24 فبراير 2008 00:10
كان الأطفال معنا أشد شوقاً لركوب الزورق الذي يرسو عند كاسر الأمواج بجانب (سارية العلم)، وهو أحد خمسة مراكب مخصصة للراغبين في زيارة جزيرة اللؤلؤ، أقرب الجزر السياحية إلى أبوظبي· وكل واحد من هذه المراكب البحرية ينقل حوالي أربعين راكباً· أما الرحلة البحرية فلا تستغرق أكثر من خمس دقائق·
ذهبنا إليها بصحبة فنان تشكيلي قادم إلى أبوظبي من مكان بعيد، وفي برنامجه زيارة جزيرة اللؤلؤ كواحدة من أجمل المعالم السياحية في الإمارات· ما ان صعدنا في المركب حتى بدت الجزيرة أمامنا تتربع على عرشها الرملي في الجهة المقابلة للكورنيش، وتمتد بموازاة مدينة أبوظبي من منطقة كاسر الأمواج إلى منطقة ميناء زايد الحر· وإذا كانت (أسورة العروس عند فيروز مشغولة بالذهب)، فإن الأبراج المنعكسة على الماء تتراءى لمن يشاهدها مثل أسورة العروس المشكوكة باللؤلؤ·
الشواطئ النظيفة عكست مرآتها أشعة الشمس الذهبية بينما الزرقة تبعث الراحة والسرور في الأنفس، أما الأطفال برفقة أهلهم فكانوا في ضجيجهم وفرحم كأنهم النوارس التي تطير مرحة آمنة بالقرب من المياه الدافئة· وعلى الرغم من أن المسافة قصيرة، إلا أنها كانت لحظات منعشة تروح عن النفس الكثير الكثير·
جولة بين النخيل
نزلنا في ميناء الجزيرة، وحصلنا على التذاكر مقابل قيمة رمزية وهي 15 درهماً أجرة التجوال ''بالباص'' أو 20 درهما بالقطار، فاخترنا القطار لنشعر بأننا سياح، وسرعان ما انطلق بنا يطوف بين آلاف من أشجار النخيل ومساكب الزهور، والتلال الرملية التي تشكلت بحجوم مختلفة، وفي المقابل مناظر البحيرات الجميلة المخصصة للسباحة بمياه عذبة، وهي تضم عدداً من المطاعم والمقاهي والمساجد والمباني والمشاغل التراثية·
تمتاز جزيرة اللؤلؤ بثروة زراعية كبيرة، ويوجد بها عدد من أشجار النخيل يقدر بحوالي 14,000 شجرة، بالإضافة إلى الأشجار المثمرة الأخرى مثل المانجو، الرمان، والتين الشوكي·
هذا ما أخبرنا به (طارق أحمد ) المراقب في الجزيرة ثم اضاف: تبلغ مساحة الجزيرة حوالي 10 كيلومترات مربعة· وبدأ العمل بها في مايو عام 2002 ، وتم افتتاحها رسمياً في 07/04/ 2007 · وهناك اهتمام كبير بالمرافق العامة، إضافة إلى شواطئ مجهزة للسباحة، حيث يمتد الشاطئ الأمامي 3 كم والشاطئ الخلفي 4 كم وهي مجهزة بالمظلات والكراسي·
سباحة ورياضة
وعن المعالم السياحية التي تحتويها الجزيرة قال طارق: توجد في الجزيرة كما ترون مجموعة من البحيرات منها: بحيرة الجبل؛ وهي بحيرة صناعية دائرية تقع وسط جزيرة عذبة المياه ومجهزة للسباحة· عمقها من متر إلى أربعة أمتار وفيها شلال من المياه الحلوة، وهي تناسب كل الأعمار· أما بحيرة الري؛ فهي بحيرة طبيعية في وسط الجزيرة ومجهزة بقوارب البدالات وألعاب مائية مثل قوارب التبديل الصغيرة· وجميع احتياطات الأمن والسلامة موجودة بشكل دائم حيث يتواجد عدد من المنقذين·
وتابع قائلاً: تشتمل الجزيرة أيضاً على ملعبين لكرة السلة، وملاعب للكرة الطائرة· وكل شواطئ الجزيرة مجهزة بغرف تبديل ودورات مياه وغرف استحمام، وهناك مساحات شاسعة على الشواطئ للاستمتاع بالشواء·
وأشار طارق إلى أن هناك مشاريع مستقبلية قيد الدراسة، كما أن عدد السياح الذين يقصدون جزيرة اللؤلؤ في الشهر يتراوح بين 5 و 7 آلاف سائح·
ونحن في طريق العودة متجهون نحو سارية العلم، وهو مركز الانطلاق، شعرت برغبة ملحة في القيام كل أسبوع برحلة بحرية منعشة وقصيرة إلى جزيرة اللؤلؤ، ربما تخفف عن الأنفس أعباء العمل خلال الأسبوع· أما الفنان ضيف أبوظبي فكانت أمنيته مختلفة، فقد تمنى أن يشارك مع مجموعة من الفنانين والنحاتين في معرض على الطبيعة وعلى أرض جزيرة اللؤلؤ ليتوحد الفن إلى جانب شجر النخيل لأنهما رمز البقاء والخلود في هذه الأرض·
برنامج الزيارة
الجزيرة مفتوحة على مدار أيام الأسبوع، على النحو التالي:
من الأحد إلى الأربعاء: من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً·
أيام الخميس والجمعة والسبت: من الثامنة صباحاً حتى العاشرة مساءً·
المصدر: أبوظبي