الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ممارسة الغطس تُفيد المصابين بأمراض النخاع الشوكي

ممارسة الغطس تُفيد المصابين بأمراض النخاع الشوكي
26 سبتمبر 2011 23:49
أبوظبي (الاتحاد) - أظهرت دراسة تمهيدية أجراها باحثون من جامعة جون هوبكنز، أن ممارسة الغوص باستخدام أجهزة التنفس قد تُساعد على تحسين حركة العضلات وحساسية اللمس وأعراض اضطراب الكرب لدى الأشخاص الذين يعانون إصابات النخاع الشوكي. وقُدمت نتائج هذه الدراسة التجريبية خلال مؤتمر “قدماء المحاربين الأميركيين المشلولين” الذي عقد مؤخراً في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا. وشملت هذه الدراسة عشر حالات من قدماء المحاربين المعاقين الذين يستخدمون كراسي متحركة بسبب إصابتهم في النخاع الشوكي قبل حوالي 15 سنةً، وممن سبق لهم إجراء اختبار الغوص باستخدام أجهزة التنفس. وخضع المشاركون قبل اختبار الغوص إلى فحوص شملت قياس درجة انقباض العضلات والتحكم الحركي والحساسية الضوئية والحساسية من الوخز، بالإضافة إلى أعراض الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري واضطراب الكرب التالي للرضح. وقد أتم ثمانية مشاركين البرنامج، وشملت الدراسة أيضاً تسع مراقبين صحيين رافقوا المشاركين خلال غوصهم. ووجد الباحثون أن درجة انقباض العضلات تراجعت لدى قدماء المحاربين المعاقين تراجعت بنسبة 15%، وأن الحساسية من الضوء ارتفعت لديهم بنسبة 10%، فيما ارتفعت حساسية الوخز لديهم بنسبة 5%. ولم يُلاحظ أي من المراقبين الصحيين الذين رافقوهم ظهور تغيرات عصبية. وعلى مستوى الصحة النفسية، تراجعت أعراض اضطراب الكرب التالي للرضح لدى المشاركين بنسبة 80%، ولا يمكن طبعاً إيعاز ارتفاع هذه النسبة بهذا الشكل فقط لكونهم مارسوا الغوص في موقع جميل على بحر الكاريبي. ويقول الدكتور آدم كابلين، أحد أعضاء فريق البحث الذي أنجز الدراسة والأستاذ المساعد والمتخصص في “الخدمات النفسية والسلوكية” بكلية الطب في جامعة جون هوبكنز في مدينة بالتيمور، “ما رأيناه في الماء يبين بقوة أن ممارسة الغوص باستخدام أجهزة التنفس تُساعد على تحسين أداء بعض الوظائف العصبية والنفسية لدى المصابين بشلل النصف السفلي من الجسد”. وعلى الرغم من أنه لا يمكن تأكيد هذه النتائج الأولية في الوقت الراهن، بل التعامل معها بحذر إلى أن تدعمها نتائج دراسات أكبر وأشمل، فإن الدكتور كابلين لديه بعض النظريات التي تكشف سبب تأثير الغوص إيجابياً على الإنسان المصاب بالشلل تقوم على كون وجود الماء وانعدام الوزن بسبب الجاذبية له آثار إيجابية على الأشخاص الذين يعانون إصابات النخاع الشوكي. فالماء يُتيح الحصول على تدريب مُقاوم للطفو على الماء لا يستطيعون القيام به براً. وعندما يغوصون تحت الماء، لا يحول الجلوس على كرسي متحرك دون تمكنهم من التنفس. ويمكن للمشاركين أن يكونوا قد استفادوا من الأنسجة التي زُودت بأوكسجين إضافي عبر هواء مضغوط يرجع الفضل له في تحسين أداء العضلات والحساسية. ويُضيف كابلين “هناك إشارة واضحة، لكن لا يمكننا تأكيد ذلك إلا إذا توصلنا إلى نتائج مماثلة في دراسات أخرى وفقط في حال أظهرت هذه النتائج حصول تحسن ملموس في بعض الوظائف لدى المشاركين”. أما الآن، فما زال الوقت مبكراً على تأكيد ذلك”. وتجدُر الإشارة إلى أن فكرة إجراء هذه التجربة جاءت باقتراح من كودي أنسير، صاحبة “مؤسسة الخطوة الأولى لكودي أنسير” ذات النفع العام والموجود مقرها في ولاية نيومكسيكو والمعنية بالتوعية وجمع الأموال لفائدة المشلولين والمصابين في النخاع الشوكي. وكانت أنسير قد أُصيبت وهي في الثانية عشرة من عمرها بالتهاب النخاع المستعرض، وهو التهاب في النخاع الشوكي يمكنه أن يتسبب في وهن العضلات والشلل، علاوةً على آلام الأنسجة الاستشعارية. وقد سبق لأنسير التي تُعاني من شلل على مستوى الصدر فما تحت أن تلقت العلاج في مستشفى جون هوبكنز الجامعي وأخبرت الدكتور كابلين أنها شعرت بتحسن هي وزملاء آخرين يستخدمون الكراسي المتحركة، وباستعادة الشعور ببعض المواضع في الساقين بعد ممارستها الغوص باستخدام أجهزة التنفس. ولم يستبعد المراقبون أن يكون للغوص دور مهم في علاج المصابين بالشلل مستقبلاً، فالغوص يبقى بحد ذاته تجربةً ممتعة يتحرر فيها الغواص من قيود الجاذبية التي تثبته في الأرض وتقيد حركاته، ولا شك في أنها تجربة تحرر أكثر بالنسبة للمصابين بالشلل الذين تكبلهم كراسيهم المتحركة وتقيد حركاتهم. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©