الخميس 10 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 32 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطاب الكراهية

خطاب الكراهية
26 يناير 2012
ليس كالهيجان والثورة من مناخ مواتٍ وتربة صالحة للكراهية، ففي لحظات الغضب والانفعال ينزوي العقل وتتضاءل فرص التثبّت من المعلومات وينقاد الغاضب وراء انفعاله. من هنا ورد التحذير النبويّ الحكيم من الغضب في حديثين في باب الأدب في صحيح البخاري – “ليس الشديد بالصرعة إنّما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”، و”لا تغضب” في ردّه صلّى الله عليه وسلّم على الرجل الذي طلب نصيحته – ولهذا انشغل علماء النفس والتنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبيّة بموضوع إدارة الغضب. قد يتسبّب الغضب في الكراهية وقد ينجم عنها، لكنّه ليس المبرر الوحيد ولا النتيجة الوحيدة. في هذه المقالة – وهي جزء من مشروع يتناول خطاب الكراهية في الثقافة العربيّة - تعريف خطاب الكراهية وتعليق على سماته العامّة ولغته كما تتبدّى في سياق “الربيع العربي” وكتاب الوجوه “الفيسبوك”. ما هو خطاب الكراهية؟ هذه إجابة مبدئيّة، من خلال عدد من المراجع ذات الصلة منها نورييجا وإريبارين، 2009 وكوزي فنيكوقا، 2008، ومن خلال تعريف ويكيبيديا لغة الكراهية، مع أمثلة ونماذج معاصرة: “كل ما يشتمل إساءة أو إهانة أو تحقيراً لشخص أو جماعة من منطلق انتمائه أو انتماءاتهم العرقيّة أو الدينيّة أو السياسيّة أو بسبب اللون أو اللغة أو الجنس أو الجنسيّة أو الطبقة الاجتماعيّة أو الانتماء الإقليمي أو الجغرافي أو المهنة أو المظهر أو الإعاقة هو خطاب كراهية (“صعيدي” و”منوفي” و”حوطي” و”ترهوني” و”بدوي” و”حمصي” و”خليلي” و”ليبرالي” و”أسود” و”قزم” و”تخين” و”قصير” و”بورجوازي متعفّن” و”محدث نعمة” و”حتّة ...”)، وكل ما يشتمل تحريضاً أو قولبة لجماعة في إطار يثير التهكّم والسخرية أو تقليلاً من قدر جماعة واتهاماً لها بالنقص والدونيّة (الصعايدة في مصر والخلايلة في فلسطين والبدو في عدة دول عربيّة والأيرلنديون في بريطانيا والروس في أوروبا والمكسيكيون في أميركا (من الفيسبوك، نوفمبر 2011: “آه يا فلاح يا ابن ...”). وكذلك كلُّ تبريرٍ للعنف ضد جماعة ما وكلُّ تعبيرٍ عن التميّز والتفوّق على الآخرين لأسبابٍ عرقية أو ما شابهها (هتلر والدم الآري النقي)، وكلُّ ما يشتمل معاداة للمهاجرين أو الأقليّات أو تحريضاً على منعهم من الإقامة في مدن أو أقاليم بعينها هو خطاب كراهية (في النمسا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها جدل لا ينقطع في هذا الصدد)، وكلُّ ما يشتمل اقتباسات وإحالات وإشارات فيها ازدراء أو تقبيح لجماعة عرقيّة أو جغرافيّة أو دينيّة، وكلُّ تزييف أو تزوير أو تحريف للحقائق وكلُّ استعارة أو تعبير مُهين (من كتاب الوجوه، نوفمبر 2011: “الحمارة اللي على الشمال بتاعة البرامج ... اللي علي قناة ... بتاعة الحيوان اللي في النُّص”)، وكلّ خطاب يفرّق ولا يجمع، لا يصل بل يقطع، هو خطاب كراهية. تكمن الصعوبة هنا في ميوعة مفردات من قبيل الإساءة والإهانة والتحقير، فمن يغتاب ربّما يبرّر غيبته بأنَّ ضحيّة الغيبة فاسق لا حرج في اغتيابه، والذي يطلق النكات عن جماعة بعينها يجيب عند سؤاله عن ذلك بأنّ المسألة لا تعدو أن تكون فكاهة بريئة. هذه سمة جوهرية بالغة الخطورة تعمي كثيراً من الناس عما تحمل قلوبهم من حقد وغلٍّ ولا تمنحهم فرصة المراجعة والتصحيح. على أنّ التنبيه واجب: لا ينبغي أن يشعر من يندرج كلامه أو كتابته تحت فئة من الفئات التي وردت أعلاه بأنّه “مستهدف”، لأسباب مهمّة منها أنّنا جميعا كارهون ومكروهون بطريقة أو بأخرى كما يرد تفصيل ذلك لاحقاً، وانّ الكراهية ليست عيباً أو سلوكا قبيحا في كل المواقف والمناسبات كما يرد بيان ذلك تحت عنوان “مديح الكراهية وذمّ الحبّ”. الحالة المثالية الحالة المثالية المرجوّة – صعبة المنال - هي أن نعبّر عن أفكارنا ومعتقداتنا دون إهانة أو إساءة. نفترض مثلاً أنّ مقالة قرأتها لم تعجبك، ما المانع أن تقول في هذه المقالة “عدد من الأخطاء وعليها عدد من الملاحظات والمآخذ” بدلاً من أن تقول “المقالة الزبالة دي مليانه أخطاء والراجل اللي كاتبها حمار”. إذا كنت من كارهي الثورة في مصر، ما المانع أن تقول “الشباب اللي في التحرير فيه حاجات المفروض ياخدوا بالهم منها علشان ثورتهم تنجح”، بدلاً من أن تقول: “شويه العيال المتآمرين (وغير ذلك من صفات) اللي في التحرير هيودُّوا البلد في داهية”؟. طبّق هذا على كل موقف، تجده سهلا على الورق، صعباً عسيراً كريهاً على أرض الواقع، خصوصاً في لحظات الانفعال. وقد تبدو هذه الطريقة في ترويض الكراهية جميلة ونحن في مرمى الكراهية، أي عندما نكون ضحية خطابها المهين، لكنّها لا تبدو كذلك ونحن في مقام الكارهين المنفعلين الناقمين الغاضبين. ولا بدّ من التأكيد على ما ورد في غير هذا الموضع من ضرورة التمييز بين الكراهية وغياب الحبّ، فإذا قلت إنني لا أحب فلاناً فلا يعني هذا بالضرورة أنّني أكرهه، وإذا قلت إنني لا أكره فلاناً فلا يعني هذا بالضرورة أنّني أحبّه. ينبغي أن نميّز كذلك بين الكراهية الضارّة والكراهية التي لا تضرّ، فكراهية طعام ما أو لون ما لا ضرر من ورائها، إلا إذا كان المقصود بالكراهية من أعدّ الطعام أو من اختار اللون. ولعلّنا نلاحظ فيما يحيط بنا أنّ من الناس من يصلح وصفهم ببؤر الكراهية، تلازمهم الكراهية أينما حلّوا، يطلقونها في كلّ اتجاه، أو يتلقونها من كل حدب وصوب. ومن الناس والأفكار والجماعات والمجموعات والممارسات من تتداعى عليهم الكراهية من الجهات الأربع. لغة هؤلاء وطرائق تحاورهم – واللغة التي تتحدّث عنهم - لا تكاد تخلو من اتهام أو إهانة، ولا تتوقّف عن نقل عدوى الكراهية حتى يخرج الحليم عن صوابه وينخرط في الحروب الكلاميّة رغم أنفه، أو يغادر الحوار بلا رجعة ولا ندم. سمات الخطاب العامة ما هي، إذن، السمات العامّة للغة الكراهية؟ لغة الكراهية لغة استقطاب وإقصاء، لغة “هم” و”نحن” - “أيوه كده .. نتكاتف هنهزمهم - يقصد “التيارات الإسلامية”. من ليس معي فهو ضدي، ومعسكري أنا هو معسكر الخير في مواجهة معسكر الشرّ. وفي لغة الكراهية يتجلّى ما يعرف في دراسات الخطاب بالمربّع الأيديولوجي ideological square الذي اقترحه فان دايك Dijk ومفاده أنّ المتحاورين خصوصا في مواقف الصراع والكراهية يعمدون إلى “تهويل” محاسنهم و”تهوين” محاسن خصومهم وتهوين معايبهم وتهويل معايب خصومهم. هذا ديدن البشر جميعا، وإن اختلفت الأسباب والدرجات، إلا من رحم ربي. ومن النّاس من يرى، خصوصاً في لحظات الانفعال، كلَّ مخالف له على باطل، من غير تفنيد ولا مراجعة، ومن غير أن يضع نفسه في مكان من يخالفونه. ما أشدَّ قسوة تعميم كهذا التعميم: “لا ينكر فضل ... (واحد من المرشَّحين “المُحتملين” لرئاسة مصر) وعظمته إلا مريض نفسي أو حاقد سوداوي أو أحمق غبي” (9 ديسمبر 2011). قد يكون الدافع هنا حبّ كبير لهذا المرشّح “المحتمل”، وانبهار “بفضله وعظمته”، غير أنّ “الحبَّ الكبير” تقابله كراهيةٌ أكبر لكلّ من ينكر على المُحبّ حبّه أو يخالفه. مثال آخر: “استقطاب..استقطاب.. استقطاب.. يا ريت نعلن الحرب على بعض عشان نخلص.. المهم نكتب في الآخر .. والله من وراء القصد.. يا سلاااااااااام .. كل الشيطنة والإشارة للكفار دي .. وفي الآخر في سبيل الله.. تلات حروف مفيش غيرهم” (عمر السيد، تعليقاً على وصف من يهاجمون التيارات الإسلاميّة بقريش 2011، 15 ديسمبر 2011). وقد لاحظنا أنّ لغة الكراهية، ولا غرابة في ذلك، تفتقد إلى اللياقة والتهذيب، ففيها السبّ والشتم والتنابز بالألقاب والشماتة والتسفيه والتشويه والألفاظ المبتذلة البذيئة والتعابير والتلميحات الفاحشة والإشارات النابية والسخرية الموجعة و”الاستظراف” مثل: “من هن المحصنات؟ من يمتطين الأحصنة”. ولو تناولنا تلك اللغة من وجهة نظر أطروحات الكياسة واللياقة في الثقافة الغربيّة وجدناها لغة تفتقد التهذيب لأنّها تميل إلى الشقاق على حساب الاتفاق، والاستهجان على حساب الاستحسان، والشماتة على حساب التعاطف، والترهيب على حساب الترغيب، والتكليف على حساب التخفيف، والتجهّم على حساب البشاشة، والقسوة والخشونة على حساب اللين والبشاشة. من منظور إسلامي، تفتقد هذه اللغة كذلك الكلمة الطيّبة وتحفل بالخبيث من المعاني والألفاظ وتتجاهل نصيحتين نبويتين نبيلتين هما: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت” و”ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش البذيء”، ولا تلتزم بتعاليم قرآنية معروفة منها ما ورد في سورة (الحجرات)، وفيها منظومة متكاملة من الآداب والتعاليم الأخلاقية والاجتماعية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الآيات 11-13) وهي لغة صدامية لا تهدف إلى التوفيق أو التوافق بل إلى الانتصار ولو على حساب الاعتبارات الاجتماعية والإنسانيّة. في الصراعات والنزاعات يختار أطراف الصراع أو النزاع بين غاياتهم الشخصيّة والغايات الاجتماعيّة. على سبيل المثال، إذا دخلت في جدل مع صديق أو زميل عليك أن تختار بين الفوز في تلك الموقعة الكلاميّة أو المحافظة على الصداقة أو الزمالة. أفضل الحلول أن تحقق ما تريد وتحافظ على العلاقة، وأسوأ الحلول أن تضحّي بهما معاً، فلا أنت أقنعت ولا أنت احتفظت يصديقك أو زميلك، لا أرض قطعت ولا ظهراً أبقيت بالتعبير النبوي الشريف. لغة الكراهية، إلى ما سبق، لغة انفعاليّة، ليس فيها مكان للعقل ولا فسحة للتثبّت أو التحقّق، بل فيها كثير من الهيجان والتهييج، والصوت العالي و”التشويح” والتلويح والصراخ والانفعال الذي قد ينتهي إلى الاشتباك بالأيدي أو إلى ما فوق ذلك أو ما دون ذلك. ومع الانفعال يكون التعميم – “كلكم خونة” – فعقول الغاضبين ليس لديها وقت للاستثناء. وهي لغة اصطفائيّة انتقائيّة يعمد الكارهون فيها إلى تجاهل ما يُضعف حججهم أو يدحضها من خلال الحذف أو التهوين، وإلى التركيز على ما يقوّي تلك الحجج ويعزّزها. “اخواننا الليبراليون عابوا على الحرية والعدالة استقباله لوفد الكونجرس .. أتاريهم كانوا عايزين يريّحوا الأميركيين ويروحولهم بنفسهم لغاية عندهم في السفارة...”. سجن التاريخ تظلّ لغة الكراهية سجينة الذكريات والتاريخ. لا بدَّ أنْ تجد في خطاب الكراهية من يذكّرك بيوم كذا وسنة كذا وما فعله الحزب الفلاني وما اقترفه فلان وما ارتكبته دولة كذا وكذا في وقت كذا وكذا من تاريخ الفتن السياسية في الدولة الإسلامية إلى النكسة والناصرية والقومية وتاريخ الأحزاب والجماعات إلى حرب أكتوبر وهكذا. وهل ينسى العرب مدرسة بحر البقر وقانا وصبرا وشاتيلا والنكسة؟ وهل ينسى الأكراد أو الشيعة بطش صدام بهم وهل تنسى مصراته ما فعل القذافي بها. في سياق أضيق، يلجأ المتحاورون حين يختلفون وتشتعل بينهم نار الكراهية، إلى النبش في القبور والتقليب في الدفاتر القديمة وخلط الأوراق: “يا دكتور ... لو خرج العيب من أهل العيب ما يبقاش عيب .. و ... دا اللى عاملي نفسه صاحب رأى وفكر .. دور وشوفه ابن مين واسأل عن أبوه واللي كان بعمله في الامتحانات ... وتلوّنه كل شويه في مكان وشكله نسي فضايح أبوه خصوصا في ... ولو مكانش يتلم هيشوف بعينه الفضايح”. ونلاحظ أنّ النصوص والاقتباسات والمعلومات التي تستند إليها لغة الكراهية تكون عادّة مجتثّة من سياقها ومن ذلك اقتباس الكلام المنسوب إلى الرسول صلّى الله عليه وسلم عن النساء أنّهن “ناقصات عقل ودين” دون شرح ما يقصد عليه الصلاة والسلام بذلك، واقتباس جزء من آية من سورة يوسف بتصرّف غير يسير – “إنّ كيدهن عظيم” – والأصل “إنّه من كيدكنَّ إنّ كيدكنَّ عظيم”، والخطاب لنسوة المدينة اللاتي قطّعن أيديهن في سورة (يوسف). ومن ذلك أيضاً الكلام عن مشروعية الزواج بأربع نساء - “مثنى وثلاث ورباع” - دون العودة إلى أول الآية، ولا إلى آيات أخرى في مواضع أخرى تضع حدوداً وقيوداً على تلك المشروعيّة. ومن ذلك استلهام المقولة الفرنسيّة المشهورة “فتّش عن المرأة” Cherchez la femme - ومصدرها واحدة من روايات ألكسندر دوما Dumas - من غير اهتمام بسياق النّص أو ظروف إنتاجه أو شخصية من أنتجه. لا يفرّق خطاب الكراهية بين الأفكار والأشخاص. ضحايا هذا الخلط التاريخي في الثقافة العربيّة بين المؤلّف وما يؤلّف، بين الكاتب وما يكتب، بين الشاعر والروائي والقاصّ وبين الشخوص التي تظهر في أعمالهم، لا حصر لهم. هذا تعليق على فيسبوكيّة هاجمت شيخاً وفي التعليق، بالإضافة إلى الأخطاء الإملائيّة والنحويّة، تشكيك في إيمان السيّدة: “مع كل احترامي لكي أقول لك شاهدي هذا الفيديو قبل أن تحكمي على العرب والمسلمين، خصوصاً حتى لا تنشري شيئا وستحاسبين عليه يوم تقفين أمام الله إذا كنت تؤمنين بالوقوف أمام الله” (14 ديسمبر 2011). * أستاذ في جامعة الإمارات العربية المتحدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض