25 يناير 2012
طرابلس (وكالات)- نفى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المستشار مصطفى عبد الجليل أن يكون أنصار العقيد الراحل معمر القذافي قد سيطروا على مدينة بني وليد. وقال عبد الجليل لمراسل قناة الجزيرة في طرابلس إن قوة تابعة لوزارة الدفاع الليبية توجهت إلى بني وليد لاحتواء المشكلة هناك، وإن طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي تحلق في أجواء المدينة.
من جانبه أكد أحد زعماء قبيلة الورفلة ومعقلها بني وليد، أمس أن الوضع هادئ في هذه المدينة موضحا أن “النزاعات المحلية” وراء المواجهات التي وقعت أمس الأول. وصرح قائد عسكري ميداني سالم الوعر لوكالة فرانس برس أن “الوضع هادئ. وبات تحت السيطرة”. ونفى مجدداً أن يكون أنصار الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي شاركوا في المعارك التي دارت أمس الأول، وأسفرت عن سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى، كما أكد مسؤولون محليون. وقال إن “النزاع محلي بحت”، مؤكداً أن مشايخ قبيلة الورفلة النافذة مجتمعون في مسجد بني وليد لدرس الوضع في المدينة الواقعة على بعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس.
والتقى ممثلون من القبيلة متمردين سابقين أتوا من الزنتان وصبراتة (غرب) لاستعراض الوضع. وكانت مواجهات عنيفة دارت الاثنين في بني وليد ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى في أسوأ أعمال عنف في المدينة منذ أشهر، نسبها مسؤولون محليون لأنصار معمر القذافي ووزارة الداخلية لخلافات داخلية. وتمكن الثوار السابقون الذين كانوا محاصرين أمس الأول في قاعدة بني وليد العسكرية من مغادرة المدينة بعد أن أمن زعماء في قبيلة الورفلة لهم مخرجا. والاثنين أعلن مسؤولون محليون أن كتيبة 28 مايو الكبرى في بني وليد محاصرة من قبل مناصرين للقذافي.
وأكد وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال أنه سيتم التصدي للأشخاص الذين يحسبون على نظام القذافي السابق. وقال عبد العال، في رسالة تليفزيونية وجهها الليلة قبل الماضية، إن الأشخاص الذين يحسبون على نظام القذافي “ يلعبون لعبة الموت بتحديهم لثوار 17 فبراير”. وأضاف أن “أمن الليبيين فوق كل اعتبار وعليهم أن يعلموا جيدا بأننا نملك القدرة على سحقهم جميعا بقوة القانون وبقوة الثوار”. وفيما يتعلق بآخر المستجدات في مدينة بني وليد، قال المسؤول الليبي “إننا طوال الفترة الماضية كنا ندعو لحقن دماء الليبيين وما زلنا ندعو لذلك ونحن نقول إنه بعد سقوط نظام القذافي لا يوجد مبرر لسفك أي دم ولا قطرة دم واحدة تسيل من أي ليبي”. وأضاف أنه في حال “استمر هؤلاء الأشخاص التابعون لأسيادهم الذين يحركونهم من الخارج بأموال الليبيين في إثارة الشغب وفي إثارة الفتنة بين صفوف الشعب الليبي فسوف يتم التصدي لهم بقوة وحزم”. وأردف “هذه الأحداث المفزعة التي شهدتها مدينة بني وليد أسفرت عن استشهاد خمسة من ثوارها وجرح 20 ومحاصرة 40 آخرين في معسكر 28 مايو في بني وليد”.
واعتبر أن الموقف الآن أصبح حرجاً ولابد من تفعيل قرار المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي بأخذ السلاح الثقيل من تلك المنطقة، ويجب عدم السكوت عما حصل. وشدد على ضرورة “التحقيق مع هؤلاء الأشخاص واستجلاء الحقيقة في تلك المنطقة بشكل رسمي” وأن “هذا الأمر لابد أن ينتهي، ولابد أن يتصدى مجلس الوزراء والمجلس الوطني لهذا الأمر، واتخاذ قرار حاسم فيه، وتكليف الجهات المختصة بإتمام هذه المهمة حتى تنتهي هذه المشاكل”.
من جهة أخرى ، ذكر رئيس المجلس المحلي لمدينة بني وليد أن “عددا من ثوار ليبيا من مدينة بني وليد الذين قاتلوا وشاركوا في تحرير ليبيا وفي مناطق مختلفة هوجموا أمس (الأول) بطريقة غجرية، وسقط عدد منهم شهداء، إضافة إلى وقوع عدد كبير من الجرحى”. وأضاف “لقد تم مهاجمة كتيبة شهداء 28 (ايار) مايو من قبل أشخاص ينتمون إلى كتائب النظام السابق (القذافي)، وأن الكيفية التي تم بها تنفيذ جريمة 28 مايو العام الماضي نفذت بها اليوم جريمة 23 يناير”. وأوضح أن “بقايا نظام القذافي، هم المجموعة نفسها التي كانت تقاتل عندما كان سيف القذافي متحصناً بمدينة بني وليد وهي المجموعة نفسها التي قاتلت اليوم، والأشخاص أنفسهم، والوجوه نفسها، مستخدمة الأسلحة الثقيلة ورشاشات الأغراض العامة”.