19 ديسمبر 2010 22:23
دورة كأس الخليج غير معترف بها من “الفيفا”، وتتردد هذه المقولة بكثرة في وسائلنا الإعلامية، قبل وبعد كل نسخة، من نسخ الدورة الأنجح والأشهر والأغلى، في المنطقة العربية، حتى حفظها كل المشاركين والمتابعين للدورة، وباتوا يرددونها بعلم أو بغير علم، وأثناء النسخة الأخيرة بدا لي أن العكس هو الصحيح فدورة كأس الخليج هي التي لا تعترف بـ”الفيفا”، وبعض المؤسسات الكروية الخليجية، هي التي لا تعترف بكأس الخليج وليس “الفيفا”.
عدم الاعتراف بمؤسسة أو فعالية، ما يعني في إحدى صوره التصرف مع هذه الجهة، وكأنها غير موجودة وهو أمر لم يطبقه “الفيفا” مع كأس الخليج، بدليل أن رؤساء “الفيفا” الثلاثة الذين عاصروا الأربعين عاماً من عمر كأس الخليج حضروا الدورة بدءاً بالإنجليزي ستانلي راوس، الذي وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم على إقامتها في عهده، ثم البرازيلي جواو هافيلانج، وبعده الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر، هذا إضافة إلى ترؤس مرشح من الاتحاد الدولي للجنة الحكام، حسب ما تنص لائحة الدورة، وقيادة أبرز حكامه الدوليين لمبارياتها.
أما من يدعي أن عدم إدراج الدورة ضمن أجندة “الفيفا” للمباريات الدولية، يعد عدم اعتراف بها، فهو بالتأكيد لا يعرف متى بدأ العمل بالأجندة، ولماذا وضعت أصلاً، وقد لا يعرف كم عدد الدورات الإقليمية الشبيهة بكأس الخليج، وقبل أن يعرف ذلك، عليه أن يعرف أن مسابقة كرة القدم في الأولمبياد ليست مدرجة في أجندة “الفيفا”، حتى يستطيع أن يجيب إجابة صحيحة إذا سألناه هل الأولمبياد معترف به من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم؟!
كأس الخليج معترف بها من “الفيفا” طبعاً، فهي بطولة تشرف كرة القدم، وترفع من قدرها، وتمثل خير تمثيل الرؤية التي يحرص الاتحاد الدولي على نشرها، وهي إن كرة القدم ليست مجرد لعبة، وهذا ما أثبتته كأس الخليج، عندما كانت هي النواة الأولى للتعاون الخليجي، وأكدته قبل أيام في اليمن السعيد.
أما من لا يعترف بكأس الخليج فهي ال “يو . إف. إل” عندما أقامت مباريات كأس اتصالات في نفس توقيت مباريات كأس الخليج، وكأن البطولة التي تكون الشغل الشاغل لكل الإماراتيين غير موجودة، بل ووصلت درجة التجاهل إلى الحد الذي أقيمت فيه المباريات في نفس توقيت مباريات منتخبنا الوطني، في سابقة هي الأولى من نوعها، وأقل ما يمكن أن تعنيه هو أن الرابطة غير مهتمة، بأن تحضر الجماهير مباريات هذه المسابقة.
أما عدم الاعتراف الآخر فقد جاء من اللجنة الفنية لـ”خليجي 20” عندما تجاهلت يوم هام من أيام “الفيفا” محدد مسبقاً، ومنذ فترة طويلة ويهم الخليجيين أكثر من غيرهم وهو يوم الإعلان عن الدولتين المستضيفتين لمونديالي 2018 و2022، ولم تحسب حسابه في جدولة البطولة فتزامن عقد فعالياته مع مباريات نصف النهائي.
جدير بالذكر
وصف “بطولة غير معترف بها”وصف خاطئ طبقا لمدلول الكلمات وطبقا للوقائع والحقائق، وهو وصف مضلل ومهين والوصف الصحيح والمعبر عن واقع كأس الخليج هو “بطولة إقليمية”، فالبطولة الإقليمية في أي مكان في العالم ليست من بطولات “الفيفا” ولا تدرج في أجندته.
إقامة مباراة محلية في نفس توقيت إقامة مباراة دولية للمنتخب الوطني الأول قد تكون سابقة ليس لها مثيل على مستوى العالم.
أحد الظرفاء علق قائلاً: المباريات الدولية من صلاحيات الاتحاد والمباريات المحلية من صلاحيات الرابطة!.
Waleed67@eim.ae