنترلوكين والخلايا الطبيعية القاتلة في مرضى الروماتويد، وكانت عن أثر الحجامة على مرضى الروماتويد، وحصلت بموجبها على درجة الماجستير في علم الأحياء الدقيقة عام 2005.
الطب التكميلي
تقول المزروعي إنه بعد مناقشة رسالة الطبيبة بندق أوصت لجنة المناقشة بفتح الباب للمزيد من الأبحاث المتعلقة بالحجامة، ودراسة فكرة إدخال مقررات الطب التكميلي التي وافقت على إدخالها العديد من كليات الطب الغربية، وأقرتها منظمة الصحة العالمية، وذلك لتعريف طلبة الطب بوسائل جديدة متممة ومساندة لمعرفتهم الطبية السابقة، بهدف تحقيق المعرفة الطبية الشاملة، وتنمية التثقيف الطبي، وتوفير فرص أكبر للشفاء والتعامل مع الأمراض.
وتضيف أن الرسالة أجريت على خمسين مريضا من قسم الروماتيزم والطب الطبيعي والتأهيل بمستشفى الحسين الجامعي بجامعة الأزهر.
وكان قد تم تشخيصهم كمرضى روماتويد مفصلي، وطبقا لمواصفات الجمعية الأميركية تراوحت أعمارهم من خمس وعشرين إلى ستين سنة، واشتملت الرسالة أيضا على مجموعة ضابطة من عشرة أشخاص من الأصحاء، واستخلصت الباحثة تفوق العلاج المزدوج الذي أضيف إليه جلسات كؤوس الهواء مع الإدماء وهو الحجامة، تفوقا ملحوظا على العلاج الدوائي بمفرده. وأوضحت الدراسة وجود فارق مع دلالة إحصائية بين مجموعة العلاج المزدوج ومجموعة العلاج الدوائي، وشمل جميع المؤشرات الإكلينيكية والمعملية لنشاط المرض، واقترحت الباحثة إضافة جلسات كؤوس الهواء مع الإدماء لتحقيق نتائج أفضل في علاج مرضى الروماتويد.
المصدر: الفجيرة