17 ديسمبر 2010 22:32
يشهد قطاع التجارة الإلكترونية في بريطانيا ازدهارا كبيرا، وتضم المملكة المتحدة حاليا عدداً كبيراً من اصحاب المتاجر الالكترونية حيث يحتل قطاع الانترنت المركز الخامس من حيث الحجم بمساهمته في الناتج المحلي الاجمالي.
ووجد التقرير الذي أعدته مجموعة بوستن الاستشارية بتكليف من جوجل، ان تجارة الانترنت المحلية بالإضافة الى صادرات السلع الرقمية والخدمات، تشكل 7,2% من الناتج المحلي الاجمالي للمملكة المتحدة، ليتقدم بذلك على قطاعات البناء والتشييد والتعليم والمواصلات.
ويجدر بالذكر ان نصف هذه النسبة تأتي من نشاط التجارة الالكترونية. وبينما تفتقر المملكة المتحدة لمؤسسة عملاقة في تجارة التجزئة بحجم أمازون أو إي باي، توصل التقرير الى ان عدد كبير من الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم مستفيدة من نشاط البيع على الانترنت.
ومن امثلة هذه الشركات “يو كي تايتس” التي تقوم ببيع 23,000 نوع من الملابس الداخلية والجوارب و”ويجلي ويجلرس” وشركة “مايند كاندي” التي قامت بصناعة لعبة الانترنت “موشي مونسترس” التي يصل عدد الاطفال الذين يلعبونها نحو 30 مليون طفل موزعين على 150 دولة حول العالم.
كما وجد التقرير ان الشركات التي تمارس نشاط البيع على الانترنت حققت نمواً سنوياً قدره 4,1% خلال السنوات الثلاث الماضية. وربطت عدد من هذه الشركات امكانية وجودها بوجود الانترنت.
وتمثل هذه الشركات مع صغر احجامها العمود الفقري لاقتصاد المملكة المتحدة الرقمي حيث من المتوقع ان تشهد نمواً يصل الى 10% في السنة خلال الخمس سنوات القادمة – لتبلغ 10% من الناتج المحلي الاجمالي بحلول عام 2015.
وادهش معدل البيع من خلال الانترنت مقارنة مع الناتج القومي، الكثير من المراقبين. ويقول بول زويلنبيرج مدير المجموعة وواحد من معدي التقرير “توقعت ان يكون هناك عجزاً نسبة لاستيراد بريطانيا عدد كبير من الاجهزة والبرمجيات، لكن ما لم ادركه هو ان البلاد اصبحت دولة بها عدد ضخم من اصحاب المتاجر الالكترونية الذين يقومون بالتصدير لدول العالم الاخرى”.
وتصدر المملكة المتحدة 2,80 جنيه استرليني مقابل كل جنيه تستورده باستثناء اعلانات الانترنت التي تبلغ عائداتها نحو 3,5 مليار جنيه سنوياً، وعمليات تحسين الانتاج التي تقوم بها شركات تقنية المعلومات.
ويقول مات بريتين المدير الإداري لجوجل في المملكة المتحدة وايرلندا “يعتبر الانترنت واحداً من دعائم اقتصاد المملكة المتحدة، ولقد اصبح القطاع اكثر نضوجاً وهو موعود بزيادة في نموه حيث من المتوقع ان يلعب دوراً بارزاً في رفاهية الشعب البريطاني مستقبلاً”.
كما تبذل بريطانيا جهداً مقدراً فيما يخص مستوى الانفاق على التجارة الالكترونية واعلانات الانترنت. وتوصل التقرير الى ان بريطانيا تتقدم دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في معدل كثافة الانفاق الرقمي مقارنة بالانفاق على غير الانترنت متجاوزة في ذلك دول مثل كوريا الجنوبية واسكندنافيا حيث بنى الانترنت التحتية اكثر سرعة وتطوراً.
ومع ذلك، فعلى بريطانيا وللحفاظ على ريادتها ان تقوم بتحسين شبكات موجات الحزم العريضة.
واعلنت الحكومة مؤخراً انها بصدد أخذ مبلغ 530 مليون جنيه من رسوم تراخيص هيئة الاذاعة البريطانية للمساعدة في مد شبكات كهذه فائقة السرعة للمناطق الريفية النائية.
وادرك التقرير ان تطور التجارة الالكترونية في المملكة المتحدة لا يخلو من بعض النتائج السلبية مثل انحراف الاعلانات عن المسار المخصص لها والغش ومخالفة حقوق النشر.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي