عمرو عبيد (القاهرة)
لا توجد قواعد ثابتة تحكم اختيار حامل شارة القيادة في صفوف أي فريق، فالبعض يرى أن أقدمية اللاعب تؤهله منطقياً ليكون القائد الأول، بينما يحصل على الشارة صاحب الموهبة الأكبر في مكان آخر، أو يتم اختيار آخرين حسب قوة الشخصية وامتلاكه صفات القيادة، داخل وخارج الملعب، ولا يقتصر الأمر على مركز بعينه، فيظهر أوباميانج المهاجم قائداً لأرسنال، بينما منح بايرن ميونيخ وإنترناسيونالي وتوتنهام الشارة لحراس المرمى، نوير وهندانوفيتش ولوريس على الترتيب، ويتصدر صانع اللعب وعقل الفريق المشهد في كلٍ من برشلونة ومانشستر سيتي، عبر ليو ميسي ودافيد سيلفا، بينما تولى خط الدفاع تلك المهمة في ريال مدريد ويوفنتوس، ممثلاً في راموس وكيلليني.
ويعتبر البرغوث الأسطوري ميسي، عميد قادة أندية أوروبا الكبرى في الفترة الحالية، بعدما قضى 16 موسماً مع فريق البارسا الأول، وجاء بعده كل من سيرجيو راموس وجورجيو كيلليني اللذين لعبا للملكي والسيدة العجوز لمدة 15 موسماً، مقابل 11 موسماً للإسباني كوكي في صفوف أتلتيكو مدريد، وقضى دافيد سيلفا 10 مواسم تاريخية لا تنسى مع «البلومون»، أما عن النجوم حديثي العهد بحمل شارة القيادة، فيتصدرهم المدافع الإنجليزي الدولي هاري ماجواير الذي شارك مع «يونايتد» في الموسم الحالي فقط، بعد رحيل القائد السابق أشلي يونج، واختيار سولشاير له من أجل هذه المهمة الصعبة، وتكرر الأمر بصورة مقاربة مع المهاجم الجابوني أوباميانج، الذي لعب 3 مواسم فقط مع «المدفعجية»!
ولا يوجد قائد في صفوف أي فريق حصد عدداً من البطولات، يقارب ما حققه الأسطوري ليو، مع «البلوجرانا»، حيث سجّل في رصيده 34 بطولة متنوعة، بينها 10 ألقاب قارية وعالمية في «شامبيونزليج»، السوبر الأوروبي، ومونديال الأندية، وإذا كان عملاق الدفاع الملكي راموس، يتفوق على ميسي بفارق بطولة واحدة فقط في كأس العالم للأندية، على مستوى البطولات خارج إسبانيا، فإن قائد «الميرنجي» يأتي بعد الأرجنتيني في الترتيب العام، بإجمالي 21 بطولة، وعبر هذا المستوى الأول، يأتي الألماني مانويل نوير، في المرتبة الثالثة، بعدما حصد 18 بطولة مع «البافاري»، أبرزها لقب واحد في دوري الأبطال، ومثله في مونديال الأندية، مقابل 17 بطولة محلية إيطالية لقائد «اليوفي» كيلليني، و14 بطولة لدافيد سيلفا، منها 13 مع السماوي، بينها 4 ألقاب تاريخية في «البريميرليج».
لكن على الجانب الآخر، يوجد نجوم يحملون شارة القيادة، من دون أن يعرفوا الطريق إلى منصات التتويج، أبرزهم ماجواير الذي يعتبر ثاني أصغر لاعب يحمل شارة قيادة أحد كبار القارة العجوز بـ 26 عاماً، ولا يسبقه في ذلك سوى أليسيو رومانولي قائد ميلان، صاحب الـ 25 عاماً، لكن الأخير يتفوق على الإنجليزي، لكونه حصل على لقب واحد مع «الروسونيري» في كأس السوبر الإيطالية، بينما لا يزال مدافع الأسود الثلاثة يبحث عن تتويجه الأول مع «الشياطين»، وهو ما يعاني منه أيضاً، الحارس السلوفيني هندانوفيتش، مع «الأفاعي»، وصحيح أن لوريس لم يصعد إلى منصات التتويج مع «الديوك»، إلا أنه فاز بكأسين محليتين في فرنسا مع فريقه السابق ليون، وهو ما يتكرر مع أوباميانج داخل قلعة «الجانرز»، لكنه عرف الفوز بالكؤوس المحلية في ألمانيا وفرنسا من قبل.
وبعيداً عن وضع ميسي المُعقّد مع «الألبيسيليستي»، يبرز القائدان الإسبان للريال والسيتي، راموس وسيلفا، بعدما تُوّجا بثلاثة ألقاب كبرى مع «لاروخا»، بالمشاركة في حصد لقب مونديال 2010، بين لقبي اليورو في 2008 و2012، وبعدهما يأتي كل من مانويل نوير بطل مونديال 2014 مع «المانشافت»، وهوجو لوريس المونديالي المتوّج مع «الديوك» في 2018، ويُذكر أن كيلليني يمتلك ميدالية برونزية أولمبية، حصدها مع «الآزوري» في أولمبياد أثينا في عام 2004.