هالة الخياط (أبوظبي)
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أن العاصمة أبوظبي تحت القيادة الحكيمة والمستنيرة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تسير بخطى حثيثة واستراتيجيات مدروسة لمستقبل مستدام.
وأشار معاليه في كلمته خلال الجلسة الأولى ضمن فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الحضري العالمي والتي حملت عنوان «التقاليد والحداثة»، إلى أن استراتيجية أبوظبي 2030 تعكس رؤية مبنية على سياسات وخطط فعالة للاقتصاد القائم على المعرفة، وتطوير البنية التحتية، والصناعات التحويلية، وخفض الاعتماد على النفط، والاستدامة البيئية.
وقال معاليه: «إنه لشرف عظيم أن تعقد الدورة العاشرة للمنتدى الحضري العالمي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يحرص دائماً على توفير الفرص لعامة السكان والمعنيين بالتخطيط الحضري وجميع الأفراد والمنظمات، للارتقاء بمعرفتهم وتحسين ممارساتهم وبناء روابط فعالة مع زملائهم الدوليين».
ولفت معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى أن معظم مدن العالم تنمو بسرعة، ومجتمعاتها أصبحت أكثر تعقيداً بشكل متزايد، وهو ما يقود الناس في مدننا إلى الإبداع والابتكار والثقافة والنمو الاقتصادي.
وذكر معاليه أن الموضوعات التي يتناولها المنتدى والمتحدثين، تعكس حقيقة أن التحديات التي تواجه المدن المستدامة هي تحديات عالمية، وتتجاوز الحدود وتتطلب مقاربة عالمية تتضمن الحوار والتعاون.
وقال معاليه: «إن الأمم المتحدة عرفت التنمية المستدامة بأنها تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتهم الخاصة». ويستعرض المنتدى جوهر تعريف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ويوسع نطاقه ليشمل المدن في جميع أنحاء العالم، ويمكن اعتبار المدن المستدامة هي تلك المدن الملتزمة بالمحافظة على الطاقة والموارد الطبيعية، والتي تعد سليمة وآمنة اقتصادياً للأفراد والمجتمعات، ولها تأثير ضئيل على البيئة الطبيعية.
الخط الثلاثي
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن المدن المستدامة يجب أن تهدف إلى تحقيق ما وصفه جون الكينجتون بأنه الخط السفلي الثلاثي: المسؤولية المالية والسلامة البيئية والمساواة الاجتماعية، مشيراً إلى أنه مع وجود قضايا مثل التغير المناخي العالمي، وتناقص الموارد الطبيعية، والتحدي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تهيمن على تفكيرنا، فلا عجب أن يزداد اهتمام زعماء المدن بتلك الخطوط الثلاثة.
وأضاف معاليه: أوافق على فرضية هذه الجلسة وهي أن المزج الإبداعي بين التقاليد والحداثة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي عميق على قدرة المدن على الحفاظ على التقاليد وتعزيزها، مع الأخذ في الاعتبار الابتكار للحفاظ على نمو قوي وخلق الرخاء للمواطنين والحكومة والمؤسسات الخاصة والعامة معاً، بما يوفر مجتمعاً حيوياً ومزدهراً ومتوازناً. وقال معاليه «في أبوظبي لن تجد التزاماً بمبادئ وأهداف فقط بل باستراتيجيات وخطط، وضعتها المدينة لجعل هذه الأهداف حقيقة واقعة، وفي أبوظبي، ستجد قناعة قوية بأن ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا جميعهم جزء لا يتجزأ من روح المدينة وشخصيتها الفريدة، نحن جميعاً الذين نعيش ونعمل في أبوظبي نفخر بأن نكون جزءاً من هذه الروح، وأن نجسد تلك الشخصية».
محظوظون للغاية
وتابع معالي وزير التسامح: «نحن محظوظون للغاية في أبوظبي، لأن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان الرئيس المؤسس لنا ولبلدنا، كان زايد رجل سلام وتقدم، وقاد بناء بلدنا وجعله مكاناً يرحب بالناس ويستقبلهم من جميع أنحاء العالم، ومكاناً للوئام والسلام، وأرضاً نرى فيها المساحات الخضراء الشاسعة بعدما كانت في الماضي صحراء جرداء فقط، وجعلت حكمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أبوظبي والإمارات العربية المتحدة مثالاً للتقدم والازدهار والاستقرار».
وأشار معاليه إلى أن نقاشات الجلسة يجب أن تغطي - إلى جانب الأمور الخاصة بالتقاليد والحداثة - التكوين السكاني والجغرافيا والدين والعولمة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والقضايا البيئية، علاوة على ذلك، يجب النظر في دور القطاعين العام والخاص، ودور الفعاليات الثقافية، والمعارض والمهرجانات، والأحداث الرياضية، والحدائق العامة والترفيه في تحقيق المدن العصرية.
الابتكار وثقافات الدول
وأكدت جلسات اليوم الرابع من المنتدى أهمية المواءمة بين الابتكار والحفاظ على ثقافات الدول، وبما يحقق التنمية المستدامة، واستعرض أحمد زكي سارفراز، رئيس بلدية مدينة كابول، تجربة المدينة في الجمع بين الابتكار القائم على الحفاظ علي الموروث الثقافي، والاستفادة من تجارب وخبرات كبار السن وتطويعها بما يتماشى مع فكر الشباب دون الإخلال بالموروثات الثقافية ومميزات المدينة.
وقال: «المدينة بدأت تتعافى من آثار الحروب التي كانت سبباً في نزوح الكثير من الشباب، وبدأنا العمل على تطوير البرامج المحفزة للمرأة وللشباب ليكونوا جزءاً فاعل في المجتمع، وتم وضع الخطط التي تستند إلى خبرات كبار السن والقائمة على تلبية احتياجات وأولويات الشباب».
وأكد سارفراز أن الثقافة محرك للتنمية الاجتماعية، وذلك من خلال تحديد الهويات الثقافية، وإيجاد الطرق لتعزيز الابتكار بالمحافظة على القيم والثقافة المحلية، ومشاركة السكان في كل التصاميم.
«المنتدى» يشيد بجهود الشيخة فاطمة لتمكين المرأة
أشاد وفد من الخبراء المشاركين في فعاليات المنتدى الحضري العالمي العاشر بالجهود التي تبذلها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية لدعم وتمكين المرأة الإماراتية.
جاء ذلك، خلال زيارة الوفد مقر الاتحاد النسائي العام أمس، حيث استقبله عدد من المسؤولات في الاتحاد النسائي.
وقدمت أحلام اللمكي، مديرة إدارة البحوث والتنمية بالاتحاد، وناجعة المنصوري رئيسة قسم العلاقات الدولية في الاتحاد النسائي ونقطة الاتصال لمكتب الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي شرحاً عن مجالات عمل الاتحاد النسائي العام، واستعراضاً لملامح الاستراتيجية الوطنية للمرأة التي يعمل الاتحاد على تنفيذها، وأهم الإنجازات التي حققها في مجال تمكين المرأة عن طريق المساهمة بشكل دوري وفعال بمراجعة التشريعات الخاصة بالمرأة، وتنمية وتطوير قدراتها وفي مجال خدمة المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص، وجهود الاتحاد النسائي العام في مجال تمكين المرأة، وتأهيلها للمشاركة السياسية، عن طريق تبني عدة مبادرات بتوجيهات ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.
وأكدتا أن المرأة في دولة الإمارات تتمتع بحقوقها الوظيفية والمجتمعية كافة، وذلك بدعم من القيادة الرشيدة، ومتابعة واهتمام سمو «أم الإمارات» التي تدعم المرأة في كل ما يفيدها في حاضرها ومستقبلها.
وزار الوفد قاعة الجوهرة، حيث اطلع على مجموعة من الأوسمة والدروع التي حصلت عليها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، من قادة الدول والمؤسسات والجهات المحلية والدولية، تكريماً لها وتقديراً لدورها في دعم القضايا الإنسانية والخيرية، والنهوض بالمرأة الإماراتية لتشارك في تنمية مجتمعها.
كما زار أقسام الاتحاد، ومنها مركز الصناعات اليدوية، ومشغل التلي، وصناعة الورود والخوص والنسيج والسدو والخياطة والتطريز، وتعرف الوفد على الجهود التي يبذلها الاتحاد النسائي العام في الحفاظ على تراث الدولة، وأبدى إعجابه بالصناعات اليدوية والتراث الشعبي الإماراتي.
وتجول الوفد الزائر في المعرض الدائم الذي يعد أحد الأقسام المهمة في الاتحاد النسائي العام، حيث يهدف إلى إبراز تراث دولة الإمارات العربية المتحدة والمحافظة عليه من الاندثار. ويتكون المعرض من عدة أقسام متنوعة تعكس أنماط الحياة المختلفة ومناحي الحياة اليومية قديماً، مثل قسم البدو ممثلاً في الخيمة ومستلزمات الحياة اليومية عند أهل البادية وقسم الحضر، ممثلاً في حياة أهل الساحل، بالإضافة إلى أقسام توضح الحياة قديماً، مثل غرفة العروس، والأزياء والحلي التقليدية، وقسم الأدوية الشعبية.
أصحاب الهمم وتنظيم المنتدى
شهدت أروقة المنتدى الحضري العالمي حضوراً واضحاً لأصحاب الهمم، حيث كانوا يقومون ببعض المهام الإدارية في المنتدى كإصدار البطاقات، والترحيب بزوار المنتدى، والتعريف بأماكن انعقاد الجلسات. كما تضمنت جلسات المنتدى الرئيسة كافة ترجمة فورية بلغة الصم.
وشارك 32 فتاة وشاباً من أصحاب الهمم من «مؤسسة سدرة» في تنظيم فعاليات المنتدى، حيث كان لهم حضور ودور واضح في التعامل مع ضيوف المنتدى، وتسهيل مهام الزوار وإصدار البطاقات التعريفية بالمشاركين.
وأوضحت كاتيا ايرود، مساعد مشروع في مؤسسة «سدرة»، أن أصحاب الهمم تم تدريبهم على أن يكونوا أشخاصاً فاعلين في تنظيم فعاليات المنتدى، وساعدوا في تجهيز البطاقات، ووفروا التسهيلات اللوجستية بما يؤهلهم للانخراط في سوق العمل.
وشارك أصحاب الهمم في جلسة نقاش بحضور الدكتورة بشرى الملا من دائرة تنمية المجتمع، ركزت على تحفيز المدن لتصبح أكثر شمولية تجاه أصحاب الهمم.
وعرضت الملا مساعي حكومة أبوظبي لضمان توفير بيئة مستدامة داعمة ودامجة لأصحاب الهمم، من خلال إزالة الحواجز والعقبات التي تعترضهم، وتوفير حقوقهم كافة من خلال إعداد وتطوير سياسات وتشريعات، والاستثمار في برامج مبتكرة ومتكافئة لتمكين أفراد هذه الفئة.