22 سبتمبر 2011 21:43
(الشارقة) - يعد متحف الشارقة للحضارة الإسلامية منذ افتتاحه قبل ثلاثة أعوام إنجازا حقيقيا يضاف إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها إدارة المتاحف في الشارقة على ضوء التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي أصدر حينها توجيهاته بتحويل سوق المجرة الذي يمتاز بموقعه المتميز في قلب إمارة الشارقة وبإطلالته المميزة أيضاً على خور الشارقة إلى متحف يجسد الحضارة الإسلامية في أروع الصور التي قدمتها للعالم أجمع.
أساليب العرض
أكدت عائشة ديماس،
أمين عام المتحف أن المتحف يتكون من مجموعة من الأروقة والقاعات الزاخرة بالعلوم والمخترعات والإنجازات البارزة لعلماء المسلمين في معظم أرجاء العالم الإسلامي، وإسهاماتهم عظيمة الأثر في مختلف ميادين العلوم كالفلك والطب والجغرافيا والعلوم الطبيعية والعمارة، كما تحتوي قاعته العلمية على أدوات علمية معدة بدقة عالية لتجمع بين النماذج العاملة والتفاعلية بما يسمح للزائر بتجريبها ودراستها والإطلاع عليها بشكل عميق، بالإضافة لمعروضات بارزة كالمصاحف والمخطوطات الإسلامية والنماذج المعمارية وعدد من الصور التاريخية النادرة.
وأضافت أن محتويات المتحف تتجاوز الخمسة آلاف قطعة فريدة جاءت من جميع أرجاء العالم الإسلامي، ورتبت بحسب موضوعاتها في مساحات عرض امتدت على سبعة أروقة فسيحة، ففي الطابق الأرضي يتناول “رواق العقيدة الإسلامية” أركان الإسلام الخمسة وقواعد العقيدة الرئيسة، وتضم معروضاته البارزة مصحفاً ومخطوطات إسلامية ونماذج معمارية وسلسلة شيقة من الصور الفوتوغرافية التاريخية للحج في مكة المكرمة، أما التحفة الأبرز فهي غطاء الكعبة المشرفة المعروف بالستارة.
وتابعت “في القاعة المقابلة تحفل قاعة “العلوم والمخترعات” بالإنجازات البارزة للعلماء المسلمين، ويمكن للزائر بعد تفقد معروضات المسكوكات الرائعة، أن يجلس بمقهى المتحف، أو يتفحص أغراض المتجر الذي يحوي مجموعة كبيرة من الأغراض التي لا تتوافر بمتاجر الشارقة الأخرى”. ويهدف المتحف لإبراز الجوانب المشرقة في الحضارة الإسلامية التي تركزت في إنجازات أبدعتها أنامل وعقول العلماء والفنانين المسلمين في جميع المجالات لتخلف فناً وعلماً راقيين، تركا بصمة خالدة في مسيرة الحياة الإنسانية شرقاً وغرباً، وعلى المساحة الواسعة من العالم التي طالتها الحضارة الإسلامية.
جوانب حضارية
ولهذا الغرض تم تخصيص الطابق الأول من المتحف للفن الإسلامي، ليضم أربع صالات فسيحة تأخذ الزائر في جولة استكشاف فني يبدأ من مطلع الإسلام حتى الحاضر، حيث يستهل زيارته بالعرض المرئي والمسموع ويتمتع بالصور الفوتوغرافية المذهلة لجميع أرجاء العالم الإسلامي، ويتعرف إلى إنجازات الفنانين والخطاطين، وخصصت أول صالة لفنون القرون الإسلامية الأولى والخزف والأعمال المعدنية والزجاج والفنون الصغيرة التي ظهرت بين القرنين الأول والقرن السابع الهجري، بينما تعرض الصالة الثانية قطعا صنعت في القرن الثامن حتى أواخر القرن الثالث عشر، ومنها قطع خلابة من الفترة التالية للغزو المغولي للأراضي الإسلامية الشرقية، كما تعرض قطع معدنية وخزفيات تعود لعهد المماليك والصفويين والعثمانيين. أما الصالتان الثالثة والرابعة فقد خصصتا لصانعي الأسلحة وأنشطة الحرفيين المسلمين على مدار القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، حيث يترك المظهر المرئي لجماليات هذه الفنون أكبر الأثر في نفوس جميع الزوار بصرف النظر عن دياناتهم الفردية.
ولن تكتمل زيارة المتحف دون التوقف للتمتع بمقهى الطابق الثاني تحت قبة المتحف الفخمة، للاسترخاء بعض الوقت والتمتع بالمشهد الفسيفسائي المركب لسماء الليل القاتمة وإشاراتها البروجية التي تماثل سطح القباب الداخلي للقصور والبيوت التي كانت تزين بخرائط سماوية في العصور الإسلامية.
الأول من نوعه
تشير يوريكا خميس، استشاري مقتنيات إسلامية وشرق أوسطية بإدارة متاحف الشارقة، إلى أن المتحف يضم صالات مميزة تقدم معلومات فنية متكاملة عن الإسلام منذ مطلعه ولغاية وقتنا الحالي، مرفقة بصور فنية مميزة خطتها ورسمتها أيادي أفضل الفنانين في العالم الإسلامي، إضافة لتقديم عروض مسموعة ومرئية تسهم في تعميق التصور لدى زوار المتحف عن الحضارة الإسلامية في جوانبها المختلفة”.
ويضم المتحف أيضاً مجموعة من المعروضات والمشغولات الإسلامية التي لا تتوفر في أي مكان آخر بالإضافة إلى قاعة المعارض التي تستوعب المعارض العالمية الدورية. ولم يتوقف المتحف عن تنظيم واستقطاب أجمل المعارض والفعاليات المحلية والدولية، ليحمل زائره في رحلة تاريخية مثيرة عبر دروب الزمان، ويقدم رؤية بانورامية لكافة المراحل التاريخية التي عاشتها الحضارة الإسلامية من روائع الفنون الإسلامية إلى المخطوطات القديمة مرورا بالمخترعات العلمية وغيرها من ملامح التراث الإسلامي. ولهذا تعتبر زيارة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية بالشارقة فرصة فريدة للمواطنين والمقيمين العرب والسياح للاستمتاع بمعايشة أجواء فنية وعلمية راقية، فهذا المتحف يعد الأول من نوعه بدولة الإمارات، للتعريف والإشادة بإنجازات الإسلام وحضارته وعلمائه وفنانيه، لا سيما وأنه يقع في قلب الشارقة التاريخية القديمة بمنطقة المجرة.
وكان مبنى المتحف المطل على خور الشارقة، يعرف حتى وقت قريب بسوق المجرة الأول من نوعه في منطقة الخليج، حيث افتتح أمام الزوار عام 1987، ليكون علامة مميزة مشهورة ومعروفة بين أهالي الشارقة والزوار والسائحين بسبب معالمه المعمارية الخلابة وتصميمه الجذاب ذي الزخارف العربية الإسلامية، والقبة المركزية الفخمة الذهبية اللون من الخارج والمزينة برسوم الفسيفساء المركبة من الداخل، بحيث تظهر سماء الليل وبروجها.