24 سبتمبر 2011 08:52
(رأس الخيمة) - لم تفد المحاولات التي قام بها الإداريون والتربويون في مدرسة شمل للتعليم الأساسي «الحلقة الأولى والثانية» للبنين، التابعة لمنطقة رأس الخيمة التعليمية، من إيقاف نمو وسرعة تكاثر النمل الأبيض، «الرمة» والذي يطلق عليه «آكل الجدران والخشب» داخل جدران الفصول المدرسية، حيث تكاثر بفعل جدران المبنى العتيق وتهالكه، مما هيأ له بيئة جيدة للانتشار، خاصة أن المبنى يعود تشييده إلى ستينيات القرن الماضي.
وتساءل تربويون وأولياء أمور طلاب مدرسة شمل عن أسباب التأخير في إصدار قرار بشأن إحلال المدرسة على الرغم من أن جميع التقارير والمسوحات الهندسية والزيارات الميدانية التي يقوم بها مسؤولو التربية والتعليم أكدت ضرورة إحلال المبنى وهدمه على الفور، خاصة أنه يشكل خطراً حقيقياً على أبنائهم الطلبة، لا سيما أن المدرسة تحتضن أكثر من 450 طالباً ابتداء من الصف الأول الأساسي وحتى الصف التاسع.
وأكدت إدارة المدرسة أنها رفعت عشرات المرات تقارير هندسية حول وضع المدرسة والحالة المزرية للمبنى، ولكن دون جدوى، وما يتم فقط في نهاية العام الدراسي عبارة عن أعمال ترميم وإخفاء للعيوب الحقيقية التي لا ينفع معها سوى الهدم والإحلال، مشيرة إلى أن المبنى المدرسي لا يحقق الخدمة الحقيقية من العملية التعليمية كمبنى، لأنه بالأساس شيد على أنه سكن للمعلمين في بادئ الأمر.
وقال عبد الله إبراهيم الصرومي رئيس مجلس الآباء بمدرسة شمل إن الوضع أصبح لا يحتمل والمسألة تحولت إلى مبنى تسكنه الحشرات، مشيراً إلى أن السبب في ذلك افتقار المبنى للمعايير الطبيعية التي يجب أن تتصف بها المدرسة كبقية مدارس الدولة والتي من شأنها أن تضر بمصلحة الطلبة ولا تخدم العملية التعليمية، موضحاً أن المبنى الهيكلي للمدرسة يعد أحد الأخطاء الواضحة، خاصة أن من عيوب المدرسة البنائية أن أغلب أسقف الفصول الدراسية من خشب ومادة «الاسبيستوس» الممنوع في الأصل استخدامها في بناء المدارس، إضافة إلى أنه لم يتم استبدال الصندوق الكهربائي «المحول» منذ تركيبه منذ عشرات السنين، على الرغم من زيادة أعداد الفصول المدرسية وضعف الطاقة الكهربائية، مما يعرض الطلبة والهيئات التدريسية والإدارية للخطر، موضحاً أنه في فصل الشتاء تتسبب الأمطار في حدوث ماس كهربائي في المدرسة.
بدورهم، أبدى أولياء الأمور استياءهم من استمرار المدرسة على وضعها الحالي ، وتجاهل المسؤولين في الوزارة لمشكلات المدرسة وغياب دورها في حل هذه المسألة، خاصة أنهم أصبحوا ضائعين ما بين وزارتي التربية والتعليم والأشغال العامة، حيث تحمل كل جهة الطرف الآخر مسؤولية استمرار المشكلة دون حل.
وأكدت مصادر بوزارة التربية والتعليم أنه لم يتم إصدار أي قرار بشأن المدرسة منذ ثلاث سنوات ولم يتم طرح أي مناقصة خاصة بها، مؤكدين أن جميع التقارير تفيد بضرورة إحلال وهدم المبنى الذي أصبح منتهي الصلاحية منذ سنوات عدة، ولم ولن تنفع أعمال الترميم فيه ولا حتى الصيانة، منوهين بأن معالي وزير التربية والتعليم وجه العام الماضي بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإحلال مدرسة «شمل» للتعليم الأساسي، حلقة أولى وثانية، التي تعد من أقدم المدارس الحكومية في رأس الخيمة، مشيرين إلى أن الوزارة وضعت بالفعل دراسة شاملة لإحلال مدارس قديمة في الإمارات الشمالية.
من جانبهم، قال عدد من الإداريين في منطقة رأس الخيمة التعليمية إنه في حال البت في قرار الهدم والإحلال للمدرسة سيتم نقل وتوزيع طلبة مدرسة «شمل» على عدد من مدارس الإمارة، بعد إجراء دراسة شاملة لنقل كل طالب إلى أقرب مدرسة إلى منزله، لتكون قريبة من منطقته السكنية، موضحين أن المبنى المدرسي متهالك، إضافة إلى أن المدرسة تفتقر إلى المرافق التعليمية والخدمية الأساسية، وتحتاج إلى إحلال فوري، وتوفير مدرسة بديلة للطلبة، وقد سعت الإدارة جاهدة منذ سنوات في التعجيل بقرار إحلال تلك المدارس، خاصة أنها تشهد نقصاً حاداً في المرافق الخدمية المفترض وجودها في المباني المدرسية، مشيرين إلى أن الفصول المدرسية أصبحت منتهية الصلاحية، وتعاني مشكلات عدة، خاصة في أيام الشتاء التي ينتج عنها تسرب الأمطار إلى داخل الفصول المدرسية.