5 سبتمبر 2012
على قدم وساق تتواصل استعدادات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لبدء العام الدراسي الجديد 2013/2012، عبر تأهيل الكادر الإداري والتدريسي لاستئناف الدوام الرسمي يوم الأحد المقبل الموافق للتاسع من سبتمبر الجاري، من خلال استكمال كافة التجهيزات الضرورية لتهيئة البيئة المدرسية لاستقبال الطلبة من ذوي الإعاقة، مرتقية بوسائلها التعليمية حيث سيتم إدخال جهاز «الآيباد» إلى الصفوف، كما ستتاح فصول مسائية لذوي الإعاقة الشديدة في بعض المدارس.
مواكبة للتطورات والمستجدات في مجال الإعاقة، وبهدف الارتقاء بكافة الخدمات التي تقدمها المدينة لمنتسبيها من الطلبة المعاقين، ووصولاً إلى التركيز على تحقيق معايير الجودة وكفاءة العمل تحرص الإدارة العليا لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بتوجيهات سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، على وضع الخطة السنوية الهادفة لخدمة المعاقين، بحيث تشمل أهدافها تطوير العمليات التعليمية والتربوية والفنية والإدارية.
الاستفادة من التقنيات
في هذا الصدد، قالت منى عبد الكريم، مديرة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات السمعية، إن المدرسة تخدم فئة الإعاقة الذهنية ابتداء من الحالات البسيطة وصولا للحالات الشديدة من جميع الجنسيات الناطقة باللغة العربية، حيث تضم المدرسة حاليا 16 فصلا دراسيا تخدم 245 طالبا وطالبة.
وعن الجديد في هذا العام العام الدراسي، قالت عبدالكريم إن المدرسة ستوفر فصولا مسائية لفئة الإعاقة الشديدة من الذكور والإناث ابتداء من سن السادسة عشرة فما فوق، حيث توجد حاليا أربعون حالة من فئة الإعاقة الشديدة.
وعلى صعيد إدخال التقنيات الجديدة في العام الدراسي الجديد، أوضحت «التقنيات المستخدمة حاليا في المنهج الدراسي تشمل جهاز الحاسوب لتطوير مهارات الطلبة في عدة مجالات منها اللغة والمهارات الحركية المعرفية والاجتماعية والحركية، وهو ما يساعد الطالب على تطوير مهارات التآزر الحركي البصري (توافق النشاط البصري والحركي) من خلال برامج تفاعلية، بالإضافة لاستخدام السبورة الإلكترونية الذكية»، لافتة إلى أن جديد المنهج الدراسي يشمل هذا العام إدخال جهاز الآيباد كوسيلة تعليمية في إلى الفصول الدراسية بالتنسيق مع قسم نظم المعلومات بالمدينة، حيث ستستفيد من الوسيلة التعليمية الجديدة فئتان، الأولى ستستخدم برامج الحالات البسيطة، والثانية ستستخدم برامج الحالات التي تعاني من صعوبة في التواصل اللغوي، وذلك كتجربة أولية حيث ستخصص حاليا عشرة أجهزة آيباد، وسيكون الباب مفتوحا للأهالي المقتدرين لتوفير أجهزة خاصة بأبنائهم، كما ستعمل المدينة على توفير مجموعة أخرى من أجهزة آيباد من الجهات الداعمة والمؤسسات الخيرية.
استعدادات شاملة
من جهتها، قالت عفاف الهريدي مديرة مدرسة وروضة الأمل للصم «يشهد العام الدراسي الحالي تطويرا كبيرا، فعلى المدى القصير قامت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية باستعدادات سريعة لاستقبال الطلبة في اليوم الدراسي الأول، شملت صيانة المباني وتحضير الأثاث والأجهزة والأدوات المستخدمة في العملية التعليمية، وصولا إلى توفير الموظفين الجدد لسد النقص والشواغر، بالإضافة إلى تنشيط الكادر التدريسي من خلال عمل محاضرات التدريب وورش العمل المتعلقة بتدريس المعاقين سمعيا، عبر التركيز على مهارات لغة الإشارة والتواصل الكلي وصعوبات التعلم، وصولا إلى تجهيز الكتب والزي المدرسي، وإعداد الخطط والجداول الصفية للعام الدراسي الجديد».
وأضافت الهريدي «كما تابعنا مؤخرا عملية تسجيل الطلبة الصم وذلك من خلال دراسة حالة الطلبة الصم غير القادرين على دفع تكاليف التسجيل، من أجل التخفيف أو إعفائهم كليا من رسوم التسجيل، كما سنعمل على دمج الطلبة الصم المرشحين والمؤهلين لعملية الدمج في التعليم العام، وسنوسع عملية الدمج العكسي في المراحل الابتدائية والإعدادية بعد نجاح هذه التجربة في مرحلة الروضة وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم».
وأضافت الهريدي «ستقوم المدرسة خلال اليوم الدراسي الأول بعمل يوم مفتوح سيتم فيه استقبال الطلبة والطالبات مع أولياء أمورهم، وذلك لتنشيط الطلبة وتهيئتهم لاستقبال العام الدراسي الجديد، و اطلاع أولياء الأمور على مستجدات النظام المعمول به في المدرسة، كما سيتيح اليوم المفتوح أيضا للطلبة المعاقين للحديث عن همومهم، وتناول ما قاموا به من أنشطة خلال الإجازة الصيفية تمهيدا لإدخالهم في أجواء الجو الدراسي للعام الجديد، مشيرة إلى أن أعداد الطلبة الموجودين بمدرسة وروضة الأمل للصم، يبلغ حاليا ثلاثة وسبعون تلميذا وتلميذة، في حين بلغ عدد الطلبة المستجدين في هذه المدرسة النوعية اثني عشرة طالبا وطالبا.
التعليم التفاعلي
من جانبه، أكد باسم عبد الغفار، المشرف الفني بمدرسة وروضة الأمل للصم «نقوم حاليا باستخدام تقنيات تعليمية خاصة، من بينها السبورة الذكية لتنشيط التعليم التفاعلي بالوسائل البصرية، واستخدام الحاسب الآلي بشكل موسع، وصولا لاستخدام أسلوب (التعلم بالفعل)، عن طريق توظيف النماذج العملية وليس الاعتماد على الجانب النظري والتلقيني البحت.
كما تشمل التقنيات التعليمية المستخدمة تشجيع الطلبة على البحث عن الكتب ومصادر المعلومات في الإنترنت، وذلك لمساعدة الطلبة في إجراء البحوث الميدانية والمشاركة في الأنشطة الصفية واللاصفية».
وعن التقنيات الجديدة، قال عبد الغفار «لدينا خطة طموحة لإدخال أجهزة الآيباد في العملية التعليمية بمختلف المؤسسات التعليمية التابعة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، لما لمسناه من ألفة ما بين الطلبة مع هذه الوسائط والأجهزة الحديثة التي باتت منتشرة في كل بيت تقريبا، حيث كان الطلبة المعاقون يستخدمون مثل هذه الأجهزة في بيوتهم خلال السنوات الدراسية السابقة في الأنشطة الترفيهية، وتسعى مدرسة وروضة الأمل للصم حاليا، لإدخال جهاز الآيباد في العملية التعليمية داخل مدرسة وروضة الأمل وباقي مدارس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، خاصة وأن هناك بعض البرمجيات المتوفرة اليوم، وهي عبارة أساليب تواصل بديلة ومساندة للمصابين باضطرابات في التواصل مع الآخرين ممن لا يجيدون لغة الإشارة، حيث تقوم هذه البرمجيات بتحويل النص الذي يكتبه الطالب الأصم إلى رسالة مسموعة وواضحة، يمكن للآخر قراءتها وسماعها والرد عليه، بالإضافة إلى توفر برمجيات خاصة بالمناهج التعليمية، وهي غير معربة حالبا، ولكن يمكن الاستفادة من بعض تطبيقاتها في العملية التعليمية الجديدة بمدينة الشارقة الخدمات الإنسانية».
أعمال صيانة
أكد جهاد عبد القادر، مسؤول تطوير الموارد المالية والاستثمار، أهمية الاستعدادات التي تحرص المدينة على تنفيذها سنويا، والتي شملت أعمال الصيانة لمرافق المدينة وجميع الأقسام والفروع التابعة لها، وتهيئة الفصول بكافة المستلزمات والمعدات المطلوبة لضمان راحة وسلامة الطلبة من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تجهيز الحدائق ومرافق الترفيه، بالتعاون مع بلدية الشارقة ومهندسين متطوعين من إدارة الأشغال العامة بالشارقة، وقد حرصت إدارة المدينة على تشكيل لجنة للإشراف ومتابعة أعمل الصيانة وتقييم حجم الأعمال المطلوبة، وقد تم تنفيذها خلال الفترة الصيفية بمواصفات جيدة لتوفير البيئة المناسبة، وبمعايير صحية لتقديم أفضل الخدمات للطلبة من ذوي الإعاقة والعاملين معهم، حيث شارفت عملية الصيانة على الانتهاء في كافة مرافق وفروع المدينة لاستقبال الطلبة في أجواء مناسبة. وقال فوزي، مسؤول قسم العلاج الطبيعي والوظيفي، ومدير مركز التدخل المبكر بالإنابة، إن المركز مستعد حاليا لاستقبال الأسر، لتقييم حالات الأطفال وتوعيتهم بالخدمات التي يقدمها المركز للأطفال من ذوي الإعاقة، وذلك بهدف تحسين جودة الخدمة المقدمة للأطفال من ذوي الإعاقة، بالوتيرة ذاتها تتواصل هذه الاستعدادات حثيثة في باقي فروع وأقسام المدينة ليكون العام الدراسي الجديد موفقا ومتميزا في تعليم وتدريب وتأهيل الطلبة من ذوي الإعاقة، مع مواكبة التطورات والمستجدات الحاصلة في مجال التربية الخاصة لضمان مستقبل تعليمي واجتماعي أفضل لفئة المعاقين والتأكيد على حقوقهم في الحياة المجتمعية والمشاركة في التنمية الوطنية.
المصدر: الشارقة