20 ديسمبر 2010 20:25
مجموعة زاهية من الرسومات والزخارف التي تُزين بها بعض الأواني والأطباق أو جانب من مفردات الأثاث، قد تشدنا فنخلق تفاصيل فنية مختلفة فمن عالم الزهور تارة إلى عالم الكرتون، وعالم الطبيعة الساحرة وما تحمله من ملامح جمالية متنوعة تارة أخرى، وددنا لو كانت حاضرة في زوايا منازلنا وفراغاته الداخلية، لنستمتع بتلك المناظر والأعمال التي بلا شك ستحدث إيقاع فني رائع وجميل.
هناك الكثير من التقنيات والأعمال الفنية التي تسخر وتطوع حتى نجمّل بها أي قطعة لنحولها إلى تحفة جمالية، فتمنح المشهد قدراً من الأناقة والجمال، من هذه الأدوات والمقتنيات الفنية التي شدتنا مجموعة من الأعمال والأواني المنزلية جملت وحوّلت إلى أطباق وأوان تنطق بالبهجة والأناقة من خلال تقنية “الديكوباج”.
وسيلة التفرد
الفنانة شيخة المطروشي تطلعنا على تفاصيل ما سبق قائلة: من خلال نماذج من منتجات جسدت هذا الفن وقدمته لكل سيدة تعشق أن تقتني مجموعة من أطقم الأواني وتنفرد وتتميز به دون غيرها، مشيرة إلى أن فن الديكوباج نمط من الفنون الابداعية التي كانت نتاج فكرة قام بها الأوروبيون نظير تجديد مقتنياتهم وأثاثهم القديمة، والديكوباج تعني بالفرنسية فن لصق الورق على مختلف أنواع أسطح المقتنيات والأثاث، هذا الفن يحمل في طياته مضامين فنية خاصة تتمحور أساسا حول ما تحمله الأوراق وقصاصات المحارم من تفاصيل، فهي حرفة بسيطة ولكن تحقق نتائج مذهلة، فيمكن أن نحول الأشياء العادية إلى أغراض وقطع فريدة ورائعة، الأمر الذي يدفعنا إلى تحسس هذا النمط من الفن والوقوف على تقنياته الفنية بكل دقة وصبر حتى تظهر بالصورة التي نراه والنماذج الفنية التي تجسدها مجموعة من هذه الأواني والأطباق الزاهية، التي تتنوع من أطقم الضيافة العربية.
بالإضافة إلى أكواب الشاي وصواني التقديم، بالإضافة إلى علب التخزين. ومن حيث تقنية العمل فلابد من إحضار المنتج أو القطعة المنتقاة والتي يمكن أن تكون من أي خامة مصنوعة كالبلاستيك أو السيراميك والأخشاب أو الفخار.
وبداية يجب التأكد من إزالة أي شيء قد يكون عالقا فيه، ثم تجفيفه جيداً ثم مباشرة العمل، فبداية يتم توحيد لون الآنية المستخدمة من خلال صبغها بطبقة فاتحة من ألوان الاكريليك، وتركها إلى أن تجف، وكلما كانت الألوان التي تستعمل للخلفية فاتحة ظهر النموذج بشكل واضح لأن هذه التقنية تعتمد على المناديل الناعمة والشفافة، ثم يتم انتقاء ورق المحارم المزخرفة وقصها عند حدود الرسمة، أو يمكن أن تقص باليد مما يكون مظهر العمل وشكله أكثر طبيعيا، وتتم إزالة الطبقة الأخرى من المنديل، ثم يتم استخدام مادة لاصقة شفافة ثم يدهن بها القصاصة أو الرسمة وتثبت في المكان المراد سواء على قنينة زجاجية أو على وعاء بلاستيك أو أواني السيراميك، الخشب، الفخار ولكن يجب التأكد أن تترك لتجف تماما وعادة ما يتم دهنها من الوسط إلى الخارج حتى نخرج الهواء ثم وبعد ذلك تدهن بالورنيش أو المادة التي تمنحها لمعة وتوهج، وحماية ضد الماء، فتسرب الماء إلى طباقات الورقة سيؤدي إلى أتلافه.
إضافات تجميلية
تضيف المطروشي قائلة: بعد تغطي القطعة بمادة الورنيش جيدا، نتركها لتجف، عندها يمكن إضافة خامات تزينه أخرى كحبات الكريستال أو اللؤلؤ، خرز، وريش، والأحجار أو أي قطعة إكسسوار نجدها مناسبة، ويمكن ان تحدد بقلم تحديد فضي أو ذهبي، ووضع بعض الجلاتر وهذا قبل أن يطلى بالورنيش عندها تكون الآنية جاهزة للاستخدام، سواء توضع كتحفة جمالية في فترينه، أو نضيف بها الزوار، ويمكن أن نستفيد من العلب الزجاجية الفارغة للمواد الغذائية بعدم رميها بل تزينها بفن الديكوباج وإعادة تعبئتها مجددا، وتوضع بطريقة فنية جاذبة في المطبخ، فنزين بها ثنايا المطبخ.
ويمكن أن تحدد الرسمة بعد أن يجف العمل تماما، من خلال استخدام ألوان تحديد خاصة، وذالك لإبراز العمل، فلابد من تمرير الفرشاة عدة ممرات على أطراف الرسمة حتى نحصل على النتيجة، ولكن يراعى بعد كل عملية تحديد لابد أن تترك لتجف فترة ثم نعاود التحديد مرة أخرى وهكذا، حتى لا يفسد العمل وتسيح الألوان. وهناك العديد من التقنيات ولعمل لمسات من التعتيق بداية نضع الألوان الذي نريده على العلبة سيتشقق هذا اللون فيما بعد، ثم يتم وضع طبقة من الورنيش ونتركه لتجف ثم نضع اللون المطلوب عندها سوف نرى مباشرة التشققات وكلما كان طبقة اللون سميكة كلما كانت التشققات أكثر وضوحا.
ومن المهم في تقنية الديكوباج أن يتم العمل عليه بسرعة، وأن يتم العمل بمراحل متقطعة على القطع الكبيرة، ويجب استخدام ريشة ذات شعر طبيعي حتى نحصل على التأثير المطلوب.
المساحة البيضاء
توضح المطروشي قائلة: كل قطعة في المنزل بوسعها أن تكون المساحة البيضاء التي يمكن ان ينشغل عليها بفن الديكوباج، ولكن هناك بعض المواد كالمعادن لها طريقة مختلفة في عملية تزينها بالديكوباج، فلا يمكن مباشرة العمل عليها كون هذا الفن بحاجة إلى أسطح خشنة بعض الشيء حتى تلصق الورقة عليها، أما المعادن فهي أسطح ملساء ناعمة لا يمكن إلصاق العمل عليها دون أن يتم علاج هذه الأسطح من خلال وضع معجون خاص، وهو البرييمر لإكسابها، قدرا من الخشونة، ثم تترك لتجف عندها نستطيع ان نباشر العمل عليها، وفن الديكوباج فن واسع ومتعدد المجال، فيمكن أن نحول أي علبة عادية أو أنية إلى قطعة لها قيمة جمالية، فالخامات واسعة الانتشار فيمكن ان نستخدم أي قطعة ورقة تقع بين أيدينا سواء، صحف أو مجالات أو حتى صورة شخصية، بقايا ورق جدران، ورق الهدايا، أو قصاصة ورقة مهمله يمكن أن نستفيد منها وتستهلك بطريقة فنية رائعة، فالأمر مفتوح للمرء في انتقاء كل ما قد يجول في خاطره، ولكن دائما ما أكرر أن أي أعمل نود ان يظهر بشكل بهي ومبدع لابد أن نتحلى بالصبر والدقة والثبات والسرعة بالعمل ليتكلل العمل بالنجاح، ويظهر بالصورة المطلوبة.
ضرورة العناية
بالنسبة لطريقة حفظ هذه الأواني المزدانة بالديكوباج من التلف وبهتان ألوانها، لابد من العناية الجيدة بها من خلال حفظها في مكان جاف، وتنظيفها بإسفنجه مبللة، وعدم استخدام المواد الكيميائية مع الحرص على عدم وضعها بجانب الموقد، إذ أن بإمكان الحرارة أن تتلفها فتفقد بذلك بريقها وشكلها، ذلك أن الأعمال الفنية، بغض النظر عن قوة ألوانها وثباتها، لابد لها أن تلقى العناية المطلوبة، فكل شيء معرض للتلف إذا ما أسيء استخدامه، فمجالات هذا الفن متعددة ومتنوع باستخدامه في مختلف الخامات التي بين أيدينا، فيمكن أن نملأ ثنايا منازلنا بمختلف الأفكار حول هذه التقنية التي تبدو فيها الأشكال والرسوم المأخوذة من المناديل والملصقة على هذه القطع كما لو أنها رسمت بفرشاة فنان مبدع.
المصدر: دبي