السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العضلات المفتولة موضة بين الشباب للحفاظ على المظهر.. ومواجهة البطالة

العضلات المفتولة موضة بين الشباب للحفاظ على المظهر.. ومواجهة البطالة
10 سبتمبر 2012
يقبل فريق من الشباب في مصر على ممارسة رياضة بناء الأجسام تارة كوسيلة لتنمية العضلات والدفاع عن النفس، وأخرى بهدف التميز عن غيرهم بجمال وتناسق الجسم وبروز عضلاته بشكل يضفي القوة، وهو الأمر الذي أدى إلى تكدس الصالات الرياضية في الفترة الأخيرة التي يلجا إليها هؤلاء الشباب لمزاولة تلك الرياضة الشاقة، التي تحتاج إلى جهد كبـير وصبر وتحمل، والتزام بنوعية طعام غني بالبروتين، ناهيك عن المواظبة المستمرة على التمارين في الصالات المتخصصة، والتي تختلف مسمياتها باختلاف مكان وجودها في المجتمع المصري فهي بالنسبة لأبناء الأحياء الشعبية «صالة حديد» وفي الأحياء الراقية «جيم»، ومن لا يتمكن من الذهاب إلى الصالات يتخذ من سطح منزله مكانا للتدريب بوسائل بدائية يصنعها هو. يرى أحمد جمال الدين (20 سنة)، الذي يمارس رياضة بناء الأجسام منذ ثلاث سنوات، أن «الاختلاف بين الصالات ليس فقط في المسمى، وإنما أيضا في الإمكانيات وأجهزة اللعب الحديثة التي تساعد الشباب على بناء جسد متناسق العضلات بشكل لافت كلما ضمت «صالة الحديد» أجهزة حديثة، وكلما احتاجت إلى مبلغ مالي كبير يدفعه الشاب كل شهر وفقا لعدد مرات تردده على المكان، ونوعية المدرب الذي يتابعه ويمده بالنصائح والإرشادات»، لافتا إلى أنه منذ بدأ مزاولة تلك الرياضة تنقل بين العديد من صالات اللعب، ففي حي المطرية الذي يسكنه بدأ اللعب في صالة حديد هناك ثلاث مرات في الأسبوع، مقابل مبلغ زهيد، في حين أن المبلغ زاد عندما انتقل إلى صالة حديد أخرى بالحي السابع بمدينة نصر، فكان يدفع شهريا 600 جنيه. عدوى تنتشر يقول جمال الدين «أعرف شبابا يمارسون تلك الرياضة فوق أسطح البيوت وفي «كراج» السيارات من خلال وسائل بدائية كالتي كنا نشاهدها في أفلام زمان، وتتراوح بين عمل ثقل خرساني يحمل بماسورة حديد، وعمل ثقل من خلال رفع إطارات السيارات كبديل لأوزان الحديد، ومن خلال المواظبة المستمرة على التمرين وقفز الحبل ينجح في بناء قوام رياضي وعضلات متناسقة بسيطة، لاسيما في منطقة أعلى الصدر والكتفين». ويقول أمير عبدالوهاب (19 سنة) «بدأت أمارس رياضة بناء الأجسام منذ نحو عام تقريبا، بعدما لفت نظري القوام المتناسق الذي بدا عليه صديقي هشام وإعجاب الفتيات بالجامعة به». ولا يخفي أمير أنه في بداية ممارسته لبناء الأجسام، تمنى أن يصبح له عضلات مثل صديقة كي يلفت نظر البنات، قبل أن يدرك أن الأهم من ذلك أنها رياضة لأي إنسان يرغب في الحفاظ على صحته بحالة جيدة. ويضيف «طلبت من صديقي أن يصطحبني معه إلى «الجيم»، وشرح أساسيات اللعبة والمقومات الواجب توافرها في كل من يرغب في ممارستها، والتي تتلخص في الطعام الجيد والانتظام في التدريب والبعد عن التدخين والمخدرات، ولذا جاهدت نفسي أولا لامتنع عن تدخين الشيشة، وبدأت التدريب ولا أنكر أنني في بداية الأمر كنت أشعر بإرهاق كبير، ولكن بمرور الوقت بات الأمر عاديا ونجحت في التوفيق بين ممارسة الرياضة والدراسة في كلية الحقوق، وصارت صحتي أفضل والفضل يعود إلى رياضة بناء الأجسام». ويشير إلى أنه يقضي نحو ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا في ممارسة تمارينه الرياضية في صالة الحديد والفارق بين من يمارس بناء الأجسام وأي رياضة أخرى يكمن في أن لاعب الأجسام في حالة منافسة مع نفسه، ويلمس ثمرة نجاحه واجتهاده أولا بأول من خلال ملاحظة الفارق بين ما كان عليه جسده وما أصبح عليه فيشعر بالفخر. وهناك مسابقات تجري لرياضي الأجسام أيضا سواء الأعضاء منهم بالاتحاد المختص بتلك اللعبة- وتخضع لإشرافه، أو على مستوى الجامعات أو الأحياء الشعبية والهدف منها ليس المكسب والخسارة، وإنما الترويج للعبة وإظهار ما بذله كل رياضي من جهد من أجل تناسق جسده وعضلاته. مقاسات خاصة يمارس سمير عبدالجليل (24 سنة) هواية بناء الأجسام منذ نحو عامين لقضاء أوقات فراغه، التي يمليها عليه روتين الحياة اليومية، بعد تخرجه قبل ثلاث سنوات في كلية التجارة، ولم يجد عملا يناسبه فاتجه إلى تمضية وقت فراغه، فيما يفيد ويقيه شر وسوسة النفس وأصدقاء السوء. ويوضح «بفضل بناء الأجسام صرت أكثر قدرة على مواجهة مشكلة البطالة ومصمم على أن أجد عملا يناسبني». ويشير إلى أن هناك أزمة تواجه هواة بناء الأجسام في مصر تتمثل في مقاسات الملابس التي يرتديها الشاب بعدما يصل إلى ما يطمح إليه من عضلات بارزة في محيط الصدر والذراعين والفخذين والرقبة والوسط، يجد البعض صعوبة في العثور على ما يناسبه فيتجه إلى التفصيل عند ترزي متخصص يتفهم طبيعة جسده. واللافت أن الشباب يستدل على مكان هذه الصالات من خلال الملصقات الكبيرة التي توضع على واجهات الصالة وفي الإعلانات التي تروج لها في الشوارع والميادين، والتي تتخذ من صور مشاهير لعبة كمال الأجسام، لاسيما اللاعب السابق الشحات مبروك، والذي لمع نجمة فيها لسنوات، وحصد بطولة العالم وكانت عضلاته القوية سببا في اتجاه مخرجي السينما للاستعانة به في أفلام الحركة، ومن يومها صارت عضلات الشحات مبروك حلما للشباب لاسيما في الأحياء الشعبية. وعلى من يوجد في أي صالة لبناء الأجسام الاستماع إلى لغة خطاب، خاصة بين شباب تلك الرياضة من نوعية «أحسن يا وحش وبنش جامد وأسود وتايجر وشد وهووب» وهي مصطلحات تستخدم لحث الشباب على بذل مزيد من الجهد في التدريب. إقبال متزايد يشير وائل مختار (44 سنة)، مدير إحدى صالات الأجسام، إلى أنه منذ أنشأ تلك الصالة قبل 7 سنوات، ويلاحظ تزايد إقبال الشباب على مزاولة الرياضة وبناء أجسامهم بصورة مثالية. ويضيف «لا بد من توفر مقومات أساسية في صالة الحديد كي تصلح لممارسة تلك اللعبة في مقدمتها المساحة المناسبة وعدد الأجهزة، حيث يلزم أن يكون بين كل جهاز لعب وآخر مساحة لا تقل عن 5 أمتار، وكذلك التهوية المناسبة، ودورات المياه النظيفة، ومتوسط الأجهزة في الصالة الرياضية يجب إلا يقل عن 7، كي يتسنى للشباب التنقل بينها وتقوية عضلات الجسم المختلفة؛ فهناك أجهزة مختصة بتقوية عضلات الفخذين وسمانة القدم وأخرى للصدر، ناهيك عن عضلات الظهر والكتفين». ويشير إلى أن غالبية أصحاب صالات الحديد كانوا في الأساس من ممارسي تلك اللعبة، قبل أن يتقدم بهم العمر ويتجهوا إلى نقل خبراتهم للأجيال الجديدة. ويتابع «هناك دخلاء أيضا في هذا المجال اتجهوا إلى استثمار أموالهم في بناء صالات حديثة في أماكن راقية بدعوى أن الجيم مشروع جيد يحقق أرباحا كبيرة لاسيما في الأماكن الراقية». ويؤكد لاعب بناء الأجسام بعد 6 أشهر فقط من بداية التدريب يكون بحاجة إلى برنامج غذائي مكون من كيلو من اللحم الخالي من الدهون يوميا، إلى جانب عشر بيضات وكوب من الحليب علاوة على المكملات الغذائية التي لا غنى عنها للحصول على عضلات بارزة. مخاطر محتملة ينوه المدرب وائل مختار إلى أن هناك مخاطر يتعرض لها الشباب الذين يزاولون رياضة الأجسام تتراوح بين الإصابة نتيجة لحمل ثقل بطريقة خطا أو إجهاد عضلة بكثرة التدريب عليها، وهناك خطر بالغ آخر يتمثل في الآثار السلبية التي يتعرض لها من يتوقف فجأة عن ممارسة بناء الأجسام من دون الالتزام بجدول أو مراعاة لنوعيات وكميات الطعام التي يتناولها، حيث يصاب الجسم بالترهل وزيادة الوزن، ولذا ينصح مختار من يزاولها بالانتظام في التمرين بحد أدنى مرتين كل أسبوع، وإذا رغب في التوقف لفترة أو الابتعاد عنها نهائيا عليه أن يلتزم بجدول يقوم المدرب أو المتخصص بوضعه له كي لا يتحول من صاحب قوام مثالي إلى صاحب كرش، ومن هذا الجدول الإقلال قدر المستطاع عن تناول الكميات الكبيرة من اللحوم والسكريات التي كان يحتاج إليها وقت مزاولته لبناء الأجسام والاعتماد في ملء المعدة على تناول الماء بكميات كبيرة تدريجيا إلى جانب الالتزام ببرنامج غذائي أقل في سعراته الحرارية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©