11 ديسمبر 2010 20:31
بينما نظمت “توشيبا” مؤخراً احتفالا للترحيب بموظفيها الجدد من ذوي الأصل الياباني الذين استمعوا للكلمات التي ألقيت باللغة اليابانية ورددوا أغنية للشركة، احتفت شركات يابانية أخرى بانضمام موظفين جدد مع فارق أن الأخيرين أجانب وبالكاد يتحدثون قليلا من اللغة اليابانية.
وأصبحت “توشيبا” الآن من ضمن عدد من الشركات اليابانية التي أشرعت أبوابها أمام انضمام الموظفين الأجانب لقواها العاملة وذلك في محاولة منها لنشر عملياتها خارج الحدود اليابانية. وكانت الشركات اليابانية في الماضي وبطبيعتها المغلقة وممارسات العمل القاسية واعتمادها على المتحدثين باللغة اليابانية، غير متحمسة لتوظيف الأجانب إلا في فروعها التي تقع في دول أخرى.
لكن ومع حالة الكساد التي تسود السوق المحلية، تغير ذلك الحال ليرغم الشركات على الاتجاه نحو الخارج لزيادة معدلات عائداتها. ويقول سيشيرو سوزوكي رئيس قسم التوظيف في مجموعة “توشيبا” “نحن نعمل على ترقية التنوع داخل الشركة، لأنه أصبح لدينا إحساس مرتبط بالأزمة وعدم تحقيق النمو ما لم نقم بتوظيف جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى العنصر النسائي.
وتقوم “توشيبا” بتوظيف عشرات الآلاف من العمال غير اليابانيين في فروعها المنتشرة حول العالم والبالغ عددها نحو 315 فرعاً.
ونظمت الشركة في العام 2006 برنامج توظيف عالميا يهدف إلى توظيف مهندسين من دول جنوب شرق آسيا للعمل في الشركة اليابانية الأم. ويذكر أن نحو 250 من جملة 35,000 موظف في “توشيبا” الأم هم من غير اليابانيين. وتخطط الشركة في السنوات القليلة القادمة لضم100 موظف لقوتها العاملة على نحو سنوي.
وتخطط العديد من شركات التجزئة اليابانية لبناء قاعدة من العمال الأجانب لتعزيز توسعاتها الخارجية. وتسعى شركة “لاوسون” العاملة في مجال السلع الاستهلاكية لتوظيف عدد من الموظفين الأجانب وذلك كجزء من خطتها الرامية للتوسع في الأسواق الآسيوية.
واتجهت “دون كويكزوت” لبيع السلع المخفضة نحو الصين لتوظيف نحو 50 صينيا، أي أكثر من ثلث العدد الذي تخطط لضمه إلى قوتها العاملة في الربيع القادم. أما “راكوتين” التي تدير أكبر مراكز التجارة الالكترونية، فذهبت أبعد من ذلك في جعل اللغة الانجليزية لغة الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية الرسمية.
وتوظف كل من الشركتين آسيويين درسوا في اليابان وعلى دراية باللغة اليابانية وبثقافة البلاد وعاداتها.
ولا يقتصر هدف هذه الشركات على إغراء المدراء الذين يهدفون إلى تعزيز نشاطاتهم الخارجية فحسب، بل لبناء ثقافة غنية بالتنوع لإثراء أفكار جديدة وللوصول إلى تصورات جديدة تساعد على فهم كيفية مزاولة النشاطات التجارية.
وتوصلت الشركات اليابانية أيضاً إلى أن الثقة بالنفس والسعي الدؤوب الذي يتمتع به الموظف الأجنبي، ساعد على بث روح التحفيز بين الموظفين اليابانيين. وكذلك يكون الموظف الأجنبي متخرج في العادة من أفضل جامعات بلاده، في حين يتخرج نظيره الياباني من جامعات متواضعة.
وفي الوقت الذي تحاول فيه الكثير من الشركات اليابانية إضافة عدد من الأجانب لقوتها العاملة، لا تزال هناك عقبات كبيرة تقف في طريق تلك الشركات والموظفين الأجانب على حد سواء.
وبالرغم من أن “توشيبا” لم تطلب من الإدارة الأجنبية السعي وراء توظيف من يتحدثون اليابانية، إلا أنها لم تفلح في تحقيق هدفها بإضافة 100 موظف سنوياً إلى كادرها العامل وذلك لعدم إمكانية توفر من لديهم الكفاءة.
ومن العقبات الأخرى صعوبة إيجاد أجانب ممن لديهم الرغبة في البقاء في اليابان لسنوات طويلة بنفس الشروط التي تنطبق على الموظفين المحليين. ويمكن القول إن معظم الشركات اليابانية ما زالت مترددة في ضم أجانب إليها مما يعني أن عدد ضئيل من آلاف الدارسين في اليابان، يجدون طريقهم إلى داخل أروقة تلك الشركات. وفي غضون ذلك، تتوقع شركة “فاست ريتيلنج” التي تتوسع بسرعة في الخارج، أن يفوق عدد الأجانب عدد العاملين اليابانيين ضمن كادرها خلال العشر سنوات المقبلة.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
ترجمة: حسونة الطيب