هناء الحمادي (أبوظبي) - يستسلم كثير من الناس بسرعة للخرافات، ويظلون في حالة قلق وخوف دائم، ومنها الرقم 13، الذي يصادف تاريخه اليوم الجمعة، حيث يعتبره البعض رقماً غير محبب، ولا يرغبون في أن يرتبط بأي شيء يخصهم، فيتجنبون أن يكون رقم منزلهم 13 أو غرفتهم 13 في الفندق أو المكان الذي يسكنونه، وأحياناً لا يتناولون الطعام على مائدة عليها ثلاثة عشر شخصاً.
أما الشارع رقم 13 فيتجنب السائقون المرور به في كثير من دول العالم، لاعتقادهم أنه سبب قوي لوقوع الحوادث، وكذلك الشقق السكنية التي رقمها 13، فهي أقل طلباً وأرخص سعراً، كما تردد أن شركات طيران حذفت الصف 13 من مقاعدها، وتردد أن أحد مطارات أسكتلندا والبوابة رقم 13 تشاؤماً منه.
ويقال إن السبب الرئيس لهذا الخوف يعود إلى العصور القديمة، إذ كانوا يعتقدون بارتباط هذا الرقم بقدرة وقوة خفية، وصلته بعلم الغيب، وقد ذكر في أحد الكتب قديمة العهد أن من يفهم الرقم 13 ربما يحصل على مفاتيح الطاقة والسلطة.
ورداً على هذه المعتقدات، أوضح الدكتور أحمد موسى، الواعظ الأول في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، في أبوظبي، أن مثل هذه الأمور تندرج تحت أقاويل غير صحيحة، فالتشاؤم دينياً وعقلياً لا يتطابق مع واقع الحياة الصحيح، وبالتالي هذه مجرد أوهام ومقولات تخالف الواقع، وكل إنسان لابد له أن يتوكل على الله ويحكم عقله، ويؤمن أنه لا يحدث له إلا ما كتبه الله، لذلك لابد من ترك مثل هذه المقولات جانباً، لأن الأمر لله من قبل ومن بعد.
ويضيف أن الأيام هي أيام الله، والتشاؤم منها أو سبها أمرٌ لا يجوز، والرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالتفاؤل بقوله: «تفاءلوا بالخير تجدوه»، كما أن الإسلام يريد للناس أن يعيشوا في حالة من التفاؤل، لأنه من أسباب النجاح، موضحاً أن مجيء الرقم 13 في يوم الجمعة، ارتباط بأجمل الأيام عند الله، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة رواه مسلم.
ولفت الدكتور أحمد موسى إلى أن هذا الحديث الشريف يتحدث عن مزايا يوم الجمعة مبيناً في البداية أنه خير يوم طلعت فيه الشمس، وأنه اليوم الذي خلق فيه آدم، وتفصيلاً هو اليوم الذي أوجد الله فيه مخلوقاً مكرماً ومفضلاً على كثير من العالمين، ويوم الجمعة هو اليوم الذي أدخل فيه آدم عليه السلام الجنة، وذاك أيضاً حدث عظيم، لما فيه من الكرامة في الجنة، وإعداد آدم للخلافة.
ومن جانب استغرب بعض التربويين ممن يتشاءمون من الرقم 13 بقولهم إن الأرقام جميعها واحدة، ولا ندري لماذا يتشاءم البعض من هذا الرقم ، فكلها خرافات اعتنقها الغرب، ونحن كمسلمين علينا ألا نتبع الأهواء، وبصفة عامة نحرص على الدعوة إلى عدم الاهتمام بهذه الخرافات والأرقام.