أمنه الكتبي (دبي)
قالت قيادات نسائية إن اختيار شجرة الغاف رمزاً لعام التسامح دليل على الاهتمام الشعبي بالشجرة التي تعد إرثاً وطنياً ورمزاً للتسامح والصمود والبقاء. وأوضحن أن أشجار الغاف حظيت بمكانة خاصة في التراث الإماراتي وبرز ذلك من خلال الاهتمام الكبير من قبل الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتوجيهاته بمنع قطعها في كافة إمارات الدولة كما أمر باستزراع غابات جديدة واسعة من الغاف.
وقالت عفراء البسطي عضو المجلس الوطني الاتحادي: ارتبطت شجرة الغاف بالعادات وتقاليد شعوب الصحراء على وجه الخصوص، وكانت نقطة التقاء وتجمع وتشاور كذلك، وأضافت «للشجرة مكانة في قلوبنا لاستمراريتها وصمودها الذي ارتبط بقسوة المناخ وهي النبتة الأقوى في البيئة الصحراوية القاسية»، مبينة أن الدور الذي لعبته هذه الأشجار في حياة آبائنا نقتبس منه الصمود والبقاء والتسامح.
وأكدت أن شجرة الغاف تعد من أهم الأشجار المحلية، بسبب ارتباطها بحياة أهل الإمارات قديماً، كما تعد أحد الرموز التراثية والتاريخية في المنطقة، لذلك وجب المحافظة عليها والاهتمام والعناية بها، من خلال زراعتها على نطاق أوسع، وعدم رميها أو إهمالها.
وقالت: تعتبر شجرة الغاف مصدراً غذائياً هاماًّ للإنسان والحيوان حيث إن أوراق وثمار الغاف صالحة للأكل، وزيت الغاف يعتبر من الزيوت النباتية القابلة للاستخدام الآدمي، كما أن الأجزاء الخضراء من شجرة الغاف مستساغة للحيوانات، ولب بذور الغاف يعتبر مصدراً غذائياً هاماًّ، إلى جانب استخدامه في مجال الطب الشعبي، مضيفة أن المحافظة على شجرة الغاف من قبل الجهات المعنية هي دعوة للجميع لحمايتها لمكانتها الثقافية والجمالية والبيئية في الإمارات.
من ناحيتها، قالت عائشة بن سمنوه عضو المجلس الوطني الاتحادي إن شجرة الغاف غالية على شعب الإمارات وترتبط بالأصالة الإماراتية، وتعد رمزاً للصمود في الصحراء، وشاهداً على عادات قديمة، من بينها الممارسة الديمقراطية التي كانت تعقد تحت ظلالها، حيث كان يجتمع أبناء القبائل تحتها للتشاور في أمور حياتهم.
وأضافت أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أمر بحفظ شجرة الغاف وأوصى بالاهتمام بها، ووجه بعدم قطعها، وذلك لما تحتله هذه الشجرة من مكانة خاصة في التراث الإماراتي.
وقالت: هناك مبادرات مجتمعية تهدف لزراعة شجرة الغاف ومنع قطعها، مبينة أن المحافظة على هذه الأشجار وضمان استمرارية زراعتها للأجيال المقبلة من أهم مسؤولياتها الاجتماعية والبيئية.
ولفتت إلى أن شجرة الغاف الطبيعية تعد أهم شجرة بيئة محلية، والمحافظة عليها ترتبط بالهوية الوطنية وتراث الوطن، كما أنها تعتبر الشجرة المحلية الأكثر انتشاراً في الإمارات من رأس الخيمة وحتى ليوا والسلع.
وقالت المهندسة عزة سليمان عضو المجلس الوطني الاتحادي: «لشجرة الغاف عندي مكانة خاصة، ليس فقط بوصفي ابنة الإمارات، ولكن بوصفي عضواً في المجلس الوطني الاتحادي القائم على الشورى، ولذلك عندما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد اختيار شجرة الغاف التي كانت مقراً عفوياً للشورى عند الأجداد كشعار لعام التسامح شعرت بالفخر والسعادة». وأضافت أن «عام التسامح هو احتفال بما أوجدناه على مدار السنوات الماضية ومنذ تأسيس الاتحاد في قلوب كل من عرف الإمارات وأهلها ونمى في قلوبهم حب التسامح بالصبغة الإماراتية الفريدة، وشجرة الغاف بكل ما تحمله من معاني تُمثّل بلادنا وكأنها وقفت شاهدة على مر السنوات على كل مواقف التسامح واحترام الآخر»، مضيفة أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قدم دروساً في الاحتفال بمكونات الوطن وكنوزه وتعريف العالم بها، واليوم بإعلان شجرة الغاف شعاراً لعام التسامح نضع أمام العالم قصتنا مع هذه الشجرة ليرسخ في الأذهان غنى تراثنا وأرض الإمارات.