8 مارس 2009 04:42
يمسكون أقلامهم الملونة، ويمررونها على أوراق مصقولة، تاركة وراءها خطوطاً مستقيمة تارة، ومتعرجة تارة أخرى، في رسوم توحي ببساطة عالم المعاقين الخاص، بعيداً عن تعقيدات عالم الأصحاء·
رسومات عديدة كانت حصيلة ورشة عمل فنية، عمدت طالبات من كلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة إلى تنظيمها لعدد من المعاقين، وأقاربهم من الأصحاء·
وتشير سارة سمير الشيخ حسين، منسقة الفنون البصرية ومسؤولة التسويق والترويج في الكلية، التي أشرفت على تنظيم الورشة، إلى أن طالبات الكلية قدمن أدوات الرسم والتعبير من ألوان وخامات خاصة بالرسم للمعاقين المرضى بمرض التوحد ومتلازمة داون، وإخوانهم وأقاربهم من الأسوياء، وقدمن لهم التشجيع والتحفيز، مما جعلهم يمارسون الرسم بصورة شكلت إحساساً عميقاً بالسعادة لأولياء الأمور·
وقالت إنه في بداية الورشة ركزت الطالبات على تعليم الأطفال التحكم في حركة اليد والسيطرة عليها بعد تحديد ما سيتم رسمه ومن ثم تبسيط الأمر إلى أشكال هندسية بسيطة·
وبحسب متخصصين، فإن رسوم الأطفال المعاقين عقلياً لا تكون متطابقة مع سمات التعبير الفني لمن في سنهم، بل إن رسوماتهم تنشأ عن اللذة التي يحصل عليها الطفل من حركات الذراع، ومن الأثر المرئي للحركات المتروكة على الورق، فهي تعبر عن إيقاع جسمي فطري·
وتوضح الدكتورة ناهد بابا، الأستاذ المساعد في الكلية، التي حضرت فعاليات الورشة، أن تفاعل المعاقين وأولياء أمورهم وأقاربهم وملامح السعادة والفرح التي تم رصدها أوحت بانكسار أسوار عزلة المعاقين، وبالتالي جسدت أهمية وأثر دور الكلية في خدمة المجتمع المحيط على نحو عام وهذه الشريحة من المجتمع على نحو خاص، مؤكدة أن هذه الآثار الطيبة ستجعل الكلية تفكر دوماً في توفير البرامج والمشاريع الفنية التفاعلية ذات الطابع الاجتماعي·
ويقول الدكتور حسن عبدالله عميد الكلية إن الورشة تدخل في إطار خدمة المجتمع والتي تعتبر ركناً أساسياً من أركان عمل جامعة الشارقة، مؤكداً أن هذه التجربة تثري الطالب وتعمق حسه الفني الإنساني والذي يحتاج دائماً إلى الانفعال والتفاعل مع غيره·
المصدر: الشارقة