السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«تاتا نانو» تفقد شعبيتها في الهند

18 ديسمبر 2010 20:53
وُصفت “تاتا نانو” عند طرحها لأول مرة في العام 2009، بالسيارة المعاصرة والأرخص في سعرها والتي ستساعد الجموع الهندية ومن ثم العالمية في حركتها. لكن هذه الطموحات لم تستمر طويلاً على الأقل في الوقت الراهن. وبالرغم من ارتفاع حجم المبيعات في الهند في ظل النمو الذي يعيشه الاقتصاد هذه الأيام بما يقارب 9% سنوياً، إلا أن مبيعات “تاتا نانو” لم تواكب هذا الارتفاع بل على العكس أخذت في انخفاض ملحوظ في الأربعة أشهر الماضية. ولم تتعد مبيعات شركة “تاتا موتورز” سوى 509 سيارات في نوفمبر مقارنة مع 9,000 في يوليو. وفي السنة الماضية عندما ساعدت التغطية الإعلامية وكتابات المتخصصين في عالم السيارات في ارتفاع معدل المبيعات، وصل عدد طلبيات “تاتا” لأكثر من 200,000 من موديل “نانو” التي لا يتجاوز سعرها 2,900 دولار. لكن وفي ظل معاناة “تاتا” من بعض المشاكل مثل تأخير الإنتاج ونشوب النيران في بعض السيارات، استغلت الموديلات الأخرى المُنافسة لها مثل “ماروتي” و”ألتو” من “سوزوكي” هذه الظروف لتتجاوزها في المبيعات. وبلغت مبيعات “ألتو” التي تباع بنحو 6,200 دولار، أكثر من 30,00 سيارة في نوفمبر وحده مما جعلها الأكثر مبيعاً في الهند في الشهر الماضي. وأعلنت “تاتا” مؤخراً عن تمديد الضمان من 18 شهراً إلى أربع سنوات في سيارات “نانو” بما في ذلك السيارات التي تم بيعها من قبل. ودفع النجاح الذي حققته سيارات “نانو” الشركات الكبيرة الأخرى مثل “جنرال موتورز” و “رينو – نيسان”، الإعلان عن خطط لصناعة سيارات شعبية أكثر رخصاً لطرحها في سوق الهند وبعض أسواق الدول النامية الأخرى. ومن المتوقع أن يتم طرح هذه الموديلات المنافسة في غضون العامين المقبلين. لكن من المنتظر أن يمنح عرض “نانو” المتواضع مديري الشركات وصانعي القرار فرصة لمراجعة أفكارهم خاصة وأنهم حريصون على توفير سلع وخدمات بأسعار في متناول محدودي الدخل. ويقول المحللون إن حالة “نانو” أثبتت أنه ربما ليس كافياً صناعة نسخ بأسعار رخيصة وأحجام صغيرة من موديلات موجودة من قبل بغية كسب أكبر قدر ممكن من الزبائن، وأنه ينبغي على الشركات التأكد من أن الموديل المطروح متوفر بكثرة وله من مميزات السلامة والفوائد الأخرى ما يغري المشتري باقتنائه. ويبدو أن المشتري الهندي يميل نحو اقتناء سيارات أكثر قوة ويمكن الاعتماد عليها بدرجة أكبر. وينعكس ذلك جلياً في انتعاش سوق السيارات في الهند الذي قفز أكثر من 22% إلى ما يقارب 203,000 سيارة في نوفمبر. وأكثر السيارات مبيعاً في الهند هي التي تتميز بصغر حجمها وكفاءة استهلاك الوقود والتي يتراوح سعرها بين 10,000 دولار أو أقل. ويذكر أن مبيعات موديل “ماروتي” تقارب الآن نصف مبيعات بقية السيارات الأخرى. وتأثرت “نانو” مؤخراً بحوادث الحرائق التي لحقت بعدد من سياراتها. وفي واحدة من هذه الحوادث، شب حريق في إحدى السيارات بعد أن استلمها صاحبها واتجه بها نحو منزله ليلتهم كامل السيارة، ونجت الأسرة من الحريق الذي لم تنج منه سمعة “نانو” ليلحق بها ضررا بليغا. ونفت شركة “تاتا” مراراً أن تكون هناك أي عيوب في تصميم السيارة أو في محركها وأن الحريق سببه جسم غريب كان عالقاً فوق عادم السيارة. واقترحت الشركة إعادة تزويد سياراتها بمزيد من معايير السلامة التي تأمل أن لا ترقى لمستوى الاستدعاء. لكن لم تقنع هذه المبررات المحللين والعملاء الذين يتساءلون عن ماهية هذه الأجسام ومدى فاعلية معايير السلامة الجديدة وسبب عدم إضافتها من البداية. ويقول داريوس لام المحلل لدى “جي دي بور آند أسوشيتس” الأميركية لخدمات بيانات الأسواق العالمية “لم تفلح الشركة في معالجة القضية بكاملها حيث قللت في البداية من قيمة الحادث وعادت لتقول إن السبب كان وجود جسم غريب. لكن لم يعرف حتى الآن السبب الرئيسي وراء هذا الحادث وما إذا كانت الشركة تناولته من كل جوانبه”. وأثنى بعض مالكي “نانو” الذين يزيد عددهم الآن على 71,000 عن كفاءة استهلاك السيارة للوقود (41 ميلا للكيلو متر الواحد) وعن أدائها السلس وسعتها الكافية من الداخل. وبغض النظر عن الطريق الوعرة التي تجتازها “نانو” الآن، إلا أن المحللين يقولون إن لدى شركة “تاتا موتورز” التي تملك جاكوار ولاند روفر أيضاً، لها من المصادر المالية والفنية ما يمكنها من قلب الوضع في أي لحظة. نقلاً عن: إنترناشونال هيرالد تريبيون ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©