14 ديسمبر 2010 20:13
يطلق على هذا العصر، عصر الضغوط النفسية، حيث يعاني البشر هذا الوباء، ويعرف الخبراء المعنيين الضغط النفسي بأنه «حالة نفسية وبدنية وشعورية تنتاب البشر جميعاً، وفي جميع الأعمار يختبرها الشخص عندما يشعر بوجود خطر أو سبب يعرض استقراره، أو وجوده المادي، أو الاجتماعي، أولمن يرتبط به بعلاقات أسرية أو عاطفية، إلى التغير، ويصبح الشخص في حالة من الإنهاك النفسي والبدني والشعوري المستمر نتيجة محاولته ضبط أوضاعه النفسية والبدنية والشعورية في مواجهة التغيرات الموجودة في المحيط الخارجي».
.. ويمر كل منا على مدار حياته اليومية أو حياته بصفة عامة بمواقف وخبرات شتى على كل منها يمثل حدثاً ضاغطاً بصورة أو بأخرى، وقد لا نتذكر هذه المواقف والخبرات وقد تظل عالقة في أذهاننا ولا تفارقنا. فنحن نستيقظ صباحا كي نواجه عشرات، بل مئات الأحداث والمواقف والخبرات التي قد ندركها على أنها ضاغطة فلا يمكن الفكاك منها ولا تحاشيها جميعا، ومن ثم يحدث الضغط النفسي نتيجة التفاعل النفسي والفيزيولوجي للأحداث التي تسبب اضطراباً في توازن الشخص، وما يسبب أعراضاً جسمانية أولها ازدياد في عدد ضربات القلب وازدياد التنفس وهناك ثلاثة أجهزة في الجسم تتفاعل مع الضغط النفسي هي الجهاز العصبي التلقائي ونظام الغدد الصماء والنظام العصبي العضلي. وقد يكون الضغط النفسي إيجابياً، أي أنه يقود إلى خلق تغيرات وتحديات تعود بالنفع على صاحبه، بحيث تزيد من حسن أدائه وتدفعه إلى المزيد من الثقة بنفسه، أو قد يكون سلبياً، فيترك وراءه زوبعة من العوارض والعلامات الجسدية والنفسية والسلوكية، وقد تكون عابرة، أو قد تلازم المصاب كظله، معرِّضة إياه لمشاكل صحية
واجتماعية كحدوث جلطات القلب، الضغط النفسي، العصبية، ضغط العمل، ضغوط الأسرة ومتطلباتها، القلق المستمر، انخفاض المعنوية المستمر. كلها مرادفات لها تأثير سيئ على عضلة القلب وشرايينه.
.. وتتنوع المصادر التي تؤدي إلى الضغط النفسي، فهناك مصادر معروفة يمكن الاستدلال عليها بسهولة، مثل وجود نزاع عائلي، أو مرض، أو حدوث وفاة، أو أزمة مالية، أو أشياء تتعلق بالعمل، أو المناوبات الليلية، أو الطلاق، أو زحمة السير، أو الفشل في تحقيق إنجاز ما وغيرها. ولكن لسوء الحظ، هناك مصادر خفية للضغط النفسي، قد تكون مؤذية تماماً.
.. هناك أنواع من الضغوط النفسية تتمثل في الأحداث المفاجئة، كالمرض الشديد، أو وفاة قريب، أوتغير اجتماعي أو خسارة مالية. وهي ضغوط يمكن اكتشافها وتجاوزها مع الوقت، بزوال الحدث المسبب، وكون المصاب يعي تماماً هو ومن حوله أنه تحت ضغط ما. وهناك ضغوط مستمـرة، وهي أخطر، ونتائجها الجسدية تظهر على مدى سنين عديدة مثل فشل مناعة الجسد، والأمراض المستعصية، والأمراض القلبية والمزمنة.
المصدر: أبوظبي