26 سبتمبر 2011 23:50
أبوظبي (الاتحاد) - تؤكد الدراسات والأبحاث الطبية أن “فقر الدم” أو نقص الحديد في الجسم، أو ما يعرف بـ “الأنيميا Anemia” يسبب نقص في الأداء الدراسي للطلاب، ومعدلات ذكاء منخفضة لدى الفتيات في سن المراهقة ويعاني منه 20? من النساء مقابل 2? من الرجال.
فمرض فقر الدم، كثير المصادفة، وله أسباب كثيرة، والمعالجة الناجحة تعتمد على التعرف على السبب الذي قد يكون واضحا في بعض الأحيان، ويكون خفياً وصعباً في أحيان كثيرة، وبالتالي يحتاج إلى كثير من التحريات الدقيقة. ومن أحد أنواع فقر الدم الكثيرة نقص الحديد، وهو مرض كثير الانتشار في العالم وهو يحدث في كل الأجناس والأعمار، وخاصة عند النساء والأطفال.
فقر الدم
الدكتور رشدي خلف الله، استشاري الأمراض الباطنية وأمراض الدم، يعرف هذا النوع من فقر الدم بعجز نقي العظام عن توليد عدد كاف من الكريات الحمر بسبب نقص الحديد الذي يعتبر ضروريا في تركيب الهيموجلوبين أو ما يعرف بالخضاب، والإصابة بهذا المرض تختلف من بلد لأخر، ونسبة الإصابة به تعتمد على المستوى الصحي في ذاك البلد، فهي قليلة في البلاد المتقدمة ذات الثقافة الصحية والمستوى الصحي المتقدم، وحيث تكون نوعية الغذاء والشراب على مستوى عال، وعلى العكس تكون الإصابة مرتفعة في البلاد المتخلفة، حيث المستوى الصحي المنخفض، ونقص الثقافة الصحية العامة، ناهيك عن كثرة انتشار الطفيليات والديدان فيها. والنسبة تختلف أيضا في البلد الواحد بين الرجال والنساء وهي أعلى في النساء بسبب تعرضها للطمث “العادة الشهرية”، والحمل.
الأعراض
عن الأعراض يقول الدكتور خلف الله: “هناك نوعان من الأعراض: أعراض المرض الأصلي المسبب، والأعراض الأخرى التي يشكو منها المصاب، وهذه تقسم إلى قسمين: أعراض وعلامات عامة تشاهد في كل أنواع فقر الدم: وهي الشحوب، سرعة التعب، ضعف عام بالعضلات، صداع، دوار مع الشعور بعدم الثبات، طنين الأذنين، نفخات انقباضية وظيفية، وغيرها. وبالطبع ليس من الضروري أن يشكو المريض من كل هذه الأعراض السابقة، وإنما في حالات كثيرة تنحصر الشكوى بعرض واحد أو أكثر، وذلك حسب شدة فقر الدم لديه، أما الأعراض والعلامات الخاصة بفقر الدم بنقص الحديد، فإذا استمر فقر الدم مدة طويلة تظهر تغيرات في الفم واللسان والأظافر، فالغشاء المخاطي للسان يصبح في نسبة لا بأس بها من المرضى شاحباً ناعماً وبراقاً، وتضمر الحليمات اللسانية “خاصة على الجانبين”، ويكون اللسان غير مؤلم إلا إذا أصيبت بقع منه بالالتهاب، أما الغشاء المخاطي للفم والوجنتين فقد يبدو بلون أحمر، وقد تظهر تشققات على جانبي الفم يقال لها “الصوار”، أما الأظافر فتبدو مسطحة أو مقعرة كالملعقة وتعرف باسم تقعر الأظافر، وتتصف الأظافر بتشققها وسرعة انكسارها. أما الطحال فقد يتضخم في بعض الحالات القليلة”.
الفحوص المعملية
يضيف الدكتور خلف الله: “إن استمرار فقر الدم بنقص الحديد لسبب من الأسباب، كأن لم ينقطع النزف عن المريض أو لم تعالج المرأة المصابة بغزارة الطمث أو امتداده، فإن مخزون الحديد في الجسم يقل تدريجياً حتى ينضب، وهنا يهبط الهيموجلوبين “الخضاب” والهيماتوكريت وعدد الكريات الحمراء، ويكون هبوط مقدار الخضاب شديداً وقد يصل إلى حوالي 4 غم/100 مل، في حين أن المعدل الطبيعي الوسطي له هو حوالي 14 غم/100مل، أما عدد الكريات الحمراء فلا ينخفض كثيراً”.
العلاج؟
يُشير الدكتور خلف الله إلى أن العلاج يعتمد في الدرجة الأولى على معرفة سبب نقص الحديد، ومداواته بإيقاف النزف أو تحسين تناذر سوء الامتصاص “أي سوء امتصاص الحديد في الجسم”، ثم البدء بإعطاء مركبات الحديد، وغالباً فإن العلاج يعطى عن طريق الفم، ومدة العلاج يجب أن تستمر لثلاثة أشهر على الأقل بعد أن يعود مقدار الخضاب إلى الحدود الطبيعية لكي يستعيد الجسم مخزونه من الحديد، وإذا كان هناك أي مانع لإعطاء العلاج عن طريق الفم كعدم تحمل الدواء أو غيره، فمن الممكن عندئذ إعطاؤه بشكل حقن عضلية، إن الاستجابة للعلاج عن ممتازة عموماً، ويجب معايرة خضاب المريض بعد ثلاثة أسابيع من بدأ العلاج لمعرفة مدى التجاوب، فإذا لم يرتفع الخضاب إلى المستوى المتوقع فيكون سبب ذلك، عدم تناول المريض العلاج بشكل مستمر ومنتظم، أو وجود خطأ في التشخيص، أو إصابة المريض بعلامات سوء الامتصاص، فإذا لم تعالج الإصابة فإنها تسير سيراً مزمناً، وان أهمية الإصابة ليست خطورتها على الحياة، ولكنها تؤدي إلى فقد الفعالية وخفض المقاومة للانتان “عدوى”.