20 سبتمبر 2011 02:08
يُصيب مرض الكلى حوالي 20 مليون أميركي، ينتهي عدد كبير منهم إلى الغسيل الكلوي. غير أن بعض أنواع أمراض الكلى يمكن علاجها، كما يمكن التنبؤ في وقت مبكر بالحالات التي قد تتفاقم وتتطور إلى حالات القصور والفشل الكلوي الصعبة والتي تتطلب غسيلاً كلوياً وعدداً من الاحتياطات الصحية.
وفي دراسة نُشرت في العدد الأخير من مجلة “المجتمع الأميركي والتكيس الكلوي التعددي”، قال باحثون، إن قياس هورمون يُسمى “FGF-23” يمكنه التنبؤ بالمرضى الذين ستنتهي حالاتهم إلى الغسيل الكلوي. وقد اكتشف هذا الهورمون مؤخراً وجلب إليه أنظار العديد من الباحثين نظراً لدوره الحاسم في تنظيم الفوسفور في الجسم. وأظهرت الدراسة الجديدة أن عندما تُصاب الكليتان بقصور أو فشل، فإن مستويات هورمون “FGF-23” ترتفع. بيْد أن هورمون “FGF-23” يبدو أكثر حساسيةً ويشرع في الارتفاع قبل ظهور تغيرات على مستوى الفوسفور بكثير. ويقول الدكتور مايكل تشونكول، أستاذ مشارك متخصص في التكيس الكلوي المتعدد بكلية الطب في جامعة كولورادو ورئيس فريق البحث الذي أنجز هذه الدراسة، “إن هذا الاكتشاف يُتيح لنا التنبؤ بحالات المرضى التي تكون عُرضةً للتطور والتفاقم قبل وصول المرحلة التي يحتاجون فيها إلى إجراء غسيل كلوي (دياليز). وهذا أمر في غاية الأهمية، لا سيما إذا علمنا أن قُرابة 23% من المرضى الذين يضطرون إلى الخضوع لجلسات غسيل كلوي يموتون في العام الأول”.
وثمن العديد من الملاحظين هذا الاكتشاف، لكن بعضهم قال إنه لا حاجة إلى مؤشر جديد. فهم وإن أقروا بالأهمية القصوى لهورمون “FGF-23”، فإنهم أردفوا أن مصل الكرياتين الذي يُستخلص من الدم عن طريق الكلى ظل منذ ما يزيد على 90 سنةً وإلى يومنا هذا مؤشراً قيماً ودالاً. وعندما يصل مستوى الكرياتين 2 ملجرام في الديسيلتر، فهذا يعني أن المريض سيتحول إلى الغسيل الكلوي خلال أربع سنوات من وصول الكرياتين إلى 2، إلا إذا حالف الحظ المريض وتطورت حالته إلى تكيس كلوي فقط، وهو ما يعني أن مرحلة الغسيل الكلوي ستتأجل إلى 8 سنوات.
ومن المعلوم أن الأشخاص المصابين بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم والذين يصل مستوى الكرياتين لديهم ما بين 1,5 و2، يُصنفون في خانة غير حرجة نظراً لأن المستوى يكون ما زال قابلاً للتخفيض. ولذلك، فإنه ينبغي على المريض ألا ينتظر وصول مستوى الكرياتين إلى نقطة اللارجعة، بل يُسارع باللجوء إلى أقرب معالج ليتمكن من إنقاصه قبل فوات الأوان. أما إذا لم يتخذ المريض أي إجراء علاجي في الوقت المناسب، فإن مستوى الكرياتين يزيد إلى أن يصل إلى 3، ويكون الوقت حينذاك قد فات على العلاج. وإذا أراد مريض الكلي أن يقيس مستوى “FGF-23”، فمن الأفضل أن يقيس أولاً مستوى مصل الكرياتين؛ لأن هذا الأخير أهم حتى من قياس مستوى الكوليسترول.
عن “لوس أنجلوس تايمز”
المصدر: أبوظبي