الأسهم اليابانية تنخفض مع تزايد مخاطر التباطؤ الاقتصادي

أنهت بورصة طوكيو للأوراق المالية تعاملات الأمس بتراجع ملموس على خلفية صعود قيمة الين أمام الدولار وتجدد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد· وأكد توشيهيكو فوكوي محافظ بنك اليابان (المركزي) أمس تزايد المخاطر الاقتصادية وقال إن البنك المركزي سيتخذ إجراءً وقائياً إذا هدد تشديد الائتمان تصوره الرئيسي للاقتصاد· ولم يكن رد فعل أسواق المال كبيرا على تصريحات فوكوي ذلك أنها لم تغير وجهة النظر القائلة بأن بنك اليابان سيبقي أسعار الفائدة مستقرة عند 0,5 في المئة بل قد يخفضها في وقت لاحق هذا العام· وفي أسواق العملة تراجع الدولار أمام الين مسجلا في ظهيرة الأمس 40ر107-45ر107 ين مقابل 11ر108-13ر108 ين في الساعة الخامسة من مساء أمس الأول· وهبطت الأسهم اليابانية أمس بعد أن دعمت بيانات اقتصادية ضعيفة المخاوف بشأن دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود مما أفزع المستثمرين فهبط سهم كانون وشركات يابانية أخرى تعتمد على التصدير مع ارتفاع سعر الين· لكن شهدت السوق ارتفاعات في أسهم شركات معادن مثل توهو زنك التي واصلت ارتفاعاتها التي بدأت أمس الأول مع ارتفاع أسعار المعادن وحدت من انخفاض السوق بدرجة أكبر· وهبط مؤشر نيكي القياسي 1,4 بالمئة إلى 13500,46 نقطة بعد انخفاضه بنسبة اثنين بالمئة في وقت سابق من الجلسة، وأغلق مؤشر توبكس الأوسع نطاقا واحد بالمئة إلى 1321,37 نقطة· وقال توشيهيكو فوكوي الذي تنتهي ولايته الشهر القادم إن أسواق المال لاتزال مضطربة ومن شأن تفاقم تباطؤ الاقتصاد الأميركي أن يلحق الضرر بقطاعات أخرى من الاقتصاد· كما أدى تزايد مخاطر التباطؤ الأميركي الحكومة إلى خفض تقييمها للاقتصاد الياباني في فبراير وذلك للمرة الأولى خلال 15 شهراً· غير أن فوكوي أشار إلى أن بنك اليابان لن يسارع إلى الاستجابة لتطورات قصيرة الأمد قائلاً إن السياسة النقدية يجب أن تنفذ بطريقة تحد من تقلبات الاقتصاد في المستقبل· وأبلغ فوكوي حلقة نقاش ''الشركات لن تكون مرتاحة إذا شددنا أو يسرنا (السياسة النقدية) فجأة'' مضيفا أن البنك ملتزم بموقفه المتمثل في فحص مخاطر التراجع والمخاطر طويلة الأمد لنمو تضخمي لدى تعديل أسعار الفائدة· ونما الاقتصاد الياباني بمعدل سنوي بلغ 3,7 بالمئة في الربع الأخير من 2007 متجـــاوزاً بكثير مســـتــوى 0,6 في المئــــة المســــجل في الـــولايـــات المتـــحدة خــــلال نفــــس الفترة لكــــن اقتصــــاديين يتـــوقعــون أن ينال التباطؤ الأميركي تدريجياً من الصادرات اليابانية· وفي تقريرها الشهري اليوم خفضت الحكومة تقييمها للاقتصاد عموما وحذرت من تزايــــد مخاطـــر التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة أكبر ســـوق لصادراتها، وعدلت بالخفض كذلك تقييمها للصادرات والإنتاج الصناعي نقطة الضوء الرئيسية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم· وقال التقرير ''الاقتصاد كان ينتعش بمعدل معتدل في الفترة الأخيرة''، وكانت الحكومة قالت في تقريرها السابق إن الاقتصاد ينتعش على الرغم من بعض مظاهر الضعف· وأوصى التقرير بالانتباه إلى مخاطر التباطؤ التي تصاعدت بالتباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة وأسعار النفط واضطرابات الأسواق الناجمة عن أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة· وقال مسؤول بمجلس الوزراء إن تباطؤ نمو الصادرات والإنتاج الصناعي بالإضافة إلى ضعف إنفاق المستهلكين وبناء المنازل دفع الحكومة إلى تعديل تقييمها العام للاقتصاد، وأضاف التقرير أن الصادرات تزيد باعتدال والإنتاج الصناعي ينمو بمعدل أبطأ· ومع قرب انتهاء ولاية توشيهيكو فوكوي ارتفع الجدل حول خلفه، حيث قال نائب بارز عن الحزب الديمقراطي المعارض في اليابان إن هناك معارضة قوية بين ساسة الحزب لتعيين توشيرو موتو نائب محافظ بنك اليابان المركزي في منصب المحافظ· ونقلت محطة إذاعة ان·اتش·كيه أمس عن كينجي ياماوكا مسؤول الشؤون البرلمانية بالحزب قوله لأعضاء في البرلمان عن الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم قوله إن هناك معارضة شديدة لترقية موتو لأنه كان يتولى منصب نائب وزير المالية من قبل· وأبلغهم كذلك بأن أحزابا معارضة أخرى تعارض ترقية موتو بعد أن أشاروا إلى تنامي التأييد داخل الائتلاف الحاكم لأن يحل موتو محل فوكوي محافظ البنك المركزي الذي سيحال للتقاعد يوم 19 مارس المقبل· ويقول البعض في الحزب الديمقراطي المعارض إن مسؤولا سابقاً بوزارة المالية لا يجب أن يرأس البنك المركزي للتأكيد على الفصل التام بين السياسات النقدية والمالية في البلاد·