أحمد النجار (دبي)
يكتسب مسرح دبي أوبرا، أهمية كبرى، باحتضان أعمال عظيمة من التراث العالمي، توصف بأنها جواهر ثقافية وحضارية وأسطورية ملهمة متوارثة من جيل إلى آخر، من هنا تستعد دبي أوبرا لاستضافة الأوبريت الموسيقي «الأرملة الطروب» وهي إحدى ألمع الأيقونات المستوحاة من تراث فيينا الموسيقي، والتي من المقرر أن يتم عرضها في ثلاثة عروض بين الفترة من 21 إلى 23 فبراير 2019، وتكمن خصوصية العرض بكونه يقدم ألواناً فنية تتماهى فيها نفحات الغناء ونكهات الباليه مع إيقاعات لحنية تنثرها عزفاً ولحناً فرقة أوركسترا مسرح بودابست للأوبريت والموسيقى.
نجاح تاريخي
تم عرض الأوبريت الموسيقي «الأرملة الطروب» 20 ألف مرة حول العالم منذ عام 1905 وحتى اليوم، حيث تم تأليفه في العاصمة النمساوية فيينا، ثم تم عرضه للمرة الأولى في باريس عام 1909، محققاً نجاحاً جماهيرياً تاريخياً، لم يحلم به مؤلفه الموسيقي المجري «فرانز ليهار». ويعتبر هذا العرض الأسطوري صانعاً للإلهام والسعادة، وفرصة ذهبية أمام عشاق الروائع التي يندر مشاهدتها، ليقدم قصة كوميدية حية بروح موسيقية خصبة في الأداء والسحر الرومانسي.
هيبة وفخامة
يسرد هذا الأوبريت قصصاً وحكايات من التراث العريق في العهد الإمبراطوري في فيينا، ويحييه كبار نجوم الأوبرا الهنغارية على الرغم من أن الأوبريت تغنى بالألمانية، ويتسم بإخراج عصري، وأزياء مبهرة، يجسد هويته الفنية بديكورات آسرة تعطي انطباعاً بالهيبة والفخامة، وتنقل خيال الجمهور إلى عوالم تغمر الحواس ببهجة التفاصيل ودهشة التنوع الدرامي، مع ألحان حققت شهرة عالمية مثل «أغنية فيليا» و«ثنائية بافيليون»، و«ليبن شفايجن».
زوج للأرملة
أوبريت «الأرملة الطروب»، الذي يقوده لازلو ماكلاري، مدير مسرح بودابست للأوبريت والموسيقى، هو ملحمة كوميدية غنائية تمزج بين مشاهد موسيقية يغلب عليها الطرافة وحوارات مسرحية ترتكز على فخامة الأداء، وتروي قصة سيدة ثرية يحاول أبناء بلدتها الاستيلاء على أموالها عن طريق تزويجها، وتبلغ الكوميديا ذروتها مع محاولات السفير الذي يستنفد كل خططه للبحث عن زوج جديد للأرملة بغية إنقاذ بلدها من الإفلاس، ويشارك في بطولتها نجوم مثل مطربة السوبرانو مونيكا فيسكل، وأتيلا بارتوتزي.
حبكة ذكية
وتعليقاً على هذا العرض المرتقب، قال جاسبر هوب، المدير التنفيذي لدبي أوبرا: أوبريت «الأرملة الطروب» هي رائعة «فرانتز ليهار» الكوميدية، المليئة بالمفارقات والمواقف المضحكة في حبكة ذكية، على خلفية موسيقى مبهجة من الفالس الكلاسيكي، وكلها عناصر تشكّل ليلة مثالية في دار الأوبرا، تحتفي بروح التعايش وقيم التسامح، مع نفحات غنائية ملهمة تحلق بخيال المتفرج نحو فضاء الجمال والنقاء.