لم يكن إيفان كوردوبا نجم دفاع الإنتر الإيطالي يتخيل أن حلمه في معانقة لقب مونديال الأندية للمرة الأولى في مسيرته الكروية الحافلة بالبطولات يجب أن يمر على أنقاض حلم مواطنه ماوريسيو مولينا نجم هجوم سيونجنام الكوري الجنوبي، فقد فرض عصر الاحتراف هذه المواجهة المثيرة "العدائية بحكم مركزيهما في الملعب" بين نجمي كولومبيا، على الرغم من انهما شاركا سوياً في تحقيق الإنجاز الأهم في تاريخ الكرة الكولومبية في السنوات الأخيرة حينما منحا المنتخب الكولومبي كأس كوبا أميركا عام 2001 .
كوردوبا يتذكر بدايات علاقته مع مواطنه مولينا قائلاً: "كان مولينا يبلغ من العمر 20 عاماً فقط ،حينما انضم إلينا قبل انطلاق بطولة كوبا أميركا عام 2001، ومنذ أن شاهدته في الملعب أدركت أن منتخبنا ربح لاعباً موهوباً على المستوى الهجومي، فهو يجيد صناعة الأهداف، ويجيد تسجيلها حينما يستدعي الأمر، والآن يتواجد مولينا في فريق قوي قمنا بدراسة طريقته في الأداء جيداً، وتولدت لدينا قناعة بأنه فريق يمكنه صنع المفاجأة إذا لم نأخذ حذرنا منه، ومولينا من العناصر المؤثرة في صفوف الفريق الكوري، فهو نموذج للاعب كرة القدم اللاتيني الذي يمزج بين المهارة والقوة والسرعة، ومن المؤكد أن من أهم العناصر المؤثرة في أداء سيونجنام، وسوف نحاول إيقاف خطورته لأنه أحد المفاتيح الهامة بالنسبة لهم".
من جانبه لم يتردد مولينا نجم المباراة التي فاز بها سيونجنام على الوحدة برباعية مقابل هدف في التشديد على إثارة المواجهة التي تجمعه مع مواطنه كوردوبا خاصة أن رافا بينيتيز قد يكلف المدافع الكولومبي بمراقبته، فهما الأكثر دراية ومعرفة بطريقة أداء بعضهما، وفي تصريحاته عن المعركة المثيرة قال مولينا: "إنها مناسبة خاصة للغاية، فتواجدي في صفوف فريق يواجه كوردوبا مناسبة استثنائية لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي، علاقتنا بدأت قبل سنوات في صفوف المنتخب، ومن المؤكد إن الآلاف في كولومبيا سوف يتابعون مباراتنا مع انتر الإيطالي ليس لمجرد الاهتمام بالمباراة باعتبارها تقام في مونديال الأندية فقط، بل لأنهم يشعرون بشغف كبير لرؤية الحوار الكروي الذي يجمعنا معاً، وهي مواجهة مشرفة للكرة الكولومبية التي تتواجد على الساحة العالمية الآن من خلال مونديال الأندية".
اشتهر مولينا 30 عاماً بعشقه للتجول في دوريات العالم، فقد انتقل بين 8 دول مختلفة ليصبح جديراً بلقب "الرحالة الكولومبي" فقد كانت بدايته قبل أن يجاوز 16 عاماً في صفوف انفيجالدو بكولومبيا، وتنقل بين عدة أندية في بلاده، قبل أن يشد الرحال إلى المكسيك، ومنها إلى الإمارات للانضمام إلى نادي العين عام 2004، وواصل رحلته ليحترف فيما بعد في سان لورينزو بالأرجنتين، وأولمبيا في باراجواي، وريد ستار الصربي، وسانتوس البرازيلي، قبل أن يستقر في سيونجنام الكوري في 2009
كما يتمتع مواطنه كوردوبا 34 عاماً بتاريخ حافل بالبطولات مع الإنتر الذي انضم إلى صفوفه عام 1999 ليحصل معه على جميع البطولات، ما بين 5 دوري، و 3 للكأس، و4 سوبر، ولقب دوري أبطال أوروبا، وخاض مع الفريق 599 مباراة، وهو على موعد مع التاريخ الليلة ليخوض مباراته رقم 600 مع بطل أوروبا وستكون أبوظبي شاهدة على هذه المحطة التاريخية في مسيرة المدافع الكولومبي الكبير.