أكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس القمة العالمية للحكومات، أن القمة في دورتها السابعة، تواصل ترسيخ مكانتها كحدث جامع يهدف إلى تفعيل حوار عالمي إيجابي متعدد المحاور هدفه تعزيز مستقبل البشرية ورصد السبل الكفيلة بالتغلب على ما قد يشوبه من تحديات، وضمان أفضل الفرص للأجيال القادمة والارتقاء بتوجهات الاستدامة وتوفير مقومات التقدم للشعوب كافة، على أساس من العدالة وتكافؤ الفرص وترشيد الموارد وتوظيف أدوات العصر في خدمة الإنسان وتطويع المعطيات المحيطة في إيجاد مناخ محفز على إبداع حلول ناجعة لمجمل التحديات التي تواجهها الإنسانية في مختلف المجالات، مع شمولية الموضوعات التي تتعرض لها القمة بالنقاش بمشاركة لفيف من القادة وكبار المسؤولين الحكوميين والخبراء والمختصين والأكاديميين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ووصف معاليه القمة بأنها تشكل محرك دفع فاعل ومؤثر للجهود الدولية، وجسر للتواصل القائم على الرغبة المشتركة في إحداث فارق إيجابي في حياة الشعوب والمجتمعات، سواء في الدول النامية أو المتقدمة على حد سواء، وإيجاد أرضية مشتركة لحوار يراعي مصالح الجميع ويهدف في جانب رئيس منه إلى تأكيد قدرة الحكومات على وضع تصورات واضحة لمستقبل خال من التحديات وحافل بالفرص لاسيما في القطاعات الحيوية الأكثر تأثيراً والتي تظهر بقوة على أجندة القمة هذا العام وفي مقدمتها البيئة والشباب والتنمية المستدامة والطاقة، والمناخ وآفاق تمكين المرأة والتوازن بين الجنسين، وغيرها من الموضوعات التي فرضت نفسها على طاولة الحوار بغية تطوير رؤى يتوافق عليها العالم في سياق واحد يعين على الوصول إلى الغد المأمول للناس أينما كانوا في مختلف ربوع العالم.
جاء ذلك خلال لقاء معاليه ومجموعة من الإعلاميين المشاركين في الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات والتي تنطلق أعمال يومها الأول في دبي غداً الأحد وتستمر على مدار ثلاثة أيام بمشاركة وفود من 140 دولة يصل قوام أعضائها إلى نحو 4000 من القادة وكبار المسؤولين والمفكرين والقيادات التنفيذية في كبرى الشركات العالمية، والمبدعين في مختلف المجالات يجتمعون لمناقشة طيف واسع من الموضوعات من خلال ما يزيد على 200 جلسة تتناول سبعة محاور رئيسية تستشرف مستقبل التكنولوجيا وتأثيرها على حكومات المستقبل، ومستقبل قطاعات عدة تشمل: الصحة وجودة الحياة، البيئة والتغير المناخي، التعليم وسوق العمل، مهارات المستقبل، التجارة والتعاون الدولي، المجتمعات والسياسة، الإعلام والاتصال بين الحكومة والمجتمع.
وتقديراً للدور المهم الذي يضطلع به الإعلام، اصطحب معالي محمد عبد الله القرقاوي عدداً من القيادات الإعلامية المحلية والعربية والعالمية في جولة في مقر القمة، حيث أطلعهم على الاستعدادات لانطلاق القمة والفعاليات العديدة المصاحبة لها والمقامة على هامشها وتشكل أيضاً عناصر مهمة تتكامل مع نقاشات القمة وتدعم أهدافها.
وشملت الجولة "متحف المستقبل"، الذي تنظمه "مؤسسة دبي للمستقبل" ويقدّم للمشاركين وحضور القمة تجارب تفاعلية فريدة تطلعهم على ملامح المستقبل بطريقة مبتكرة، مع التركيز على موضوع مستقبل صحة البشر وتعزيز قدراتهم الجسدية، باستخدام تقنيات متطورة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة أعضاء وأنسجة حية، وغيرها من حلول ستوفرها الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي.
كما شملت الجولة "منصة ابتكارات الحكومات الخلاقة" والتي يقدمها "مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي". وتطرح أفضل الحلول المبتكرة التي طورتها حكومات حول العالم لمواجهة تحديات متنوعة، لتصبح نماذج قابلة للتطبيق عالمياً، في مجالات عدة من بينها: التنقّل الذكي والرعاية الصحية والخدمات التي تسهل حياة الناس، عبر استعراض 9 تجارب ابتكارية نوعية ملهمة في مجالات: الصحة، الزراعة، دمج اللاجئين، تمكين الإنسان من الاستفادة من الثورة الرقمية، وأمن البيانات.
يُذكر أن اليوم التمهيدي للقمة قد شهد انعقاد المنتدى الرابع للمالية العامة للدول العربية. واستضافت دولة الإمارات العربية المتحدة خلاله الدورة الرابعة من منتدى المالية العامة في الدول العربية، الذي نظّمه صندوق النقد العربي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي ووزارة المالية، بهدف "إرساء أسس الإدارة الرشيدة للسياسة المالية في الدول العربية"، كمنصة للانطلاق نحو مزيد من التكامل الاقتصادي على الصعيد الإقليمي.