دبي (الاتحاد)
ما هو واقع النقد الأدبي في الإمارات؟ ولماذا يغيب الناقد الإماراتي عن ساحة النقد؟ وهل أزمة النقد اليوم هي أزمة العقل العربي الذي تربى على النقل والحفظ؟ وما أوجه التشابه أو الاختلاف بين النقد الأدبي والنقد الثقافي؟ ولماذا ما زال النص الإبداعي الإماراتي بعيداً عن التناول النقدي من منظور النقد الثقافي؟ وما هي مسؤولية الصحافة الثقافية في طغيان ظاهرة الصحفي الناقد على حساب الناقد الأكاديمي؟ والأهم من هو الناقد؟
أسئلة كثيرة ومتشابكة، طرحتها جلسة «واقع النقد الأدبي في الإمارات»، التي أقامتها ندوة الثقافة والعلوم، مساء أمس، واستضافت فيها الكاتب والأكاديمي التونسي د. شكري المبخوت، والناقدة الإماراتية د. مريم الهاشمي، بحضور نخبة من المثقفين الإماراتيين، وأدارتها الكاتبة عائشة سلطان.
بعد عرض تاريخي للحركة الأدبية في جزيرة العرب والإمارات اعتبرت د. الهاشمي أن الشعر (القصيدة العمودية) أول مظهر من مظاهر هذه الحركة، ثم تطرقت إلى دور التعليم والمجالس والمساجد والصحف العربية التي كانت تُنقل إلى الخليج، كعوامل ساهمت في تشكيل الثقافة والأدب في الإمارات.
وأكدت د. الهاشمي: في الإمارات تجد التراث والمعاصرة قطبين لحقيقة موضوعية واحدة، جعلت الأدب رمزاً لموقف ثقافي إنساني، أكسبه المزيد من الثراء والديمومة، فكما كان الاتصال المباشر بالثقافات العربية في القرن الماضي، يجري اليوم أيضاً التواصل مع الآخر المختلف فكرياً، وبشكل أكثر اتساعاً وشمولاً.
وتوقف د. شكري المبخوت، عند تعريف النقد، ومفهوم الناقد، والمزايا العلمية والفكرية والفلسفية، التي يجب أن يتميز بها كل من يتعامل مع النص الأدبي أو الفكري، لأن القارئ العادي غير المتخصص، يحاول فهم ما يقرأ لخلق معنى، لما يقرؤه من نسيج الكلمات، ومن خلال سعيه لتحليل النص تحليلاً مبنياً على خبرته الشخصية ولغته وثقافته، مما يخلق نوعاً من التحيزات الثقافية، التي من الممكن أن تضلله في قراءة النص أو الرواية.
وتساءل المبخوت: لماذا في المنطقة العربية لم نحسن لغاية اليوم بلورة ثقافة نقدية جادة، سواء في مناهج التعليم الجامعية أو على أرض الواقع؟ مؤكداً أن الأزمة هي أزمة فكر عربي، يرى الحداثة والتطور في التقنية والتكنولوجيا فقط، ولا يراها في الفكر والثقافة الإنسانية، رغم أن لا حداثة دون الحداثة الفكرية والثقافية القادرة على خلق إنسان يدرك قيمة ودور ثقافة النقد في البناء والتطور.