25 سبتمبر 2011 19:55
تنطلق في 12 ديسمبر المقبل حملة «نظفوا الإمارات» التي أصبحت حملة وطنية، وقد كانت مبادرة مجموعة عمل الامارات جزءا من مبادرة المجموعة الرامية إلى تشجيع كافة أطياف المجتمع على الاهتمام بالبيئة، وتحث على تبني السلوكيات المسؤولة تجاهها، وفي إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها لتأسيس قاعدة واسعة من المهتمين والمعنيين بحماية البيئة، بهدف دعم الحملة العالمية للحد من التدهور البيئي والتغيرات المناخية.
(دبي) - تقول حبيبة المرعشي رئيسة المجموعة، إن التزايد اليومي لإنتاج النفايات في مختلف إمارات الدولة، يدل على ضعف الثقافة البيئية أو بالأحرى عدم الالتزام البيئي لدى شريحة كبيرة من المجتمع، ما يستدعي توحيد الجهود لرفع الوعي البيئي في المجتمع الإماراتي، مشيرة إلى أن إنتاج الفرد من النفايات يوميا في الدولة يبلغ 2.5 كيلو جرامات، وهو معدل يعتبر مرتفعا بالمقارنة مع دول العالم الأخرى، وقد أصبحت الحملة الوطنية واسعة النطاق، ويجري تنفيذها سنويا في 12 ديسمبر في توقيت واحد، لتنظيف مواقع عديدة في جميع أنحاء الدولة.
توعية النشء
تضيف المرعشي أن الحملة أصبحت تشجع على تشكيل حركة مجتمعية بيئية، وغرس الشعور بالمسؤولية تجاه الدولة وتنمية الحس الوطني وحب الدولة لدى جميع المشاركين، من مختلف الجنسيات والأعمار والخلفيات الثقافية، وتمكنت المبادرة من جمع آلاف المتطوعين سنويا، لتعزيز وحماية البيئة وتوعية النشء بأهمية المحافظة على بيئتهم، وتنمية معارفهم وتزويدهم بمفاهيم شاملة عن التلوث، ليصبحوا قادرين ومؤهلين كقيادات مستقبلية للعمل التطوعي في المجال البيئي.
وقد بلغ عدد المشاركين في الدورة السابقة 20 ألفا تمكنوا من جمع حوالي 100 طن من النفايات، ومن المتوقع أن يزيد عدد المشاركين في الدورة الحالية على 25 ألفا، وتنتشر الحملة في أكثر من 106 موقعا، وستختلف أنواع المشاركة التي ستتراوح بين نشاطات تشجيرية وأخرى تتمثل بجمع أنواع من النفايات، حيث ستكون المشاركة في المواقع الخارجية مفتوحة أمام من هم فوق العشر سنوات، فيما ستقتصر مشاركة من هم دون ذلك على الأماكن الداخلية، وتعد اللجنة المنظمة الترتيبات الوقائية، لضمان مستويات عالية من الوقاية للمتطوعين، مثل توفير القفازات المصنوعة من القماش، والأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل لضمان تقليل البصمة البيئية الحيوية.
توجه مجتمعي
ومن جانبها، تقول الدكتورة بدرية الظاهري مدير إدارة خدمات المجتمع في بلدية مدينة أبوظبي، إن بلدية مدينة أبوظبي ومن خلال مسؤوليتها المجتمعية، تشجع الأفراد على تبني الاستدامة كممارسة، وتوفر لهم الأدوات التي تساعدهم على ذلك لتكون بمتناول أيديهم، فيتحول هذا السلوك إلى ثقافة أصيلة بحيث لا تكون مهمة الحفاظ على البيئة والطاقة قصرا على الحكومات والمؤسسات والهيئات، بل توجه مجتمعي عام حتى تصبح أبوظبي بيئة آمنة ومستدامة، وواحدة من أفضل العواصم على مستوى العالم.
وتشير الظاهري إلى أن المبادرة التي أطلقتها البلدية خلال العام الماضي لفرز النفايات وإعادة تدويرها، وكان ذلك في مبناها الرئيسي وفي خمسة من مراكزها الخارجية، تأتي ضمن إستراتيجية البلدية في الحفاظ على البيئة. وتضيف أن بلدية مدينة أبوظبي تعمل بشكل متواصل على تطوير المشاريع وتوفير الحلول، ودعم المبادرات والبحث عن الطاقة المتجددة والبدائل لخدمة الإنسان والمجتمع، بجانب المحافظة على الموارد البيئية وإدارة البيئة المستدامة، بما ينسجم مع التوجه الاستراتيجي لحكومة أبوظبي وفي صلب خطتها لعام 2030.
توحيد الجهود
أما هنا سيف السويدي مدير عام هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، فتوضح أن مشاركة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في حملة نظفوا الإمارات 2011 في عامها العاشر، تأتي استمرارا للمشاركة الفاعلة في السنوات السابقة من الحملة، وإيمانا من الهيئة بضرورة توحيد الجهود لكافة قطاعات ومؤسسات المجتمع، وتأكيدا لدور الأفراد والمجتمع في الحفاظ على البيئية وصون مواردها.
وتقول السويدي إن الحملة قد حققت في السنوات السابقة إنجازات رائعة تعكس روح المسؤولية المشتركة، في تبني أنماط حياة صديقة للبيئة لتصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية وبمشاركة فاعلة من طلاب وطالبات المدارس الحكومية والخاصة في العديد من مناطق إمارة الشارقة، وفي هذا العام تستمر الهيئة في جهودها بتنظيم الفعاليات البيئية من أجل الحفاظ على بيئة الإمارات نظيفة، لتتوفر فيها الشروط الصحية لمعيشة الإنسان وتنمية الوعي الاجتماعي البيئي وتحفيز الجهود المجتمعية للمشاركة بفاعلية في العمل البيئي الهادف، والتأكيد على أن حماية البيئة مسؤولية الجميع وترسيخ مبدأ العمل التطوعي البيئي.
إعادة التدوير
ويؤكد محمد سيف الأفخم، مدير عام بلدية الفجيرة، أن بلدية الفجيرة ومن خلال مشاركتها للعام الثامن في حملة «نظفوا الإمارات»، تؤكد على الدور المجتمعي الذي تسعى البلدية في تحقيقه من خلال التواصل الدائم والمستمر مع المؤسسات وأفراد المجتمع في مختلف الأنشطة الاجتماعية، وخصوصا البرامج التي تعمل في الحفاظ على البيئة. موضحاً في الوقت نفسه على أن الحفاظ على البيئة هي مسؤولية الجميع، ويجب أن يعملوا بها.
ويوضح أسامة العمري الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الحرة برأس الخيمة قائلا، إن حماية البيئة أمر أساسي للمؤسسة والمجتمع في الوقت ذاته، ويأتي معدل إنتاج النفايات للفرد الواحد في دولة الإمارات حالياً ضمن أعلى المعدلات في العالم، وذلك كنتيجة مباشرة للتطور السريع في المنطقة، ومع هذا يتمتع الجميع بهذا التقدم والنمو المذهل والاستمرار في جني ثماره.
لذا من الواجب أيضا أن تبنى مسؤولية تأثيرات ذلك على البيئة، وتلك مشكلة ليست محصورة في دولة محددة أو منطقة معينة، بل أن الجميع له دور في التدهور البيئي والتلوث والاحتباس الحراري، ويجب أن يكون الجميع عوامل نشطة في الحلول لهذه المشاكل، وفي المنطقة الحرة برأس الخيمة يؤمن الجميع أن عليهم واجب لرعاية البيئة، وأنها إحدى الأولويات المهمة، مع برنامج خاص للبيئة والصحة والسلامة، ما يعزز إعادة التدوير وكذلك الحفاظ على الطاقة والمياه.
دعم البيئة الصحية
كذلك سلطة المنطقة الحرة في عجمان شاركت في الحديث عن الحملة، حيث يشير محمود خليل الهاشمي مدير عام سلطة منطقة عجمان الحرة، إلى ضرورة العمل البيئي والحفاظ على مقدرات الحياة الطبيعية، وهذا من أولويات عمل سلطة منطقة عجمان الحرة، الأمر الذي أدى إلى أن تكون منطقة عجمان الحرة شريكا رئيسيا في إمارة عجمان للحملة في دوراتها السابقة ومركزا لانطلاقها.
مبيناً أن السلطة تضع قضايا البيئة ومعالجة النفايات كإحدى أهم أولوياتها، سعيا منها إلى تعزيز ودعم البيئة الصحية من خلال زيادة الوعي بمخاطر التلوث وأهمية المحافظة على البيئة وعناصرها الأساسية، وفي الوقت ذاته تعد المشاركة في هذا العمل الوطني، ذات أثر كبير في صون وحماية بيئة دولة الإمارات، خاصة أن البيئة تعد أحد المحاور الرئيسية في إستراتيجية سلطة منطقة عجمان الحرة الجديدة، وأشار الى أهمية مواجهة الأخطار البيئية ومهددات الصحة العامة، والتصدي لمختلف أشكال التخلص السلبي من النفايات ومخلفات الصناعة، تماشيا مع الجهود الوطنية الكبيرة في مواجهة مختلف التحديات البيئية التي يواجهها عصرنا الحالي، خاصة أن منطقة عجمان الحرة تضع قضايا البيئة ومعالجة النفايات كإحدى أهم أولوياتها، سعيا منها إلى تعزيز ودعم البيئة الصحية من خلال زيادة الوعي بمخاطر التلوث، وأهمية المحافظة على البيئة وعناصرها الأساسية.
مخاطر التلوث البيئي
يقول محمود الهاشمي مدير عام سلطة منطقة عجمان الحرة، إن المشاركة في هذا العمل الوطني لها أثر كبير في صون وحماية بيئة دولة الإمارات، وان منطقة عجمان الحرة مستمرة في دعمها لجميع فعاليات مجموعة عمل الامارات للبيئة، وخاصة في دورتها العاشرة المقبلة تعزيزا للأهداف التي تخدم عدة مجالات حيوية، الى جانب الحد من المشاكل الصحية، فلا يقتصر الأمر علي تخفيف الخطر البيئي فحسب لأن مخاطر التلوث البيئي وما ينجم عنه من أمراض خطيرة، تأتي في مقدمتها الربو وضيق التنفس ضريبة يدفعها سكان المدن، في كل بقاع العالم المتضررة من قلة المساحات الخضراء، نظرا لتكدس العمران وكثرة المهملات، الى جانب عوادم المصانع والسيارات التي تحرم سكان تلك المناطق والمدن من استنشاق الهواء النظيف.