24 يناير 2011 20:20
تنتشر أكشاك بيع الحلويات في معظم أروقة المراكز التجارية كاشفة عن مفاتنها للمارة، فضلا عما تقوم به أصناف أخرى تباع في الجمعيات والبقالات من جذب للأطفال، بأشكالها المتعددة وألوانها الزاهية، لتفتح شهيتهم على التهامها، رغم التحذير من كثرة تناولها لاحتوائها على كميات كبيرة من الأصباغ والسكريات، التي تضر بالصحة العامة.
أمام هذه الأكشاك، يصطف عدد من الأطفال بمرافقة ذويهم، لشراء كميات منها. وتحوم هند، 4 سنوات، حول الصناديق لتنتقي الأشكال التي تريدها، فتلحق بها البائعة ساندي لتضع لها ما اختارته في الكيس المخصص، وتشير الطفلة بإصبعها إلى النوع الذي تفضله :”أريد من هذه، وهذه أيضا”، وهي حلوى على شكل أسنان، وكرات قدم، ولا تنسى أقراص “الشوكولاته” مختلفة الألوان والأحجام، فهي تحبها كثيرا.
أما الطفلة آية، تبلغ من العمر عامين فقط، فهي لا تجيد الكلام جيدا، لكنها بارعة في “الصراخ” أمام كشك الحلوى إذا لم تعرج عليه للشراء، حيث تضع الأهل في موقف حرج لا يخلصهم منه سوى الإسراع في شراء الحلوى ووضعها في يدها، لتمسكه مبتسمة، فرحة بالانتصار.
مضارّ صحية
شعبية كبيرة تحظى بها هذه الحلويات بين الأطفال تفوق حدّ التصور، ربما توازي أو تفوق مضارها الصحية، الأمر الذي دفع بعض الأهالي لتقنين تناول أطفالهم لها، واستخدامها كوسيلة مساندة في تربية أطفالهم، وهو ما فعلته فدوى صلاح الدين لتثني أطفالها عن إدمان تناول الحلوى، بحيث جعلت من هذه القطع أداة ثواب وعقاب، فإذا ما عمل الأطفال واجباتهم على أكمل وجه كافأتهم بتناول الحلوى، وإذا ما تقاعسوا عن أداء واجباتهم عاقبتهم بحرمانهم منها. ويفسر الدكتور عمار علامة سبب إقبال الأطفال على تناول الحلوى بكثرة، بالقول :إن ذلك أمر طبيعي، وذلك لأن حليمات التذوق عند الإنسان تتطور تدريجياً وأولها نضجاً هي الحليمات المعنّية بتذوق الطعم الحلو، ولهذا يشعر الطفل بالسعادة بعد تناوله للطعام المحلّى، فهو يشبع رغبات حليماته التذوقية، وهذا الإحساس لا يحصل مع الأطعمة الأخرى وخاصة في السنين الأولى من العمر.
يستطرد الدكتور عمار بالقول إن الأطفال يحتاجون إلى السكريات والنشويات لإعطائهم الطاقة والحيوية اللازمة، لكن هذا لا يعني انخراطهم في أكل الحلوى بصورة مستمرة، والتي تنحصر قيمتها الغذائية في كونها مصدراً كبيراً للطاقة، غير أنها لا تمدّ الجسم بالعناصر الغذائية الأخرى مثل البروتين والفيتامينات والمعادن، عدا “الشوكولاته” التي تحوي قدراً من البروتين في الحليب بالإضافة إلى الحديد الموجود في مادة الكاكاو. ولهذا، يوصي طبيب الأطفال الأهل بالتأكد، عند شرائهم “للشوكولاته”، من كونها حقيقية، وليست عبارة عن سكر ونكهات وألوان اصطناعية.
ويشير الدكتور عمار إلى أن تناول الحلويات يمدّ جسم الطفل بالطاقة اللازمة لحركته، لكن هذا لا يعني الإفراط في تناولها، والذي ينجم عنه مشاكل صحية من أبرزها السمنة، وتنجم عن زيادة استهلاك الأطعمة بشكل عام، ومن بينها زيادة كمية الحلويات. لذلك يشدد طبيب الأطفال على ضرورة إعطاء الأطفال طعاما صحيّا متوازنا غنيّا بالفواكه والخضار والنشويات للحفاظ على صحتهم ونشاطهم.
مشاكل الأسنان
من جهته، يشير طبيب الأسنان أمين حسّان، إلى أن معظم مشاكل الأسنان لدى الأطفال، من تسوس وتآكل وغيره، ناجمة عن تناولهم الحلويات بكثرة، ولذلك فأول سؤال نوجهه للطفل عند دخوله العيادة، هل تتناول الحلوى و”الشوكولاته” بكثرة؟ وغالبا ما تأتي الإجابة من الأهل على شكل شكوى وتذمر بأن الطفل يتناول الكثير منها، ومع العمل في إصلاح التالف من السنّ ومعالجته، نقوم بنصح الأهالي والطفل بالتقليل من تناول الحلويات، وتنظيف الأسنان في الصباح والمساء، وإن أمكن بعد تناول الحلويات مباشرة، وذلك لحماية ما تبقى من الأسنان. وينصح الدكتور أمين بتناول الحلوى دفعة واحدة وعدم تقسيمها إلى حصص، فهو أفضل للأسنان، والحال نفسه ينطبق على المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، والتي تضرّ بصحة الأسنان كغيرها من أصناف الحلويات.
إلى ذلك، يسوق الدكتور عامر، طبيب الأطفال، بعض الأفكار المتعلقة بتناول الأطفال للحلوى، مثل جعل الحلوى جزءاً من الوجبة تعطى بعد نهايتها في أيام معينة، وتخصيص يوم في الأسبوع، مثل يوم الجمعة، يسمح فيه للطفل بتناول الحلوى، ويمكن أن يُستبدل بدلا من الحلوى المثلجات المصنوعة من الحليب أو الفواكه الطازجة أو المجففة.
المصدر: أبوظبي